خلايا مناعية مُبرمجة لمهاجمة الأورام: هل أصبحنا قاب قوسين للانتصار على انواع السرطانات كافة؟

أدت الخلايا المناعية المبرمجة لمهاجمة الأورام، بطريقة أكثر ذكاءً، إلى تقليص أورام المخ والمبيض في دراسات الفئران، بينما فشلت الخلايا المناعية غير المتغيرة. ويمكن استخدام هذه التقنية لعلاج السرطانات واضطرابات الدماغ التنكسية.

يقول “كول رويبال”؛ من جامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو: “لدينا سيطرة أكبر على ما تفعله الخلية عندما تصل إلى موقع المرض. يمكننا حقًا البرمجة في وظائف محددة جدًا”.

وتقتل أجسامنا بشكل طبيعي العديد من السرطانات الوليدة، ولكن في بعض الأحيان لا تتعرف الخلايا المناعية، التي تسمى “الخلايا التائية”، على الخلايا السرطانية.

وتتمثل إحدى طرق علاج السرطانات، التي تنجح في تفادي الجهاز المناعي، في هندسة الخلايا التائية وراثيًا لاستهداف بروتين معين على سطح الخلية السرطانية. وتسمى هذه الخلايا CAR T-cells؛ حيث يرمز CAR إلى “مستقبلات المستضد الخيمرية”.

وقد عالجت “CAR-T” بالفعل عددًا قليلًا من الأشخاص؛ ما دفع الولايات المتحدة إلى الموافقة على نموذجين منها في عام 2017، ولكن هناك قيودًا كبيرة. وكانت هذه الطريقة فعالة فقط ضد سرطانات الدم وليس ضد الأورام الصلبة. ويمكن أن يكون لها آثار جانبية خطيرة للغاية إذا قتلت الخلايا التائية الخلايا غير السرطانية التي تحتوي أيضًا على البروتين المستهدف على سطحها.

ويقول “رويبال”: “إن أحد الأسباب التي تجعل علاجات CAR-T لا تعمل مع الأورام الصلبة هو أنه لا تعبر جميع الخلايا في هذه الأورام عن بروتين واحد فريد من نوعه”؛ لذلك طور فريقه نوعًا جديدًا من بروتين المستقبل يعمل بطريقة مختلفة.

وبدلًا من إثارة هجوم فوري تقوم مستقبلات الخلايا التائية هذه بتشغيل أي جين أو جينات عندما تتعرف على البروتين المستهدف. ويمكن أن يكون هذا أي بروتين يختاره الباحثون؛ ولهذا السبب يمكن استخدام هذه التقنية لاضطرابات الدماغ بالإضافة إلى السرطانات.

وفي الاختبارات التي أجريت على الفئران أدى هذا النهج إلى تقليص الأورام الأرومية الدبقية ومنع تكرارها؛ حيث لم تنجح علاجات CAR-T التقليدية أو لم تمنع إعادة النمو. وفي دراسة حيوانية منفصلة تم العثور على نتائج مماثلة لسرطانات المبيض.

ويضيف “رويبال”: “يبدو أن الخلايا التائية CAR القياسية تصبح مستنفدة بسرعة نسبيًا وتموت. لكن الخلايا التائية الذكية CAR استمرت لفترة أطول في الجسم، وهو أمر مهم لمنع التكرار، وهناك الكثير من العمل للقيام به، لكننا اتخذنا خطوات كبيرة”.

وسيقوم فريقه أيضًا بتجهيز العلاجات المستخدمة في الفئران للتجارب البشرية، والتي قد تستغرق عامين. وسوف تشمل هذه التجارب إزالة الخلايا المناعية للمريض وهندستها وراثيًا قبل إعادتها إلى الجسم.

أخيرًا على المدى الطويل قد يصبح من الممكن علاج الأشخاص باستخدام خلايا “جاهزة”؛ الأمر الذي يقلل التكاليف بشكل كبير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

تم الكشف عن مانع الإعلانات

يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك حتى تتمكن من استخدام موقعنا.