الجديد: تجد الأحزاب “مازورة” مشتركة في النقابات وتتحد في وجه الثورة، لكنها في الاتفاق السياسي تعلن الفراق ما لم تحصل على حصتها من الهندسات العجائبية

أشارت الجديد أن النقابة انتفضت ووسعت بيكارها وتمكنت من هدم البناء الحزبي لتشيد على أنقاضه جسما نقابيا من خارج السياج السلطوي، وقالت في مقدمة نشرتها: الثورة هي اليوم “باش مهندس”: معماريون، مدنيون، زراعيون، متعهدون، كهربائيون قاسوا المسافة مع أحزاب السلطة وهندسوا المعركة بتحالفات موحدة وإقبال كثيف على صناديق الاقتراع، فكانوا خطوة توازي الألف ميل، فالنقابة انتفضت ووسعت بيكارها وتمكنت من هدم البناء الحزبي لتشيد على أنقاضه جسما نقابيا من خارج السياج السلطوي. وفي النتائج أن تحالف المجموعات المدنية سجل فوزا ساحقا على مرشحي الأحزاب، لكن المفارقة أن السلطة فازت فقط في مكان تحتله أي ضمن دائرة موظفي الدولة، الحصن الذي تزرع فيه السلطة أركانها. وكما في الصناديق السياسية فإن الأحزاب سواء داخل السلطة أو خارجها، تلعب رهاناتها في اللحظات الأخيرة، فالقوات كانت حرفيا وبالمعنى الهندسي “إجر بالبور وإجر بالفلاحة”، الكتائب ارتدت “طاسة” المهندس المدني، والقوات والأحرار استعانا برافعة بهاء الحريري، أما العلامة الفارقة فكانت بانسجام هندسي بين التيار الوطني الحر والمستقبل وهما الحزبان اللذان “يمسحان التأليف على الأرض الحكومية”. تجد الأحزاب “مازورة” مشتركة في النقابات وتتحد في وجه الثورة، لكنها في الاتفاق السياسي تعلن الفراق ما لم تحصل على حصتها من الهندسات العجائبية. اليوم قالت النقابة كلمتها الحرة، وحشدت لتفوق أعداد المشاركين ثمانية آلاف للمرة الأولى، وذلك في استحقاق انتخابي أجلته السلطة مرات عدة وتجنبت “طاسة رعبته”. المهندسون حرروا نقابتهم، توحدوا وكانوا صفا واحدا، فهل يتحرر الوطن في انتخابات نيابية عامة؟ هل تتخذ مجموعات الحراك من هذا المشهد الجامع نموذجا لخوض معركة نيابية يدا بيد؟ لهذا السبب سوف يشهد لبنان على “ممانعة” سلطوية لإجراء الاستحقاق النيابي في موعده مخافة خسارة المقاعد، لاسيما أن الأوضاع الجهنمية تدفع إلى تأسيس نقابة “الناس تنتفض”. وليس نقابة المهندسين وحدها والانتفاضة بدأت تأخذ شكلا هادفا عبر اقتحام منازل السياسيين، أو على الأقل تهديدهم في محيط منازلهم، وإذا ما توسع هذا الحراك فإن السياسيين سيجدون العقوبات الغربية عليهم أرحم من سقوطهم ومحاصرتهم في بيوتهم. وفي الحصار على شبكات تشكل عصابة دولية لآفة المخدرات، فإن لبنان أثبت هذه المرة أنه لن يكون “أرض عبور” لشحنات الموت، وتفيد معلومات الجديد بأن القوى الأمنية اللبنانية وتحديدا شعبة المعلومات رصدت بواخر مشبوهة عدة، ومن بينها واحدة تحمل اسم “نايا”، انطلقت هذه الباخرة من ميناء اللاذقية بشهادة شحن مزورة مصدرها دولة اليونان وقامت بنقل البضائع التي تحوي ملايين حبوب الكبتاغون الى سفينة لبنانية والتي توجهت الى ميناء جدة، أبلغ لبنان السلطات السعودية عن هذه الباخرة لكي تتمكن أجهزة الأمن هناك من ضبط المتلقي السعودي، فكان الجهد المشترك اللبناني السعودي الذي أدى إلى الإيقاع بهذه الشحنة من طرفيها، وهذا ما لحظه وزير الداخلية محمد فهمي في بيان له اليوم، إذ أشار إلى تنسيق بين البلدين وأشاد بالمتابعة الجادة والحرفية العالية والتعاون المميز بين القوى الأمنية اللبنانية والسعودية التي أدت إلى كشف هذه العملية بعد تنسيق أمني استباقي عال. كذلك تحدثت وزيرة الدفاع والخارجية زينة عكر عن جهود كبيرة تبذل من قبل جميع الأجهزة الأمنية في لبنان من أجل وقف التهريب، لافتة الى ان الحكومة اللبنانية تعمل على إجراءات من شأنها ضبطه في المرافئ. وعلى تنسيق عربي اوسع فإن قمة ثلاثية مصرية عراقية اردنية عقدت اليوم في بغداد واجرت ترسيما مشتركا في الامن والاقتصاد والتنمية، وفيها تم استقبال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالدبكة التراثية الشعبية احتفاء باول رئيس مصري يزور العراق منذ ثلاثين عاما. وتتخذ هذه القمة اهمية واسعة لكون ريوعها ستعم على سكان ثلاث دول يشكلون اكثر من مئة وسبعين مليون عربي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

تم الكشف عن مانع الإعلانات

يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك حتى تتمكن من استخدام موقعنا.