MTV: من لا تخيفه بندقية أو راجمة صواريخ لن تخيفه حملات مفبركة لا قيمة عملية لها سوى انها تدل على مستوى معديها ومفبركيها

أشارت MTV أن الراعي طرح مبادئ، فلماذا لا تناقش في جو ديموقراطي بعيداً عن عبارات التخوين والاتهامات في تنفيذ أجندة صهيونية؟ وقالت في مقدمة نشرتها: اسبوعان كاملان مرّا على تكليف نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة، والحكومة لم ترَ النور بعد. في المبدأ، ميقاتي لا يزال يتحرك ضمن الوقت المتاح والمقبول، لكن المشكلة انه جاء بعد تسعة أشهر من المماطلة والتسويف مع الرئيس سعد الحريري، كما ان الوضع الاقتصادي الاجتماعي ضاغطاً جداً ولم يعد يحتمل المراوحة وأنصاف الحلول. يكفي أن نعرف أن طوابير الذل أمام محطات الوقود عادت للتصدر المشهد من جديد، والتزاحم على البنزين اتخذ منحىً دموياً وتسبب في مقتل ثلاث أشخاص في الشمال. هكذا، فان المادة الملتهبة تتحول تدريجياً مادة قاتلة، فيما التشكيلة الحكومية لا تزال في المربع الأول. واللافت ان الحركة السريعة لميقاتي في الأيام الأولى بعد التكليف تباطأت بعدما اصطدم الأخير بالمطالب المستحقة والمتوارثة من زمن الحريري، فالحقائب السيادية موضع تنازع بين القوى السياسية ولا شيء يوحي ان الحسم قريب، علماً أن الأنظار شاخصة إلى الاجتماع السابع بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف غداً لمعرفة توجيهات الريح الحكومية. فهل تأخذ الأمور منحىً ايجابياً حقيقياً وعملياً، أم ان العقد ستبقى على حالها ما يعزز احتمالات الاعتذار من الآن إلى آخر الشهر على الأكثر؟ توازياً، الحملة الاعلامية على البطريرك مار بشارة بطرس الراعي مستمرة من أتباع حزب الله ومناصريه وجيشه الالكتروني والدائرين في فلكه، وهي حملة اتخذت طابعاً تخطى كل الخطوات الحمر وكل الأعراف وحتى كل المبادئ الاخلاقية، علماً أن البطريرك في عظته أمس أعلن موقفاً وطنياً يتفق عليه معظم اللبنانيين ويرتكز على لائتين واضحتين: لا سلاح فوق سلاح الشرعية اللبنانية، ولا أحقية لأي جهة باتخاذ قرار السلم والحرب نيابة عن جميع اللبنانيين. انه موقف بديهي من بطريرك مؤتمن على دولة لبنان الكبير التي أرسى أسسها البطريرك الياس الحويك ومؤتمن على الاستقلال الثاني الذي رعا بذوره البطريرك نصرالله صفير. ان الراعي طرح مبادئ، فلماذا لا تناقش في جو ديموقراطي بعيداً عن عبارات التخوين والاتهامات في تنفيذ أجندة صهيونية؟ ان ما يحصل غير طبيعي وغير اخلاقي وعلى حزب الله أن يدرك أن من لا تخيفه بندقية أو راجمة صواريخ لن تخيفه حملات مفبركة لا قيمة عملية لها سوى انها تدل على مستوى معديها ومفبركيها. كما على حزب الله أن لبنان 2021 هو غير لبنان 2000، ففي الماضي كان الاجماع يحمي ظهر المقاومة، أما اليوم فان حزب الله يكسر ظهر اللبنانيين بممارساته واستفراده في القرار، ومن لا يصدق فقدان الاجماع فليتذكر واقعة “شويا”، فهي خير دليل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

تم الكشف عن مانع الإعلانات

يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك حتى تتمكن من استخدام موقعنا.