LBC: فنزويلا موجودة امامنا، فلا تجعلوها مثالا

أشارت LBC إلى أن خطة ترشيد الدعم المنجزة لن تر النور من دون بطاقة تمويلية للأكثر فقرا، مضيفة أن “فنزويلا أمامنا فلا تجعلوها مثالاً”، وقالت في مقدمة نشرتها: دخلت المفاوضات الاميركية الايرانية مرحلة دقيقة تتسارع خلالها المعلومات والاحداث، من الاعلان عن الوصول الى صفقة اتفاق حول الملف النووي ونفي الاعلان، الى الحديث عن تبادل سجناء والافراج عن اموال مجمدة، كل ذلك قبل شهر من الانتخابات الرئاسية الايرانية المقررة في حزيران المقبل، واقل من شهر على الانتخابات الرئاسية السورية، وعلى بعد يومين من اخفاق جديد لبنيامين نتنياهو في تشكيل حكومة ائتلاف وطني.

على وقع هذه الاحداث، ما زال الفراغ سيد الموقف لبنانيا، علما ان ثلاثة احداث مهمة ستخرق الجمود هذا الأسبوع:
– الحدث الاول وصول وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان الى بيروت الاربعاء، هذه المرة حاملا لائحة عقوبات واسماء. زيارة لودريان فيها رسائل واضحة واجوبة ضائعة، فهل العقوبات التي يهدد بها اشد وطأة من تهديدات الرئيس ماكرون على معرقلي تأليف الحكومة؟
– الحدث الثاني، عودة مفاوضات ترسيم الحدود. هنا، الصورة اوضح. فالمفاوضات بين الوفدين اللبناني والاسرائيلي، وبوساطة اميركية، ستعود الثلثاء الى الناقورة، ومفتاحها كلمة “بدء المفاوضات من الخط ٢٩”. وكلمة بدء، تعني في عالم التفاوض، عدم التوقف عند نقطة محددة، وانما القتال في التفاوض للوصول الى الحل الأفضل. فهل العودة جاءت على وقع اعتراف الجميع، ولو ضمنا، بضرورة خفض السقوف الحمراء؟ وهل يكون ديفيد هيل، احرز قبل تركه منصبه، انجازا بإعادة التفاوض، عله يترجم بإنجاز وفد لبنان التفاوضي حلا، يحفظ كل شبر من بلوك قانا، فيكون بلوك قانا لنا، ولإسرائيل بلوك كاريش؟

هذان الحدثان، على اهميتهما، لن يحجبا الضوء عن هموم اللبنانيين اليومية: الدعم وترشيده.
ففي معلومات خاصة بالـ LBCI أن المسودة المرتبطة بترشيد الدعم، والتي اعدها فريق رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب، شبه منجزة، وهي تتضمن:
-تخفيض الدعم عن البنزين من ٩٠ الى ١٥ %.
-خفيض فاتورة الدواء المدعوم الى النصف، علما انها تبلغ حاليا مليار و٢٠٠ مليون دولار.
-ابقاء الدعم على الفيول اويل، لتأمين استمرارية عمل مؤسسة كهرباء لبنان.
-رفع الدعم في شكل نهائي عن السلع الغذائية باستثناء القمح.
لكن خطة ترشيد الدعم المنجزة لن تر النور من دون بطاقة تمويلية للأكثر فقرا. فمن اين تؤمن الاموال؟ وهل ما يحكى عن تأمينها من قروض البنك الدولي قابل للحياة؟ لا اجوبة واضحة حتى الساعة، الا ان المؤكد اننا غير قادرين على مواصلة الدعم، وآخر رسالة لحاكم مصرف لبنان في هذا الموضوع تحدثت عن آخر ايار موعدا نهائيا لوقف الدعم. والأكيد اننا اذا رفعنا الدعم من دون البطاقة التمويلية، فنحن مقبلون على انفجار اجتماعي. اما المؤكد، فان استمرار الدعم، سرقة موصوفة لما تبقى من اموالنا في المصرف المركزي.

هذه المعطيات يقابلها واقع ملموس: الدعم مستمر “بالقطارة”، البنزين بالنقطة، الكهرباء الى تقنين غير مسبوق، السلع الغذائية المدعومة شبه مختفية. فإلى متى سيملك المصرف المركزي القدرة على الاستمرار؟ وماذا لو تأخر تشكيل الحكومة؟ فنزويلا موجودة امامنا، فلا تجعلوها مثالا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

تم الكشف عن مانع الإعلانات

يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك حتى تتمكن من استخدام موقعنا.