العمال الكردستاني ينفي ضلوعه بالانفجار الّذي حصل في شارع تقسيم في اسطنبول

اتُهمت شابة تحمل الجنسية السورية بوضع القنبلة التي أدّى تفجيرها إلى مقتل ستة أشخاص الأحد في اسطنبول، معترفة أنها تصرّفت “بأمر من حزب العمال الكردستاني”، وفق ما أعلنت الشرطة التركية.

وأظهرت صور من الشرطة بثتها وسائل إعلام تركية شابة ترتدي كنزة أرجوانية اللون موقوفة في شقة.

اتّهم وزير الداخليّة التركي سليمان صويلو الاثنين حزب العمّال الكردستاني بالمسؤوليّة عن الاعتداء.

ونفى حزب العمال الكردستاني الاثنين أن يكون لديه أي دور في الانفجار الذي خلّف ستة قتلى و81 جريحًا.

وقالت المجموعة التي تعتبرها تركيا “إرهابية”، في بيان نشرته وكالة فرات للأنباء “شعبنا والأشخاص الديموقراطيون يعلمون عن كثب أننا لسنا على صلة بهذا الحادث وأننا لن نستهدف مدنيين بشكل مباشر وأننا لا نقبل أعمالًا تستهدف مدنيين”.

واتهمت المجموعة المسلحة الكردية الحكومة التركية بامتلاك “خطط غامضة” وبـ”إظهار كوباني كهدف”.

وقال المتحدث باسم الجناح السياسي لحزب العمال الكردستاني زاكروس هيوا في اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية “ليس لدينا أي علاقة بالانفجار الذي وقع أمس في اسطنبول ولسنا مسؤولين عنه”.

وصرّح مسؤول تركي للوكالة المذكورة أن المعلومات الأولية تشير إلى “وحدات داخل منظمة شبابية تابعة لحزب العمال الكردستاني”.

وذكرت تقارير أن الشابة تُدعى إلهام البشير (23 عامًا) ودخلت بطريقة غير شرعية إلى تركيا، مرورًا ببلدة عفرين شمال شرقي سوريا التي يسيطر عليها جنود أتراك وسوريون. وأوضحت الشرطة أنّ المتّهمة اعترفت بأنها تصرّفت بناء على أوامر حزب العمال الكردستاني، وتلقّت تعليمات في كوباني شمال شرقي سوريا.

وأعلن صويلو، الذي زار مجددًا موقع التفجير الاثنين، أنه تمّ توقيف 46 شخصًا حتى الآن.

وكانت العبوة مكونة من مادة “تي إن تي شديدة القوة”، وفق الشرطة التي أكّدت أنها عثرت في هذه الشقة على مبلغ كبير من المال باليورو وعملات ذهبية في كيس، بالإضافة إلى مسدس وخرطوش.

ولم تتبنّ أي جهة بعد الاعتداء.

ونفت أيضًا قوات سوريا الديموقراطية المدعومة من الولايات المتحدة والتي تشكّل وحدات حماية الشعب الكردية أبرز فصائلها، أي علاقة لها بالانفجار، وفق ما أعلن قائدها العام مظلوم عبدي.

وكتب عبدي في تغريدة على “تويتر”، “نؤكد أن لا علاقة لقواتنا علاقة بتفجير اسطنبول، ونرفض المزاعم التي تتهم قواتنا بذلك”، مضيفاً “نعبّر عن خالص تعازينا لأهالي المفقودين والشعب التركي، ونرجو للجرحى الشفاء العاجل”.

ومن بين الضحايا، وجميعهم من الأتراك، فتاة تبلغ من العمر تسعة أعوام قتلت مع والدها وفتاة تبلغ من العمر 15 عامًا توفيت مع والدتها.

منذ مساء الأحد، قال الرئيس رجب طيب إردوغان ونائبه فؤاد أقطاي إنّ “امرأة” هي المسؤولة عن الاعتداء.

وتحدث وزير العدل بكر بوزداغ عن “حقيبة” وُضِعت على مقعد، وقال “جلست امرأة على مقعد لأربعين الى 45 دقيقة ثم وقع انفجار”.

ونشرت وسائل إعلام تركية صورة مأخوذة من كاميرا مراقبة في شارع الاستقلال تظهر شابة ترتدي سروالًا واسعًا وتضع وشاحًا أسود فضفاضًا وتركض وسط الحشد، قيل إنها منفذة الاعتداء.

واتهم وزير الداخلية التركي وحدات حماية الشعب الكردية التي تسيطر على معظم شمال شرق سوريا، بالمسؤولية عن الاعتداء، مضيفًا “نعتقد أن الأمر بالهجوم صدر من كوباني”.

وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية وحزب العمال الكردستاني حركات “إرهابية”.

ورفضت تركيا الإثنين تعازي الولايات المتحدة بشأن مقتل الستة أشخاص في الهجوم، وقال صويلو في تصريحات متلفزة “لا نقبل رسالة التعزية من السفارة الأميركية. نرفضها”.

واشتهرت مدينة كوباني بالمعركة التي سمحت في العام 2015 للقوات الكردية بصدّ تنظيم الدولة الإسلامية، بدعم أميركي. ولا تزال تسيطر عليها حاليًا قوات سوريا الديموقراطية التي تعتبر وحدات حماية الشعب المتحالفة مع حزب العمال الكردستاني أحد مكوناتها الرئيسية.

ولاحظ مراسلو وكالة فرانس برس أنه تمّت إعادة فتح شارع الاستقلال بالكامل الاثنين غداة إغلاقه جزئيًا بعد الانفجار، لكن أُزيلت جميع المقاعد منه.

وتغطّي سجادة حمراء مكان الانفجار حيث يضع المارّة أزهارًا.

– حزب العمال الكردستاني في قلب المواجهة –
ويخوض حزب العمال الكردستاني الذي تصنّفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون على أنه منظمة “إرهابية”، تمرّدا ضد الدولة التركية منذ العام 1984، ويتمركز في مناطق جبلية نائية في العراق.

في العاشر من كانون الأول/ديسمبر 2016، أسفر اعتداء مزدوج قرب استاد بشيكتاش عن 47 قتيلًا بينهم 39 شرطيًا و160 جريحًا. وتبنّت الاعتداء جماعة “صقور حرية كردستان” المتطرّفة القريبة من حزب العمال الكردستاني.

وحزب العمال الكردستاني أيضًا في قلب المواجهة بين السويد وتركيا التي تعرقل دخول ستوكهولم إلى حلف شمال الأطلسي منذ أيار/مايو بتهمة التساهل مع حزب العمال الكردستاني.

وطالبت أنقرة بتسليم عدد من أعضاء حزب العمال الكردستاني في مذكرة تفاهم وقّعت في حزيران/يونيو مع السويد وفنلندا الراغبة هي أيضًا في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

بعد زيارة رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون لأنقرة الأسبوع الماضي، يستعد البرلمان السويدي للتصويت على تعديل الدستور من أجل تشديد تشريعات مكافحة الإرهاب. وغالبًا ما يتمّ استهداف قواعد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق وسوريا بعمليات عسكرية تركية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

تم الكشف عن مانع الإعلانات

يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك حتى تتمكن من استخدام موقعنا.