الجديد: العالم يصلي لاجلنا وبينها صلوات رفعها الفاتيكان اليوم، فيما اجهزة لبنان السياسية قلبها ليس معنا وسيوفها علينا

أتت مقدمة الجديد على الشكل الآتي: إلى زمن رفع الدعم استخدم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الاحتياط الإلزامي السياسي وفتح اعتمادا لدعم رئيس التيار جبران باسيل وفق القاعدة الاثني عشرية حكوميا، لست حكما لكن: نعم قبلت. لم “يدوبل” نصرالله على الصديق الأول نبيه بري لكنه أدرج مساعدة حزب الله في المسار نفسه المتبع من قبل الثنائي، ورأى أن باسيل أذكى من أن يقدم على خطوة الإيقاع بين الحزب والحركة، ودافع عن رئيس التيار في طلب المساعدة منتقدا التكفير السياسي واللغة الطائفية والعنصرية البغيضة التي قامت في وجهه على طريقة “داحس والغبراء”، وأعلن نصرالله أن الحزب بدأ تلبية دعوة باسيل لكنه كرر موقفه السابق الذي يتفهم من خلاله رفض الرئيس المكلف الثلث المعطل. ونفى الأمين العام لحزب الله وجود “تلات ثمانات” في الصيغة المقترحة، وقال إننا لم نطالب بها يوما، مؤيدا حق رئيس الجمهورية بالشراكة في التأليف قائلا: “حيث يكون الحق كنا وسنكون ونحن حريصون على حقوق الجميع”. وإذ شن حربا على اتهامهم بالمثالثة، فإن نصرالله لم يسم جبران باسيل كمرجعية سياسية شبه وحيدة تخوفت من المثالثة وأفردت لها مساحة في مؤتمره الصحافي الأخير. وفي ما خلا إعلانه عن استمرار التفاوض الحكومي والاتفاق على صيغة الأربعة والعشرين وزيرا وتوزيع الحقائب، فإن الامين العام لحزب الله لم يكشف عن “محاصيل” الوساطة أو قرب التفاوض من التوافق على تأليف الحكومة، وما كشفه عن رفع الدعم كان اقرب الى الامر الواقع، لكنه دعا المزايدين في موضوع طلب الدعم من ايران وحتى نتجنب العقوبات أن يشكلوا وفدا ويذهبوا الى دول الخليج طلبا للنفط، وسنكون نحن أول المؤيدين، وسألهم: “ليش واقفين بس عم تتفرجوا على اذلال الناس والحوادث الدامية اعملوا شي”، فنحن نحاول ونعمل ومستعدين أن نشتغل في آخرتنا بالبنزين والمازوت، لا بل مستعدين ان نعمل “زبالين” عند اهلنا لكن أنتم تسكنون في برجكم العاجي وتخوّنون ولا تحركون ساكنا ولا تشعرون بجوع الناس. وعن المساعدة الاميركية للجيش اللبناني رأى نصرالله أن تبرير الدعم اللوجسيتي للمؤسسة العسكرية هو من باب المواجهة من حزب الله، لكنه لزم التحريض الاميركي لوسائل الإعلام الأميركية ولم يفتح جبهات مع الادارة السياسية. وعلى هذا الدعم قالت السفيرة الأميركية دورثي شيا للجديد إن الاستثمار الذي قامت به الولايات المتحدة في الجيش اللبناني مهم وقد استثمرنا بمليارين ومئتي مليون دولار في السنوات العشر الماضية، واضافت: أعلم أن كثيرا من جنود الجيش يعانون فعلا الأوضاع الاقتصادية العصيبة لذا يقع علينا عاتق مساعدتهم وسنضاعف هذه المساعدات هذا العام بخمسة عشر مليون دولار من خلال برنامج التمويل العسكري الأجنبي التابع لوزارة الخارجية، وبالتالي سنستثمر بمئة وعشرين مليون دولار مع شركائنا ليشمل المعدات والتدريب، وكشفت عن تسعة وخمسين مليونا من المبالغ المسددة وصلت حساباتها هذا الأسبوع. وأجرت السفيرة الأميركية حساباتها الحكومية في الثلث المعطل وقالت: لا اعلم ما الدوافع وراء الثلث المعطل، وقد سمعت ادعاءات بأن ما من أحد يريده، لكن حين اقوم بحساباتي غالبا ما اتوصل الى هذا الرقم السحري وقد تكون حساباتي خاطئة، واشارت الى أن الثلث المعطل يتعارض ورؤية الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أي حكومة المهمة. هذه الرؤية التي جمعت حزب الله والسفيرة الاميركية على رفض ثلث معطل، فإنها ايضا وحدت فرنسا واميركا على تأكيد نيتهما التعاون من أجل إنهاء المأساة التي يعيشها اللبنانيون، فقد التقى وزيرا خارجية البلدين جان إيف لودريان وأنطوني بلينكن في باريس على ازمة لبنان، وأكد الوزير الاميركي أن الشعب اللبناني يطالب بإنهاء الفساد الذي تمارسه الطبقة السياسية مشددا على ضرورة إنهاء معاناة اللبنانيين المستمرة منذ سنة ونصف وقال إن فرنسا والولايات المتحدة والمجتمع الدولي مستعدون للمساعدة على التغيير لكننا بحاجة إلى قيادة حقيقية في بيروت. لا قيادة حقيقة، بل قيادات مزيفة تبدأ طلائع إنجازاتها في تطبيق رفع الدعم قبل ان ننتقل الى ازمة توقف المولدات الكهربائية مع نفاد مخزون المازوت، وإذا ما أطفأت المولدات أنوارها فإن اصحاب السوبرماركت بدورهم سيلجأون الى الاقفال لعدم قدرتهم على العمل بلا طاقة كهربائية رديفة. العالم يصلي لاجلنا وبينها صلوات رفعها الفاتيكان اليوم، فيما اجهزة لبنان السياسية قلبها ليس معنا وسيوفها علينا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

تم الكشف عن مانع الإعلانات

يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك حتى تتمكن من استخدام موقعنا.