المنار: جديةٌ هي المشاوراتُ السياسيةُ التي تسبقُ الاستشاراتِ النيابيةَ لتكليفِ رئيسِ الحكومة، وكثيفةٌ هي المساعي الداخليةُ والخارجيةُ لإنتاجِ حكومةٍ ملحة
أشارت المنار أن التجاربَ تفرضُ أن نقول لا تقولوا حكومة قبلَ اصدارِ مراسيمِها، وقالت في مقدمة نشرتها: بلقيسُ ملكةُ سبأٍ حذرت قومَها أهلَ اليمنِ كما وردَ في القرآنِ الكريم ”اِن الملوكَ اذا دخلوا قريةً أَفسدوها”، كما إنَ التجاربَ في لبنانَ تؤكدُ بما لا يدعُ مجالاً للشكِ بأنَّ الساسةَ الفاسدينَ اذا ما دخلوا قضيةً محقةً أفسدوها، وكادوا أن يُفسدوا القضاءَ معها. فمعَ اقترابِ الذكرى الأولى لكارثةِ العصرِ الانفجارِ الكبيرِ في الرابعِ من آب، أبواقٌ من كلِّ حدبٍ وصوبٍ ومنهم من تلطخت أيديهِم بالدماءِ تطلقُ كلامَ حقٍّ يرادُ به باطل، اتهاماتٌ مسبقةٌ ومحاكماتٌ وأحكامٌ خدمةً لأجندةٍ تدفعُ بالبلدِ نحوَ الانفجارِ الاكبر. مجلسُ النوابِ دعا القضاءَ، وخاصةً المحققَ العدليَ، للتحركِ ووضعِ حدٍ للإساءةِ الموصوفةِ بحقِه ولمنطقِ القانونِ والعدالة، مجلسُ النوابِ دعا القضاءَ لمعرفةِ حقيقةِ من أدخلَ النيترات الى المرفأِ وكيفيةِ حصولِ الانفجارِ بعيداً عن أيِ استثمارٍ سياسيٍ وشعبوي. حكومياً، جديةٌ هي المشاوراتُ السياسيةُ التي تسبقُ الاستشاراتِ النيابيةَ لتكليفِ رئيسِ الحكومة، وكثيفةٌ هي المساعي الداخليةُ والخارجيةُ لإنتاجِ حكومةٍ ملحة، لكنَ التجاربَ تفرضُ أن نقول: لا تقولوا حكومة قبلَ اصدارِ مراسيمِها. برسمِ المسؤولينَ اللبنانيين كانَ العدوانُ الصهيونيُ فجرَ اليومِ على سوريا ولبنان، بصواريخَ عبرت الأجواءَ اللبنانيةَ باتجاهِ حمص السورية، سقطَ احدُها في منطقةِ الكورة شمالَ لبنان، وحالت العنايةُ الالهيةُ دونَ وقوعِ كارثة. والكارثةُ هي كأنَ شيئاً لم يكن، وباتَ للعديدِ من الجهاتِ اللبنانيةِ اذنٌ طرشاءُ تدارُ لكلِّ اعتداءٍ يصيبُ السيادةَ اللبنانيةَ من اسرائيلَ وحلفائها في المنطقة، وكأصواتِ الصواريخِ الصهيونيةِ المدويةِ التي لم يَسمعها السياديون، فهُم لم يُريدوا كذلك ان يسمعوا الفضيحةَ المدويةَ عبرَ اجهزةِ التجسسِ الاسرائيليةِ بيغاسوس التي استخدمها السعوديون والاماراتيون للتجسسِ على رؤساءَ لبنانيينَ ووزراءَ وسياسيينَ وقادةِ أجهزةٍ امنيةٍ وصحفيين. اما بعضُ الصحافةِ والاعلامِ فغارقونَ بالدفاعِ عن كرتيلاتِ الاحتكارِ من دواءٍ ومحروقات، وهم الفاعلونَ في احراقِ البلدِ بالأزمات. والأزمةُ انَ من بينِ اللبنانيينَ من يصدّقُ هذا الاعلام، وباتَ يفضلُ الموتَ بدلَ الدواءِ الايراني والعتمةَ بدلَ النفطِ العراقي والعطشَ بدلَ العرضِ الصيني لتكريرِ المياه، ويتسلحُ بالنكدِ السياسي لمواجهةِ العرضِ الروسي المتشعبِ للمساعدةِ في حلِ الكثيرِ من الأزمات. استفيقوا أيها اللبنانيون فمن يُعوِّلُ عليهم البعضُ كأميركا لا تريدُ لكم الا الاختناق.