الجديد: توشح الحريري برداء الطائفة لمقاومة الداء السياسي، لكنه ترك أمر الإعلان عن التنحي الى الإثنين او الثلاثاء المقبلين

رأت الجديد أن أسبوع الحسم على جبهة التكليف ستكون له تداعياته بالتأكيد على مسار الأزمات المعيشية المتفاقمة التي لن تجد حلولا لها في المدى المنظور، وقالت في مقدمة نشرتها: مراسم المغادرة انطلقت إيذانا بالتنحي عن التكليف، وهذا القرار حمله الرئيس سعد الحريري الى دار الفتوى استعدادا لاستقالة بالوجه الشرعي وعلى سنة الله ورسوله. وبصفته عضوا طبيعيا في المجلس الشرعي الإسلامي، قدم رئيس الحكومة المكلف “مظلوميته” الى أصحاب السماحة، فألقت عليه المرجعية الدينية عباءة الصلاحيات، مؤكدة في بيانها الرسمي أنه “لا يمكن المس بصلاحيات رئيس الحكومة، وأي سعي الى أعراف جديدة في ما يتعلق بالدستور، أمر لا يمكن القبول به تحت أي حجة من الحجج”. وبرسم تشبيهي لجبران باسيل ومعاونيه في الرئاسة، قالت دار الفتوى إنها “تحمل مسؤولية التأخير في التأليف الى من يحاول ابتداع طرق ووسائل وأساليب تلغي مضمون وثيقة الوفاق الوطني”. توشح الحريري برداء الطائفة لمقاومة الداء السياسي، لكنه ترك أمر الإعلان عن التنحي الى الإثنين او الثلاثاء المقبلين، مستمزجا في هذا الوقت رأي المرجعية السياسية ودار إفتاء رؤساء الحكومات السابقين، الذين اجتمع معهم عصرا وبدا أن الحريري اكثر تشددا في المغادرة من أي وقت مضى، وهو بات يعبر عن فقدانه المخزون الاحتياطي من الصبر ويجري في الوقت نفسه تمارين على خطاب الاستقالة الذي سيعلنه من بيت الوسط. وكتب افتتاحيته من دار الفتوى بقوله: “عيني ع البلد”. وقبل أن يلعب رئيس الحكومة المكلف آخر أوراقه ويرميها بوجه الجميع، فإن من حق اللبنانيين عليه أن يصارحهم ويحيطهم علما بخفايا وكواليس المشاورات واللقاءات وصولات التأليف، التي أفضت في جولتها الأخيرة إلى الاعتذار، ليبنى على الصدق المقتضى. من حق الحريري أن يعتذر بعد أن أصبح التعطيل على المكشوف، وله عنوان وسيرة ذاتية حافلة بكل المعايير، وصاحب السيرة يقف اليوم خلف الموقف السعودي المقاطع للرئيس المكلف ويتخذ من هذا الموقف ذريعة لاتهام الحريري بأنه لا يريد التأليف، فالسفير السعودي في بيروت وليد بخاري تواصل مع كل المكونات اللبنانية، استقبل بعضها وزار بعضها الآخر، لكنه استثنى من مروحة التواصل الواسعة رئيس الحكومة المكلف. والأمر هذا عزز حجج رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل الذي استدرج الموقف السعودي الصامت، للإيحاء بأن الحريري يعطل التأليف بسبب مقاطعة السعودية له. مهدت نهاية الأسبوع أرضية أسبوع الحسم المقبل، وقالت مصادر “للجديد” إن الحريري يرسم خريطة طريق الاعتذار خطوة خطوة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، وقد تكون نهاية الطريق الاستقالة من المجلس النيابي والدفع باتجاه انتخابات نيابية مبكرة. أسبوع الحسم على جبهة التكليف، ستكون له تداعياته بالتأكيد على مسار الأزمات المعيشية المتفاقمة التي لن تجد حلولا لها في المدى المنظور، فيما الوزراء المعنيون يتبعون سياسة الترقيع، ولحل أزمة الطوابير أمام محطات الوقود يتجه وزير الطاقة ريمون غجر إلى اتباع نظام مفرد مجوز للتزود بمادة البنزين. أما القطاع الصحي فطريقه فقط سالكة وآمنة على خط المناعة المجتمعية بماراتون فايزر، الذي سجل اليوم تلقيح أكثر من تسعة عشر ألف مواطن ومقيم، في بيروت والمناطق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

تم الكشف عن مانع الإعلانات

يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك حتى تتمكن من استخدام موقعنا.