الجديد: اثنا عشَرَ شهراً سقطت فيها كلُّ دموعِ المُقَل ولم تَسقُطْ حَصانةٌ واحدةٌ عن زعماءِ النتيرات

أشارت الجديد إلى أن المناسبةُ ليسَت لاحياءِ ذكرى عامٍ على الرحيل، بل هي لتذكيرِ السلطةِ بإجرامِها وإصرارِها على الاحتفاظِ بالحقيقةِ، وقالت في مقدمة نشرتها: “هالحزن الي صار.. ما بعمرو صار” فصيفُ عامِ ألفين وعِشرين يَستعيدُ ومضاتِه غداً، ولحظةً ارتفعت فيها المدينةُ إلى السماءِ لترسُمَ على زرقائِها ما عُرف بـ”بيروتشيما” التي أبّدت الحزنَ والأسى في قلوبِ الأهالي سنةٌ على العصف. عامٌ على تفجيرِ ميناءِ المتوسط. اثنا عشَرَ شهراً سقطت فيها كلُّ دموعِ المُقَل ولم تَسقُطْ حَصانةٌ واحدةٌ عن زعماءِ النتيرات والمناسبةُ ليسَت لاحياءِ ذكرى عامٍ على الرحيل، بل هي لتذكيرِ السلطةِ بإجرامِها وإصرارِها على الاحتفاظِ بالحقيقةِ مِن دونِ أن تأذَنَ في الاستماعِ إلى أيِّ مسؤولٍ عاصَرَ التفجيرَ وأشرفَ عليه والأغربُ أنّ السلطاتِ المُتهمة تسألُ اليومَ معَ الأهالي عن الحقيقة وتطلُبُ تحقيقاً وتَذرِفُ دمعةً وتتلوّى وتسأل مَن أتى بالموادِّ المتفجرة ولماذا سيلٌ مِنَ البياناتِ السياسيةِ والرئاسيةِ اندلعَ اليومَ كحريق، وكلُّهم أصحابُ حقيقة يتحدّثونَ بتجهيلِ الفاعل وتقديرُه هم منهم مَن أصدرَ بياناً مسيِّلاً، ومنهم مَن ينتظر حيثُ يُطِلُّ رئيسُ الجُمهورية العماد ميشال عون بعد قليلٍ على المشاهدينَ ليُدليَ بدلوِه من عنبرِ بعبدا وهو المِنبرُ نفسُه الذي صارح فيه عون الإعلاميين قبل أشهرٍ معلناً أنه عَلِم بالموادِّ المتفجرةِ في المرفأ وأوعز إلى الأمينِ العامِّ للمجلسِ الأعلى في ضرورةِ “إجراءِ اللازم”، فأنا لستُ مسؤولاً ولا أعرف “وين محطوطة هالمواد” ولا صلاحياتِ لديّ للتعاطي المباشَرِ معَ المرفأ، هناك تراتبية. فهل يُكرّرُ رئيسُ الجُمهوريةِ أقوالَه؟ هل يقولُ لذوي أكثرَ مِن مِئتي شهيدٍ وستةِ آلافِ جريح “سي ترو تار” وقُضيَ الأمر؟ أم يَستعرِضُ التراتبيةَ والصلاحياتِ مُعلناً أنّه الجُنديُّ الأولُ فداءً للوطن، وأنّه سيكونُ قدوةً للجميعِ ويُقدِمُ على رفعِ الحَصانةِ عن نفسِه أولاً ليسيرَ خلفَه بقيةُ المطلوبينَ الى التحقيق. لكنّ مصادرَ بعبدا التي لا مصادرَ لها تقولُ إنه لن يفعل، وإنّ رئيسَ الجُمهوريةِ الضنينَ على الدستور سيتحصّنُ به ويتغطّى بموادِّه كما تتوقّعُ المصادرُ أن يسيرَ عون على خُطى مشتعلةٍ سياسيًا مزنرةٍ بالفِخاخ، فهو في ذكرى الرابعِ مِن آبَ سيكونُ مستعدًا لتفجيرِ اللقاءِ الرابعِ للتأليفِ حتّى وإن توجّهَ إلى نجيب ميقاتي بالقول: لا أنت ولا سعد بتوصلوا لتحت زناري فالحساباتُ العجائبيةُ للتأليف يكونُ ميشال عون قد دلّلَ ميقاتي وكرّمه بأن أزهقَ روحَه الحكوميةَ في الاجتماعِ الرابعِ فقط ولم يُبقِه تحتَ التعذيبِ عشرينَ اجتماعًا متتاليًا كحالةِ سعد الحريري وبناءً على تخليةِ السبيلِ المُبكر فإنّ ميقاتي مَدينٌ لعون بالشكرِ والامتنان لكونِه فجّرَ التأليفَ الحكوميّ منذ نعومةِ حقائبِه وأعلن الانتصارَ في الضربةِ الرابعةِ القاضية. وبذلك تستمرُّ البلادُ بلا حكومة.. وتُطلُّ غداً على مؤتمرِ المانحين مكشوفةَ الظهر.. من دونِ ثقة أما الحصاناتُ السياسيةُ فترتفعُ ويقامُ حولَها سياجٌ أكبرُ. في ذكرى العامِ على التفجير، لتبقى وحدَها التحقيقاتُ الاستقصائيةُ تكشِفُ الادوارَ وتَنزِعُ الحَصانات وتبحرُ الى بابورِ الموت والليلة تسألُ الجديد عن الرجلِ الذي كان اولَ مَن حذّر مِن خطرِ شِحنةِ الامونيوم نيترات.. وهل فعلاً أُفرغت حمولةُ الباخرة كاملةً في العنبرِ رقم 12؟ ويستقصي الزميل فراس حاطوم حقيقةَ الاكياسِ الممزقةِ التي تحدّث عنها تقريرُ الخبيرةِ الكيميائية ويسالُ أين اختَفت الشركةُ الاردنيةُ التي طلبَت المُعَدّات؟ وما تفاصيلُ العَقدِ الغامضِ معَ شركةِ جيو سبكتروم؟ مديرةُ شركة سافارو ما زالت حيةً تُرزقُ فما الذي يمنعُ الوصولِ اليها وهل كان للشركةِ وجودٌ حقيقيٌّ قبلَ عامِ الفين وثلاثةَ عشَر، بابور الموتِ وفي الذكرى السنويةِ الاولى لجريمةِ الرابعِ مِن آب يعودُ ليعرِضَ بالمستنداتِ والتسجيلاتِ أدلةً جديدةً على أحقيةِ الشعارِ القائلِ دولتي فعلَت هذا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

تم الكشف عن مانع الإعلانات

يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك حتى تتمكن من استخدام موقعنا.