الجديد: كل المحركات السياسية مجمدة ما خلا إعلان الرئيس نبيه بري أن مبادرته لن تستسلم وستبقى تحفر في الصخر

جاءت مقدمة نشرة الجديد على النحو التالي: وحدها دور السينما تعود من غربتها الليلة وتفتح صالاتها لجمهور يفتش عن دراما مغايرة للواقع وعن أفلام تقفز به عن عالم الأفلام السياسية ومشاهد الخيال العلمي الى تركيبة سلطته. يرتقب هذا الجمهور نهاية حبكته المأساوية التي أنتجت اليوم أفلاما من وحي عصابات المافيا في سوقي النفط والدواء، فاعتبارا من الأسبوع المقبل سيبدأ أصحاب المولدات بتقنين الكهرباء خمس ساعات يوميا، في وقت ردت فيه المديرية العامة للنفط بأن المؤشرات المتوافرة لديها تؤكد إشباع السوق بالمازوت وأن منشآت النفط في طرابلس والزهراني وحدها زودت السوق اللبنانية كلها بعشرين مليون ليتر من المادة هذا الأسبوع. وفي بيان المديرية مضبطة إدانة لأصحاب المولدات، إذ لن تكفي بيانات التوضيح هنا بل إن المديرية ووزارتي النفط والاقتصاد وكل ذي صلة إدارية بهذا الملف صار لزاما عليه تحرير ضبط المخالفات الى توقيفات وطرق محاسبة، إلا ستكون الدولة شريكة للمافيا سواء في المازوت أو في البنزين، تلك المادة التي تحرق أعصاب اللبنانيين يوميا. وعلى طريق المحاسبة، يمكن تقديم وزير الصناعة عماد حب الله كشاهد إثبات بعدما طالب كل متزعم ومتربع على عروش الفساد في الدولة أو الأحزاب والتيارات ممن يدعون أن همهم هو الناس بأن يظهروا لنا إحساسهم بالوجع ويقفوا مع الناس في الصف انتظارا للبنزين والدواء والأسمنت، وألا يرسلوا أحدا مكانهم لتحصيل المواد الى قصورهم. ولا بد أن لدى حب الله أدلة على ما قال، فليقدم بدوره على تقديمها إخبارا حتى لا يصبح واحدا ممن ينظرون. وعلى طريق التهديد لا التنظير، كان الأطباء اليوم يرفعون الروب الأبيض احتجاجا على عدم تحرير مستحقاتهم، وقد أعلن نقيب الأطباء في بيروت شرف أبو شرف تضامن النقابة الكامل معهم، مشيرا الى أنها خطوة أولية قبل التوجه الى الإضراب العام، وأنه إذا استمرت الأمور على هذه الحال فسوف يتوقف الأطباء عن العمل ويلجئون الى الهجرة. وليس الأطباء وحدهم من سيهاجر، فقد يلحق بهم مرضاهم والأصحاء على حد سواء، إذا ما استمرت الانهيارات تتوالى، وقد يكون المسيحيون أول طالبي الهجرة بعدما مثلت بهم قياداتهم خير تمثيل وادعت تحصينهم ورعايتهم الى درجة “تطفيشهم” من بلاد صنعوا وجودها. وإذا كان التهريب على الحدود معضلة فإن الهرب وراء الحدود هو آخر الحلول بعد تثيبت مرحلة الفراغ التي يجاهد في سبيلها العهد، وتحت هذا السقف فإن كل المحركات السياسية مجمدة ما خلا إعلان الرئيس نبيه بري أن مبادرته لن تستسلم وستبقى تحفر في الصخر. “وعالصخر بنحفر مصايب” وبيانات إهانة وردودا يندى لها الجبين وصليات وهيئات تأسيسية، آخرها ما أعلنه التيار الوطني الحر الذي أعاد تكرار لازمته حيال تأليف الحكومة، مهددا باللجوء الى خيار تقصير ولاية مجلس النواب الذي سيصبح عملا إجباريا. وجدد المجلس السياسي في التيار الوطني الحر اقتناعه بضرورة أن يدعو رئيس الجمهورية الى طاولة حوار. وللساعة فإن بيت الوسط لم يعلق على بيان التيار، فيما آثر رئيس الحكومة المكلف الرد على ملف إغلاق المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بسبب أزمة التمويل وطالب الحكومة اللبنانية بتسديد ما هو واجب عليها من مساهمة مالية داعيا المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته. دعوة المجتمع الدولي ومناشدة الدول الصديقة والشقيقة تقديم الموجبات المالية أمر جائز، لكن الرحمة وحدها تجوز على لبنان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

تم الكشف عن مانع الإعلانات

يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك حتى تتمكن من استخدام موقعنا.