أول روبوت صيني ينزل على المريخ

نجحت الصين في إنزال روبوت مسيّر صغير على سطح المريخ في مهمة دقيقة تشكّل سابقة للدولة الآسيوية وتعكس طموحاتها الفضائية الآخذة في الاتساع.

وأطلق الصينيون في نهاية يوليو الماضي من الأرض مهمتهم غير المأهولة “تيانوين – 1” التي تحمل اسم المسبار الذي أرسل إلى الفضاء. ويتألف المسبار من ثلاثة أجزاء هي مركبة مدارية (تدور حول الكوكب) ومركبة هبوط تقل الروبوت “تشورونغ” الذي يتم التحكم به عن بعد. وهذه المركبة هي التي حطت على سطح المريخ مما سيسمح للروبوت بالخروج.

وهبط “تيانوين – 1” في منطقة من الكوكب الأحمر تسمى “يوتوبيا بلانيسيا”، وهي سهل شاسع يقع في النصف الشمالي من المريخ، وفق ما أوضحت وكالة الفضاء الصينية.

ويعد الهبوط على الكوكب الأحمر أمرا معقدا، إذ أخفقت مهمات أوروبية وسوفييتية وأميركية عديدة في تحقيقه في الماضي.

وكانت الصين بالفعل حاولت إرسال مسبار إلى المريخ في 2011 خلال مهمة مشتركة مع روسيا. لكن المحاولة توقفت وقررت بكين بعد ذلك مواصلة المغامرة لوحدها.

وفي شباط الماضي نجحت الصين في وضع “تيانوين – 1” في مدار المريخ والتقاط صور للكوكب الأحمر. وفي وقت مبكر من السبت تمكنت من إنزال المسبار على سطح المريخ ما سيسمح للروبوت بمغادرتها. ويشكل إنجاز العمليات الثلاث في مهمة أولى سابقة في العالم.

وأوضحت وكالة الفضاء أن وحدة الهبوط في “تيانوين – 1” فتحت فور وصولها إلى الغلاف الجوي للكوكب الأحمر مظلة للشروع في هبوط محفوف بالمخاطر استمر العديد من الدقائق.

واستقرت الوحدة بعد ذلك على ارتفاع 100 متر فوق السطح لتحديد العوائق ثم هبطت.

وقال المحلل تشين لان من موقع “غو تايكونوتس” المتخصص في برنامج الفضاء الصيني إن المسبار نفذ مناورة “للهبوط بمفرده”. فنظرا إلى المسافة من الأرض تستغرق الإشارة المنبعثة من المريخ 18 دقيقة قبل أن تصل إلى المهندسين، وفقا لوسائل الإعلام الصينية.

وأشار تشين إلى أن “لا أحد على الأرض بإمكانه المساعدة إذا حصلت مشكلة ما”.

ويزن “تشورونغ” 240 كيلوغراما، وسيتولى درس بيئة الكوكب وتحليل تكوين صخوره. ومن بين مهام الروبوت إجراء تحليلات للتربة والغلاف الجوي والتقاط الصور والمساهمة في رسم خرائط للكوكب الأحمر. وللصين خبرة في هذا المجال إذ سبق أن سيّرت روبوتين صغيرين على القمر هما “أرنب اليشم 1″ عام 2013 و”أرنب اليشم 2” عام 2019.

ومن المفترض أن يسعى المسبار أيضا إلى العثور على أيّ آثار لحياة سابقة قد تكون موجودة على الكوكب الأحمر.

وزوّد “تشورونغ” بأربعة ألواح شمسية لإمداد الطاقة ويفترض أن يعمل لمدة ثلاثة أشهر. كما أنه مزود بكاميرات ورادار وليزر مما سيسمح له بدرس بيئة كوكب المريخ وتحليل تكوين صخوره.

ويأتي هبوط المسبار الصيني على سطح المريخ بعد أشهر من الروبوت الجوال “بيرسيفيرنس” التابع لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) والذي سبقه إلى الكوكب الأحمر في الـ18 من فبراير الماضي في مهمة تتمثل أيضا في السعي إلى إيجاد آثار حياة سابقة.

واختير اسم “تشورونغ” إله النار في الأساطير الصينية، بعد استطلاع للآراء عبر الإنترنت. واسم كوكب المريخ باللغة الصينية هو “هوشينغ” وترجمته الحرفية تعني “كوكب النار”.

وسجلت بكين إنجازا كبيرا غير مسبوق عالميا في يناير 2019 إذ نجحت في إنزال روبوت مسيّر على الجانب المظلم من القمر. وفي العام الماضي حمل الروبوت عينات إلى الأرض.

وتعتزم بكين تجميع محطة للفضاء قبل 2022. وستصبح الصين بذلك ثالث بلد في العالم يبني بوسائله الخاصة محطة كهذه بعد الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي. كذلك تأمل في إرسال رحلات مأهولة إلى القمر في غضون نحو عشر سنوات. وأطلق العنصر الأول من مكوّنات محطة الفضاء في نهاية أبريل الماضي.

ويستلزم إنجاز بناء المحطة إطلاق الصين نحو عشر بعثات، بعضها مأهول. ولم يعلن بعد عن أيّ جدول زمني محدد في هذا الشأن.

وكان المسبار “تيانوين – 1” أرسل في فبراير الماضي صورته الأولى للمريخ، وهي بالأبيض والأسود، أظهرت عددا من التضاريس بينها فوهة سكياباريلي ووادي مارينر (فالس مارينيرز)، وهو مساحة شاسعة من الأخاديد على سطح المريخ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

تم الكشف عن مانع الإعلانات

يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك حتى تتمكن من استخدام موقعنا.