الجديد: على المدى المنظور لا حكومةَ، ومفاوضاتُ التأليف يومٌ مرّ ويومٌ أمر
أشارت الجديد أن ردُّ حزبِ الله جاء على قاعدة العينُ بالعين عينُها وإعلامُ العدوّ وصفَ الصواريخَ بأنّها صواريخُ إعلامية وجولةُ اليومِ انتَهت في موضِعِها ولم تُغيّرْ في قواعدِ الاشتباك التي أُرسيت منذ حرب ِتموز، وقالت في مقدمة نشرتها: وقعَ الاحتلالُ في سوءِ تقديرِ استخباراتِه من أن حزبَ الله لن يَرُدَّ، لكنّ أجهزةَ إسرائيلَ التي تتجسّسُ على كلِّ الدنيا لم تلتقطِ الإشارة، وأرسَتِ المقاومةُ معادلةً جديدة: النارُ بالنار والمناطقُ المفتوحةُ في مقابلِ المناطقِ المفتوحة، رُعب ٌفي جنوبِنا هلَع ٌعلى شَمالِهم من فوقِ قُبّتِهم البلاستيكيةِ ومِن تحتِها. فَتحتَ جُنحِ الليلِ أغار الاحتلالُ، وفي وَضَحِ النهار ردّتِ المقاومة وفَتحتِ الحساب، محيطُ المواقعِ في مزارع شبعا المحتلة في مقابلِ الجرمق والشواكير، والبادي أظلمت على عينيه إذ قال إعلامُ العدوّ إنّ ردَّ حزبِ الله جاء إلى حدٍّ كبيرٍ بمثابةِ مفاجأةٍ كبيرةٍ للمؤسسةِ الأمنيةِ الإسرائيلية. والإعلامُ نفسُه قالَ إنَّ الحزبَ أطلقَ الصواريخَ متعمِّدًا باتجاهِ مناطقَ مفتوحةٍ وغيرِ مأهولةٍ، ما يَدُلُّ على أنّه لا يريدُ الحربَ، محاولاً مِن خلالِ هذهِ العمليةِ إغلاقَ مِلفاتٍ سابقةٍ لم يستطعِ الردَّ عليها حتّى الآن حيثُ لا مصلحةَ للحِزب في التصعيدِ والذَّهابِ للحِرب وتحويلِ لبنانَ إلى خط ِّمواجهة. ردُّ حزبِ الله جاء على قاعدة: العينُ بالعين عينُها وإعلامُ العدوّ وصفَ الصواريخَ بأنّها صواريخُ إعلامية وجولةُ اليومِ انتَهت في موضِعِها ولم تُغيّرْ في قواعدِ الاشتباك التي أُرسيت منذ حرب ِتموز. وإن كانَ الاحتلالُ لا يُؤتَمنُ على جانب، فإنَّ المقاومةَ بالمِرصاد ما دامَ هناك أرضٌ لبنانيةٌ محتلة ولا داعيَ الى تَكرارِ لازمة: قرارُ الحربِ والسِّلم بيدِ الدولة. وبعد نهارِ الدرسِ والتقويمِ والتحليلِ الإسرائيليّ، شكا وزيرُ الحربِ بيني غانتس الى نظيرِه الأميركيّ لويد أوستن وطلبَ إليه تدخّلا أميركياً لمنعِ إطلاقِ النارِ مِن الجانبِ اللبنانيّ، ناصحاً حزبَ الله والجيشَ والحكومةَ اللبنانيةَ بعدمِ اختبارِنا. ونصائحُ وزيرِ حربِ العدوّ بعدمِ اختبارِهم مردودةٌ على مطلقِها، وتاريخُ اجتياحاتِهم وحَربِهم على لبنان شاهدٌ عليهم، وربما أتت النصيحةُ بعد رؤيةِ ما جرى في بلدةِ شويا من اعتراضِ البعضِ على المجموعةِ المقاوِمةِ وهي في طريقِ عودتِها من إتمامِ مُهمتِها في الردِّ على الاعتداءِ الإسرائيليّ. ولكنْ، لمقاومةِ الاحتلالِ معَ العرقوب مواعيد، وبلدةُ شويا مَنبعُ الشهداء وهي قدّمت: مزيد دعيبس بطلاً في عمليةِ المحيدثة عامَ ستةٍ وثمانين، وفي العامِ نفسِه خرجَ منها وليد يوسف بركات ليُستشهدَ في تلة عين قِنيا، وانضمّ غسان داغر إلى قافلةِ الأبطال عامَ تسعةٍ وثمانين في أثناءِ تصدّيهِ للإنزالِ الإسرائيليّ في راشيا. وبانتهاءِ صَلياتِ المقاومة واكتفاءِ العدوِّ بشكوىْ الى مجلسِ الامنِ “الاميركيّ”، فإنّ الصَلياتِ السياسيةَ في بعبدا كانت تُعِدُّ راجمةَ صواريخَ تَقصِفُ بها الرئيسَ المكلّف، وقدِ اكتفى الرئيس نجيب ميقاتي بما قلّ ودلّ على العرقلة وقال إنّ الأمورَ في خواتيمِها، والأصح: الأمورُ في خراطيمِها وتقتربُ من النهايةِ المسيِّلةِ للدموع واعلان الاعتذار قريباً عن التكليف. ففي اللقاءِ الخامسِ معَ رئيسِ الجُمهورية خرج الرئيسُ المكلّفُ بابتساماتٍ عريضةٍ وكانت النتيجةُ صِفر مدور، أما في اللقاءِ السادسِ اليومَ فقد وقفَ ميقاتي متّجهماً وبابتسامةٍ خاطفة قال: “الصمتُ أبلغُ مِن الكلام”، معلناً عنِ اتصالاتٍ ستَجري للاتفاقِ على الموعدِ السابع. وتحدّث ميقاتي عن المداورةِ في أكثرِ الحقائب، وهو كلامٌ فارغٌ من مضمونِه ولا يَنسحبُ على الوزراتِ الخلافية. وبعد خسوفِ القمرِ الحكوميّ ثلاثَ مرّاتٍ متتاليةٍ من أديب الى الحريري فميقاتي، لم يعدْ أمامَ التأليفِ سِوى إسنادِه الى المصدرِ مباشرةً وليذهبْ رئيسُ التيارِ الوطنيِّ جبران باسيل ويفاوضْ ناديَ رؤساءِ الحكوماتِ مباشرةً، ما دامَ رئيسُ الجُمهوريةِ يَضرِبُ مواعيدَ مِن تأجيلٍ إلى تأجيل. على المدى المنظور لا حكومةَ، ومفاوضاتُ التأليف يومٌ مرّ ويومٌ أمر، واللقاءاتُ ستتأجّلُ وصولاً إلى النجيب المنتظر ليدلوَ بدلوِه وينسحبَ تكتيكياً تاركاً وراءَه حكومةً يتيمة.