اسئلة حول مبادرة شقير في ضوء الرسائل السياسية من مجلس النواب

لم تسفر الجلسة النيابية التي دعا اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري لمناقشة رسالة رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون عن اي مفاجآت عملية، خصوصاً وانها كانت مناسبة لتوجيه رسائل سياسية من قبل الكتل والاحزاب، وهذا ما حصل، ولم يكن هناك من خوف على رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي ولا على حكومته المصرّفة للاعمال. ولكن حصول الجلسة بذاته، فتح الباب بشكلاوسع على السؤال حول الهدف من الرسالة التي وجّهها عون قبل يوم من انتهاء ولايته الدستوريّة، كونه كان يعلم تماماً انّها لن تغيّر في الواقع القائم شيئاً، فيما السؤال الابرز كان عن مغزى الزيارة التي قام بها المدير العام للقصر الجمهوري انطوان شقير الى ميقاتي صباح الاثنين الفائت والطرح الذي حمله قبل دقائق معدودة سبقت سفر ميقاتي الى الجزائر لتمثيل لبنان في القمّة العربية!.

مصادر متابعة تساءلت عن توقيت هذه الزيارة، ولكن توقفت طويلاً عند الكلام الصادر عن شقير نفسه يوم الثلاثاء الفائت حين صرّح بأنه قام بالمبادرة من تلقاء نفسه. وهنا، تساءلت المصادر عمّا اذا كان هذا الموقف صائباً ام لا لاعتبارات عدّة. فمن باب الافتراض، تعتبر المصادر انه على الرغم من ان المديرية العامة لرئاسة الجمهورية “على رأس الأجهزة المركزيّة للدولة” وفق ما قاله شقير،الا ان المهمّة التي قام بها تختلف كلياً عن توصيف المديريّة وتوصيف عمله. وتطرح المصادر الاسئلة التالية:

-كيف يمكن لمدير عام رئاسة الجمهورية القيام بمهمّة سياسية الطابع تتعلق بتشكيل الحكومة؟ وفي حال اعتبار الامر بمثابة وساطة،كيف يمكنه القيام بها من تلقاء نفسه ومن دون تنسيق مع رئيس الجمهورية الذي يتبع له ولم يكلّفه، ومن دون التنسيق مع ايضاً مع الجهات السّياسية المعنيّة وفي مقدمها التيار الوطني الحر ورئيسه جبران باسيل الذي بدا واضحاً في الجلسة النّيابية امس عدم وجود أيّ كيمياء بينه وبين ميقاتي؟ مع العلم ان ولايةعون كانت لا تزال مستمرّة حين التقى شقير بميقاتي، اي انه كان رئيساً فعلياً للجمهوريّة.

-وجه عون رسالته الى مجلس النواب يوم الاحد الفائت، وضّمنها ما تضمنته من كلام وتجاوزات اقترفها رئيس الحكومة المكلّف، فكيف يتوجّه شقير بعدها وبأقل من 24 ساعة للقيام بهذه المبادرة، ومن يضمن له انها ستحظى بموافقة وتوقيع رئيس الجمهوريّة اولاً، والقوى السياسية المعنية ثانياً؟!.

-لماذا تدخل شقير دون غيره من الوسطاء العاملين على الخط الحكومي، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر، المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم؟ وهل كانيعلم سلفاً نتيجة مبادرته؟ ولماذا قام بها في هذه الحالة؟.

-لماذا لم يطرح شقير مبادرته هذه في الوقت الكافي الذي كان سائداً، حين كان لا يزال هناك رئيساً للجمهورية، وفي وقت كانت سخونة المفاوضات كفيلة بتأمين النجاح اللازم لهذه المبادرة، او على الاقل تعزيز فرص نجاحها بشكل اكبر بكثير من طرحها في الوقت القاتل ومن دون تأمين دعم سياسي لها، ومن دون غطاء رسمي لمن يطرحها؟!.

وخلصت المصادر نفسها الى ان هذه المبادرة ولدت ميتة اذا كانت ظروفها وفق ما قاله شقير عنها، ولم يكن من الممكن السير بها او حصولها على الاوكسجين اللازم لتحيا، في ظلّ غياب موافقة رئيس الجمهورية (في حينه) والقوى السّياسية التي يقع على عاتقها تسهيل التشكيل المحصور اصلاً بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، ولكن لهذه القوى دورها الاساسي في التأليف، وقد ثبت بما لايقبل الشك انه من دون موافقتها، لا تبصر الحكومة النور.

طوني خوري    

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

تم الكشف عن مانع الإعلانات

يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك حتى تتمكن من استخدام موقعنا.