MTV: الصيغ الحكومية التي رميت في التداول تبين انها كلام وكانت لإظهار الخصم في موقع المعطل

جاءت مقدمة MTV على الشكل الآتي: قمة السادية التي تمارسها المنظومة في حق شعبها ان تُمعن فيها تنكيلاً وتجويعاً وتسلبه ماله ودواءه وصحته ومحروقات سيارته قبل ان يُسلِم الروح مُنهك ليطل عليه دجالون مبشرينه بالفرج. ولكن الفرج عزيزي المواطن سيكون مدفوعاً من جيبك وبأغلى الاثمان، وقمة القمة ان يخرج سحرتها عليك بقراراً يقول برفع سعر صفيحة البنزين من دون ان يوفروا البنزين بحيث ظلت طوابير الذل لكيلومترات امام المحطات. اما البشرى الثانية المفخخة فهي إقرار البطاقة التموينية غداً ولكن من دون مصدر تمويل واضح. في المقابل قمة القهر الذي لم يعرف مثلها شعب في القرن الجديد ان يطلق الناس هتافات إرتياح بعد طول إختناق منطلقين من منطق مشوش يقول ان الدفع غالياً ثمن البنزين أفضل من ان ندفع سياراتنا بأنفسنا. وقمة الذل ان ينسى الناس امرين ان البنزين هو قشة صغيرة من مشاكل متطايرة في وجوههم كاللعنات، والامر الثاني ان تدابير دفع الجزية هذا هو مؤقت يسبق الرفع الكامل للدعم، ومن يخرج حياً من بطش هذا سيقتله الطبق ذاك. قد يقول قائل من اهل المنظومة ان هناك تقدم، لكن يتجاهل هؤلاء ان كل التدابير العوجاء تتخذ من غياب حكومة ترعى وتضبط كل الهندسات والمؤشرات الحكومية، وكل البخ السياسي الذي تنشره المقرات، لا يبطل ولا يظهر اي رغبة في تشكيل حكومة، بدليل ان الصيغ الحكومية التي رميت في التداول تبين انها كلام وكانت لإظهار الخصم في موقع المعطل. وتأكيداً على رغبة البعض في التشكيل نرى ان الرئيس الحريري غير مستعجل للعودة الى لبنان وان الثنائي الشيعي لا يعلن وفاة مبادرة الرئيس بري لكنه لا يُحييها، فيما يتعاطى الرئيس عون مع مسألة التشكيل تماماً كما تعاطى عام 1988 مع تكليف رئاسة الحكومة العسكرية المؤقتة، فهو كما في الامس مرتاح لترأس المجلس الاعلى للدفاع كحكومة مؤقتة بدلاً من التعايش القسري مع الحريري تماماً كما ترأس حكومة حينها وطور دوره ليلعب دور رئيس الجمهورية ما ادى إلى إنهيار الجمهورية الاولى، فهل نتحمل اليوم إسقاط الجمهورية الثانية؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

تم الكشف عن مانع الإعلانات

يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك حتى تتمكن من استخدام موقعنا.