OTV: هل تتحقق المفاجأة ويزول الانطباع السلبي؟

رأت OTV ان للمفاجأة المأمولة عناصر ثلاثة لا غنى عنها لتصبح ممكنة ومفيدة، وقالت في مقدمة النشرة: الناس مقهورون، ومنسوب قهرهم يرتفع يوما بعد يوم. اما المسؤولون عن تعطيل تأليف الحكومة، وبالتالي تبديد الامل ببدء الانقاذ في وقت سريع، لا يزالون يماطلون ويتأخرون. لا نقول هذه الكلام بناء على معطيات متعلقة بالمشاورات الحكومية الراهنة، وهي شحيحة، بل ترجمة لانطباع عام لدى المواطنين ازاء احتمال التوصل الى حل سياسي قريب. هل تتحقق المفاجأة ويزول الانطباع السلبي؟ هذا ما يأمل فيه كل اللبنانيين، ليس لأن الحكومة المقبلة ستكون قادرة على اجتراح معجزات، بل لأن الوضع الحالي غير قابل للاستمرار، حتى صار لسان حال الناس ان اي شيء في ملف الحكومة هو أفضل من لا شيء. غير ان للمفاجأة المأمولة عناصر ثلاثة لا غنى عنها لتصبح ممكنة ومفيدة:
العنصر الاول: اتفاق بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف على التشكيلة، بتركيبتها واسمائها وانسجامها مع المعايير الدستورية والميثاقية المعروفة.
العنصر الثاني: ان تكون اي تشكيلة مطروحة قادرة على نيل ثقة المجلس النيابي والمجتمع الدولي.
العنصر الثالث: ان تأتي العملية برمتها لتفتح صفحة جديدة على المستويين الداخلي والخارجي حتى يتوفر مناخ سياسي عام يسمح لها بالعمل.
هذا من حيث المبدأ، اما التفاصيل فمتروكة للمعنيين بالتأليف، علما ان اوساطا معنية بالعملية جددت التأكيد عبر الـ OTV ان نية تأليف الحكومة موجودة منذ اليوم الاول، وان كل التسهيلات قدمت. اما إذا ثبت مجددا ان هناك من يصر على ابقاء البلاد من دون حكومة، مبتدعا الذريعة تلو الاخرى لمنع ولادة الحكومة، فعندها لكل حادث حديث بين القوى السياسية التي لا يجب ان تترك البلاد تتخبط في أزمتها من دون قبطان حكومي، اي مجلس وزراء مجتمعا، يسير بها الى شاطئ الأمان، وهذا هو منطق الامور، ولا يعبر عن نوايا او اهداف. اما ما عدا ذلك، فمزيد من القهر للناس، والتدمير لما تبقى من مقومات الوطن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

تم الكشف عن مانع الإعلانات

يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك حتى تتمكن من استخدام موقعنا.