MTV: شكل إذا فيك.

جاءت مقدمة نشرة MTV عإسمحوا لنا أن نشك في لبنانية فرسان المنظومة، ولو حملوا الهوية منذ أكثر من عشر سنوات. نشك نعم، لإنه لا يعقل أن يكون هؤلاء لبنانيون أو في عروقهم دم لبناني، ويضربون وطنهم في كرامته وسيادته وتاريخه وحاضره ورسالته ودوره بين الأمم، ويزعزعون دعائم دولتهم في اقتصادها ومالها ونموذج عيشها الفريد، ويخضعون شعبهم العزيز الكريم المثقف، لكل صنوف العذاب والإذلال والتجويع. هذا الكلام نورده بالعربي البسيط ليصل إلى مسامعهم، علهم يسمعون فيخجلون، لكنه في الحقيقة مترجم أيضا حرفيا من الإنكليزية والإسبانية والفرنسية والصينية والروسية ومن كل لغات الأرض. فالتوصيف المفعم بالمرارة لواقع الحال، هو لسان حال كل الدبلوماسيين الدوليين، والعرب بلهجاتهم المختلفة، الذين يتساءلون بعدما أتعبهم لبنان، هل هذا البلد محكوم من لبنانيين أم من غرباء، أم من كائنات هبطت على أرضه الخضراء المضيافة، فحولتها إلى فرع رئيسي لجهنم ومعرض دائم لإنجازات مملكة جهنم . العالم يقول هذا ونحن نقول معه هذا، بعدما صحر العناد والجشع والأنانيات لبنان، فأجهضت كل الوساطات والمساعي لإخراج لبنان من أزماته القاتلة، ورفضت قيادات المنظومة التلاقي والجلوس إلى طاولة واحدة، ومنعت تأليف حكومة إنقاذ قادرة، ونسفت أي شكل من أشكال الحكومات، ما تسبب بانهيار القطاعات التربوية والإقتصادية والصحية والمصرفية والنقدية، فجاع الشعب ومرض، ومن بقي لديه بعض نقود هاجر أو اصطف ذليلا على أبواب السفارات. أمام البراكين المتفجرة التي تكاد تطيح لبنان، المعالجات بسيطة مبنية على آمال يضطلع بأهمها رئيس “أمل” نبيه بري متسلحا برمزية الصفة، لكن من دون كبير أمل بأنه سيتمكن من خرق جدران جبران أو تحرير الحريري من غضبه الدفين من شريكي التسوية المشؤومة، عون وباسيل. وقد ذكرت أوساط بري بأنه يتمسك بمبادرته تمسك اليائس، ولكن ليس الى ما قدر الله من زمن، لأنه يتوجس من مرحلة ما بعد إعلانه فشلها لما سيحدثه الأمر من إحباط عام، ولما سيثيره من ردات فعل على كل الصعد من المال والغذاء والدواء وصولا الى الأمن. وخوف بري الأكبر نابع من أن مبادرته قد تكون الأخيرة محليا وإقليميا ودوليا، خصوصا أنها تحظى بأضواء خضر من كل هذه الجهات، ولا ننس انه يتوكأ أيضا على عكازة بطريركية، سيؤدي سقوط المبادرة الى سقوطها. في مقابل هذا الهم، تفتيق الأفكار المنيرة يغذي البيانات المتبادلة بين بيت الوسط وميرنا الشالوحي- بعبدا، واليوم أمطر المجلس السياسي في “التيار الوطني الحر” الرئيس المكلف بكوكتيله القديم معززا بالمفخخات. فبدأ سطوره بالقلق على الوضع المتردي في البلاد، وانتقل الى “ردية” أنه يبغيه ولا يبغي سواه رئيسا لحكومة اختصاصيين غير حزبيين بحسب الوصفة الفرنسية، لكن على أن تختارهم الأحزاب طبعا ، ومن ثم انتهى بتحذير الحريري من المثالثة المقنعة، المتمثلة بصيغة الثلاث ثمانيات التي سيقبلها “التيار” الآن استثنائيا ولمرة واحدة، بشرط أن يسمي رئيس الجمهورية الوزيرين المسيحيين غير الحزبيين. وشكل إذا فيك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

تم الكشف عن مانع الإعلانات

يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك حتى تتمكن من استخدام موقعنا.