الشرق: لا إتفاق…لا حكومة … لا إعتذار
كتبت صحيفة “الشرق” تقول: بين من يريد الدولة للبنانيين ومن يريدها لفريقه السياسي والحزبي عبر تكريس مواقع وتثبيت اعراف انقلابية على الدستور تمهيدا لمؤتمر تأسيسي، انقسم المشهد التشكيلي الحكومي في شكل فاقع امس. بلغ السيل الزبى وفاض كأس تكليف اديب بنقطة تعنت “الثنائي”. المواقف تظهرت بعدما بقيت خلف الكواليس منذ زيارة الرئيس ايمانويل ماكرون. كل فريق سمى الاشياء باسمائها، والنتيجة واحدة: لا انقاذ ولا حظوظ لمن ينقذ ولا مساعدات دولية ولا مؤتمر سياسيا. فالكلمة للأقوياء…بالسلاح، لكن العقوبات الاميركية في المرصاد ودفعة جديدة صدرت امس ضد متعاملين مع حزب الله.
الصراع السني – الشيعي المستعر الذي لطالما سحب الرئيس سعد الحريري فتيل اشتعاله بمسلسل التضحية والتنازلات الذي بثت آخر حلقاته يوم صدور حكم المحكمة الدولية في لاهاي، على ما قال الحريري في 18 آب الفائت من ليشندام، قفز مجددا الى الواجهة باتهامات مبطنة ساقها حزب الله في بيان كتلته النيابية لمن “يشكل الحكومة في الظل”. بيان قطع طريق الانقاذ واجهض حكومة اديب، ” نرفض أن يسمي أحد عنا الوزراء الذين ينبغي أن يمثلونا في الحكومة أو أن يضعوا حظرا على تسلم المكون الذي ننتمي إليه حقيبة وزارية ما خصوصا وزارة المالية”. ونقطة عالسطر.
لا الرئيس المكلف بمن يمثل سيتنازل ولا الثنائي الشيعي في وارد التنازل. المنازلة مستمرة ما دامت ايران تستخدم صندوق البريد اللبناني. وحتى موعد الانتخابات الاميركية ، لا كلام أخرَ.
الايجابية لم تصمد
بعدما تردد ان الاجواء في سماء التأليف استرجعت بعض الصفاء غداة اللقاء الذي جمع مساء اول امس السفير الفرنسي برنار فوشيه ومسؤول العلاقات الدولية في حزب الله عمار الموسوي في قصر الصنوبر، والذي انتهى الى اعلان باريس انها لا تمانع ما يريده الثنائي من حيث المبدأ، من زاوية انها لا تتدخل في تفاصيل عملية التأليف، لم تصمد هذه الايجابية طويلا.
المهمة والروحية
مصادر رئيس الحكومة المكلف مصطفى اديب نقلت عنه قوله “ان المهمة التي تم تكليفي على اساسها نتيجة تفاهم غالبية القوى السياسية اللبنانية، هي تشكيل حكومة اختصاصيين غير سياسية، في فترة قياسية، والبدء بتنفيذ الاصلاحات فورا. وعلى هذا الاساس لم يكن الهدف لا التفرد بالرأي ولا استهداف احد من المكونات السياسية اللبنانية، بل اختيار تشكيلة حكومية من اختصاصيين. واي طرح آخر سيفرض تاليا مقاربة مختلفة للحكومة الجديدة، وهذا لا يتوافق مع المهمة التي كلفت من اجلها”.
رفض قاطع
في المقابل، رفضت كتلة الوفاء للمقاومة “بشكل قاطع أن يسمي أحد عنا الوزراء الذين ينبغي أن يمثلونا في الحكومة أو أن يضعوا حظرا على تسلم المكون الذي ننتمي إليه حقيبة وزارية ما خصوصا وزارة المالية”. واضافت “محاولات البعض الاستقواء بالخارج لتشكيل حكومة مزوّرة التمثيل هي محاولات ترمي إلى تجويف المبادرة الفرنسية”.
الرئيس المكلف
وفي جديد تحركات واتصالات امس، افادت المعلومات ان اديب الذي كان يفترض ان يجتمع مع الرئيس نبيه بري، التقى “الخليلين” قبل زيارته بعبدا عصرا. لكن اللقاء انتهى الى لا اتفاق بعدما ابلغاه تمسك الثنائي الشيعي بحقيبة المال وبتسمية الوزراء الشيعة. الامر الذي يبقي ايجاد مخرج للعقدة الحكومية بعيدا جدا ويجعل احتمال اعتذار اديب الاكثر ترجيحا.
وزار الرئيس المكلف قصر بعبدا عصرا للتشاور في الملف الحكومي مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، واعلن بعد الاجتماع انه عرض مع الرئيس عون للصعوبات التي تعترضنا لتشكيل الحكومة وأعرف ان ليس لدينا ترف الوقت وأعول على تعاون الجميع”.
وقال: “إتفقنا مع رئيس الجمهورية على التريث قليلا لإعطاء المزيد من الوقت للمشاورات القائمة لتشكيل الحكومة”.
نحو الاعتذار؟
وعليه، اشارت المعلومات ان التعقيد الحاصل قد يدفع اديب الى الاعتذار عن تشكيل الحكومة في خلال الايام الفاصلة عن الاحد المقبل، وهو يفضل “الاعتذار” عن تشكيل حكومة شبيهة بحكومة الرئيس حسان دياب يسمي فيها كل فريق وزراءه. ولكن تبقى الامور مفتوحة على مختلف الاحتمالات رغم كلّ التعقيدات.
عين التينة
في الاثناء، أكّد النائب علي حسن خليل في دردشة أنه لم يُحدد موعد لأديب في عين التينة مشيرا الى ان هناك وجهات نظر مختلفة مع الرئيس سعد الحريري ولكن لا خلاف، والامور مفتوحة على كل الاحتمالات.
اجواء الثنائي
وكانت المعلومات افادت صباحا ان بدأت تلوح في الافق ملامح تسوية حكومية، وان ثمة اتجاها الى ابقاء وزارة المالية مع الثنائي الشيعي على ان يتم اختيار شخص توافقي مستقل من اصحاب الاختصاص ومقبول من كل الاطراف. واضافت “هناك حلحلة والاتصالات اصبحت على اعلى المستويات بين الاليزيه وبيروت والمبادرة الفرنسية تم تمديدها حتى الأحد”. وتابعت “حقيبة المالية ستبقى مع الثنائي الشيعي واللقاء بين رئيس الحكومة المكلف ورئيس الجمهورية لن يتطرق الى الاسماء”. من جانبها، قالت مصادر الثنائي الشيعي ان على جميع من في الداخل أن ينظر بدقّة الى الورقة التي كُتبت في قصر الصنوبر إذ لا بند فيها يشير الى مبدأ المداورة، لافتة الى وجود تضخيم بحجم الهوة مع الرئيس سعد الحريري ولا قطيعة معه.