الجديد: أي سيناريوهات تقبل عليها البلاد؟
رأت الجديد إلى أن الرابع من آب سيكون أيضا يوما مفصليا قد تسبقه دفعة جديدة من الادعاءات القضائية، وقالت في مقدمة نشرتها: في اليوم الأول بعد الاعتذار، كل ما على الأرض السياسية إلى هبوط حاد وتفكك “حريري”، وحده الدولار يحلق صعودا ويتسلل من بين الأزمات ليضرب رأسه في رقم الأربعة والعشرين ألفا. أما في الرؤوس السياسية الحامية، فإن هذا النهار هو لاحتفال العهد وجبران بخروج الرئيس سعد الحريري من دائرة التكليف، وعلى الأرجح فإن عون وباسيل يطلقان المفرقعات النارية الكاتمة للصوت ويبحثان على ضوئها في المخارج الحكومية لمرحلة ما بعد القضاء على الخصم. والمخارج بنسخة مغايرة سوف تبدأ على ضفة الرئيس المغادر ورؤساء الحكومات السابقين والرئيس نبيه بري، ولكن أمام البلد ثلاثة خيارات لا رابع لها: إما إعادة تسمية زعيم تيار المستقبل في الاستشارات النيابية، وإما الوقوع على شخصية أخرى يكون فيها الحريري “صانع الرؤساء”، وإما وزارة عون وحزب الله على المكشوف في تحد للمجتمع الدولي وهو المجتمع الذي أطلق أجهزة الإنذار واستعد ليوم الرابع من آب ذكرى مرور عام على جريمة المرفأ التي رفعت فوقها الحصانات السياسية. وفي المواعيد الدولية على مسرح الجريمة، أعلنت فرنسا عزمها على استضافة مؤتمر جديد يخصص للأزمة الإنسانية في لبنان، بمبادرة من الرئيس إيمانويل ماكرون والأمم المتحدة، وحثت فرنسا على اختيار رئيس مجلس وزراء جديد في أقرب وقت ممكن، فيما ذكر بيان صادر عن وزارة الخارجية الأميركية أن إعلان الحريري اعتذاره عن عدم تأليف حكومة جديدة تطور آخر مخيب لآمال الشعب اللبناني. والرابع من آب سيكون أيضا يوما مفصليا قد تسبقه دفعة جديدة من الادعاءات القضائية، وذلك من دون أن تؤدي الدفعة الأولى إلى توقيف أي شخصية متحصنة وراء ارتفاعاتها السياسية والأمنية، فأي سيناريوهات تقبل عليها البلاد؟ أخطرها ما صرح به قائد الجيش العماد جوزيف عون من البقاع عندما قال اليوم: يبدو أن الوضع يزداد سوءا، والأمور آيلة للتصعيد لأننا أمام مصير سياسي اجتماعي مأزوم، وطلب عون الى المؤسسة العسكرية منع حصول الفوضى، لكن الفوضى الحقيقة يتسبب بها السياسيون أنفسهم عندما يمتنعون عن الحل ويهيئون الشارع لإضرابات واحتجاجات، فما الذي سيفعله المواطن عندما يصبح بائسا منتظرا في الطابور باحثا بين الصيدليات عاجزا عن التقاط ليرته من الأرض؟ وهذه الضائقة أدت الى مواجهات دامية في جبل محسن بسبب فقدان مادة المازوت وتوقف المولدات عن تزويد المشتركين الطاقة الكهربائية وبعد انقطاع الدواء وغيره من المواد الأولية، وقد أقدم المواطنون على قطع الطريق لكن الأمور خرجت عن السيطرة فوقعت مواجهات مع الجيش أسفرت عن جرح خمسة عشر عسكريا وتسعة عشر شخصا من أبناء جبل محسن. وحال الفوضى تتولد من غياب المعالجات وسقوط الحكومات، لكن كل ذلك لم يعد مهما ما دام العهد ورئيس التيار الوطني الحر قد انتزعا حقوق المسحيين، وأصبح الرئيس القوي أكثر قوة متحصنا بدستور الطائف الذي منحه صلاحية التوقيع وراء التوقيع وصار يعزف على الحكم، منفردا أعطاه الطائف حق القبول والرفض بمعزل عن قرار مجلس الوزراء وبعزل مجلس النواب، ومنحه ايضا حق تذويب حكومة تصريف الاعمال وفتح فروع في بعبدا لإدارة شؤون البلاد وحل المجلس الأعلى للدفاع بدلا عن غائب. ربح عون سياسيا اليوم ومنع الرئيس سعد الحريري من تشكيل الحكومة، وآزرته قوة حزب الله المؤللة سياسياً. ربح ميشال عون وطار البلد.