MTV: فوجئ الوسط السياسي عموما، والسني المستقبلي خصوصا، بموقف عال للبطريرك الراعي توجه فيه الى الرئيس الحريري بان التكليف لا يعني تكليفا ابديا

جاءت مقدمة نشرة MTV على النحو التالي: باسم الشعب ثابتة تعتلي كل الاحكام القضائية منذ القدم، لكن ما كان لهذا العنوان يوما هذه الرمزية ولا هذه الصدقية كما هي اليوم على خلفية جريمة الجرائم بل جريمة العصر تفجير مرفأ بيروت. ويمكن الجزم بان أي قاض لم يستند الى الشعب بالقدر الذي يستند اليه القاضي طارق بيطار وذلك لسببين:
الاول ان القضاء اغترب طويلا عن الشعب وما عاد ينطق باسمه في لبنان منذ تولي منظومة الفساد للجمهورية وحولتها الى مزرعة.
الثاني ان بركان المرفأ هو من أكبر الجرائم التي تعرض لها لبنان في تاريخه ومن اكثرها شيطانية على الاطلاق.
من هنا ايها القاضي بيطار، حملك ثقيل لأنك تحمل حقوق الضحايا واهلهم وهم استرجاع الدولة الممزقة، لكن في المقابل ما عددناه يخففك ويطلق اشرعتك، بمعنى ادق ان اردت نزعت عن بيروت رسمة مدينة الفظائع واعدتها اما للشرائع، لذلك انا معك وكلنا معك. ويكبر التحدي امام بيطار لان المنظومة مدعومة من الحزب القائد واعلامه تتعاطى بعدائية موصوفة معه، موحية بانها ومن اجل حمايتهم هي مستعدة لترفيع افرادها الملاحقين الى مصافي القديسين ان لزم الامر، تماما كما تعاطت مع المحكمة الخاصة باغتيال الرئيس الحريري. على خط التشكيل الوضع ليس افضل، فالتراشق العنيف بين المستقبل والتيار اودى بالآمال الضعيفة التي باتت خجولة من التحركات الدولية والعربية الساعية الى انقاذ لبنان من خلال تشكيل حكومة. توازيا فوجئ الوسط السياسي عموما، والسني المستقبلي خصوصا، بموقف عال للبطريرك الراعي توجه فيه الى الرئيس الحريري بان التكليف لا يعني تكليفا ابديا، الخطوة التي لقيت ردودا عنيفة من بعض قيادات المستقبل مرشحة للتطور ان لم يضبطها الحريري، هذا اذا لم ينضم اليها على طريقته هو الذي لم يكن يتوقع هذه اللسعة من الراعي. لبنان في هذه الاثناء بلا كهرباء ولا ماء ولا استشفاء ولا محروقات والدولار يتراقص حول العشرين الفا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

تم الكشف عن مانع الإعلانات

يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك حتى تتمكن من استخدام موقعنا.