مقدمة الجديد

قبل أن ينتصف النهار، كانت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة ميمونة شريف تنوه بمواقف رئيس الجمهورية وإدارته الحكيمة للأوضاع في لبنان، أو هذا ما جاء في بيان قصر بعبدا عن النشاط الرسمي اليوم، انتهى البيان. وخرجت الناس إلى الشوارع لتكرر التنويه، لكن كل على طريقته، شريحة تطلب الحليب لأطفالها، طوابير اندفعت لحرق أعصابها بين المحطات، صيدليات أقفلت ابتهاجا، قمصان بيض طلبت النجدة من منظمة الصحة العالمية، مودعون أطلوا على ودائعهم في اعتصام أمام مصرف لبنان، لكن الأكثر ابتهاجا بالإدارة الحكيمة كان الدولار المرفوع على أكف الليرة فضرب الى خمسة عشر ألفا واستعد لمزيد. وهذه اليوميات ستكرر نفسها في العهد “الميمون” وسط رفع الخراطيم في المحطات السياسية وإحراق مراحل التأليف. ومع أن الثنائي الشيعي لم يعلن انتهاء المبادرة لتاريخه فإن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري سيحيل ملفه الى “المفتي” وسيبلغ المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى غدا في دار الفتوى قراره بعد أن سدت الطرق أمام التأليف ليبنى على التشاور مقتضاه. وترجح المعلومات أن الحريري صار على طريق الاعتذار بعد أن ارتطم الثنائي الشيعي بجدار باسيل واستمر رئيس التيار في التعطيل، بعد أن قطع آماله بلقاء سعد، لكن أي أجواء تبلغها الخليلان وصفا من اجتماعات البياضة؟ وهل فائض القوة لدى حزب الله خسر أمام جبران؟ أم انجرف الحزب مع التيار؟ ساعات والثنائي يناقش ويقدم طروحا وعروضا وموازين وأرقام حكومات ويوزع حقائب، فكيف أخفق ولم يتمكن من إقناع الحليف بالسير في التأليف، إلا إذا كانت هواجس الطرفين مشتركة حيال “تسليم سعد الحريري البلد” في مرحلة سيطول أمدها؟ ثم كيف تجري عملية التفاوض مع شخصية أعلنت أنها غير معنية ولن تعطي الثقة ولم تسم رئيس الحكومة المكلف، ولماذا بقي رئيس الجمهورية ميشال عون خارج هذه المفاوضات التي جرت في مراحلها الأولى في ملعبه بعد احتلال قصره بكتيبة باسيل الرئاسية؟ وفي بضعة أجوبة عن كل ذلك، أن باسيل أمكنه تصنيع “خليلين اثنين” هذه المرة، وكل خليل برأي، فعلى جناح بري أصبحت الأمور أوضح بأن رئيس التيار يريد كل شيء من دون أن يمنح شيئا واحدا، أما على ضفة حزب الله فإن “الإخوان” يلتمسون لباسيل مخاوفه من مرحلة يمسك بها الحريري زمام مفاصل البلاد ويسلمها لصندوق النقد والبنك الدولي. وعلى هذا التقويم فإن مسؤولية التعطيل لن “يتلبسها” رئيس التيار وحده غدا، بل سيعاونه فيها حزب الله. لكن أين سعد الحريري من كل ذلك، ولماذا يحيل أمره الى دار الإفتاء، وهو المحتكم على أمر الشورى فيما بينه وقادر على التوجه إلى الرأي العام لوضعه في حقيقة ما جرى، ولديه الإمكانات في إجراء مداهمات سياسية، ومواجهة مع المعطلين؟ وهذه الطرق اتبعها صحيا اليوم الوزير حمد حسن الذي ضبط مباشرة على الهواء أوسع عملية احتيال طبية ودهم مستودعات تلاعبت بالأسعار المدعومة. وفي انتظار استكمال هذه المداهمات على قطاعات اخرى لاسيما مادة المحروقات، فإن “الترياق” جاء من العراق، إذ كشف المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم أن النفط العراقي سيصل في غضون عشرة أيام والدفع بالليرة اللبنانية، وقال للإخبارية العراقية إن لبنان لن يدخل العتمة بفضل النفط العراقي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

تم الكشف عن مانع الإعلانات

يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك حتى تتمكن من استخدام موقعنا.