فولكروغ خرج من الظل وابقى على حظوظ ألمانيا بتجنب الخروج من الدور الأول لمونديال قطر فهل يفعلها مجدداً؟
بعدما كان إلى حد كبير مجرّد رقم في تشكيلة من 26 لاعباً، خرج نيكولاس فولكروغ من الظل ليبقي على حظوظ ألمانيا بتجنب الخروج من الدور الأول لمونديال قطر، وذلك بتسجيله هدف التعادل أمام إسبانيا الأحد على ملعب البيت في الخور.
وبعدما كانت مهدّدة بانتهاء مشوارها عند الدور الأول للمرة الثانية توالياً حتى قبل الوصول الى الجولة الثالثة الأخيرة، عادت ألمانيا لتبقي على آمالها بفضل هدف مهاجم فيردر بريمن البالغ من العمر 29 عاماً والملقب “فوله”.
بهدفين في ثلاث مباريات بألوان “دي مانشافت”، بعد أول في لقاء ودي استعدادي للنهائيات أمام عُمان (1-صفر)، بدا فولكروغ كأنه اللاعب الذي بإمكانه منح فريق المدرب هانزي فليك المهاجم الهداف الذي يبحث عنه الألمان كخلف لأفضل هداف في تاريخ كأس العالم ميروسلاف كلوزه.
دخل فولكروغ في الدقيقة 70 من مباراة الأحد في الجولة الثانية التي خاضها الألمان بعد هزيمة صادمة أمام اليابان 1-2، ونجح في تسجيل هدف التعادل قبل 7 دقائق على نهاية الوقت الأصلي، ليمنح بلاده نقطتها الأولى قبل جولة ختامية مصيرية الخميس على الملعب ذاته ضد كوستاريكا، حيث سيكون رجال المدرب هانزي فليك مطالبين بالفوز، بالتوازي مع فوز إسبانيا على اليابان، من أجل ضمان العبور من دون الدخول في حسابات الأهداف.
وبتواضع، علق مهاجم فيردر بريمن على هدفه قائلاً “لدي عمل كمهاجم مع مواقف يمكن أن تُقدمنا كأبطال. لكن هناك أيضاً مواقف دفاعية تم التعامل معها بشكل جيد ويمكن أن يكون هؤلاء اللاعبون أبطالاً أيضاً”.
وبعد الهدف البطولي أمام إسبانيا، بات فليك في موقف محيّر: هل يبدأ اللقاء ضد كوستاريكا بفولكروغ أو يبقيه على مقاعد البدلاء ليكون السلاح الاحتياطي عندما يكون بحاجة إليه؟.
عندما أعلن فليك لائحة لاعبيه لنهائيات المونديال القطري في العاشر من تشرين الثاني/نوفمبر، احتفل زملاء فولكروغ في بريمن بضمه الى التشكيلة بالغناء “فولكروغ إز أون فاير، يور ديفينس إز تيريفايد”، بما معناه “فولكروغ في قمة مستواه، دفاعك مرتعب”، وذلك على نغم الأغنية الشهيرة من التسعينات للفنانة الإيطالية غالا “فريد فروم ديزاير”.
قاب قوسين أو أدنى من عامه الثلاثين، المهاجم الذي لعب مباريات في الدرجة الثانية أكثر من الدرجة الأولى (135 مقابل 112)، أخذ بُعداً جديداً تماماً منذ بداية الموسم مع فريقه فيردر بريمن العائد مجدداً الى “بوندسليغا”، إذ سجل 5 أهداف في المراحل الخمس الأولى ووصل الى الهدف العاشر قبل التوقف، في المركز الثاني على لائحة الهدافين خلف الهداف الفرنسي للايبزيغ كريستوفر نكونكو الغائب عن هذا المونديال بداعي الإصابة.
بدايته النارية للموسم، لم تكن كافية لاقناع فليك بضمه الى تشكيلة المنتخب لمباريات دوري الأمم الأوروبية في أيلول/سبتمبر.
لكن هذا لم يعنِ أن المدرب أخرجه تماماً من حساباته، بل على العكس.
ثم جاءت الإصابة التي تعرض لها تيمو فيرنر أوائل الشهر الحالي، لتفتح الباب أمامه كي يخوض أهم تحد كروي في مسيرة عكرتها ثلاث إصابات خطيرة، إحداها تمزق في الرباط الصليبي الأمامي لركبته اليسرى في بداية موسم 2019-2020.
بعيداً عن الإصابات، كان مسار المهاجم القوي البنية (1.88 م و78 كغم) تحت الرادار ومن دون ضوضاء باستثناء بعض الخلافات مع ناديه تمت تسويتها سريعاً.
وفي مؤتمر صحافي، وصف المدرب المساعد في المنتخب داني روهل مهاجم بريمن بـ”قائد فريق”، مضيفاً “حتى وإن كان متواجداً مع المنتخب للمرة الأولى، فهو يشجع الشبان، يتواصل معهم كثيراً. إنه منخرط. يفيد المجموعة بشكل كبير ويغذيها بالطاقة”.
وأضاف روهل الذي رأى في الهدف الذي سجله ضد إسبانيا “مكافأة على الانطباعات التي خَلَّفها في الأيام والأسابيع الأخيرة”، أن سلوك مهاجم بريمن “كان أيضاً جزءاً من أسباب اختيارنا له ضمن التشكيلة”.
بعد 17 مباراة دولية مع منتخبات الشباب بين 2010 و2014، بجانب ركن الدفاع الحالي في المنتخب الأول أنتونيو روديغر، اضطر الى الانتظار طيلة تسعة أعوام تقريباً كي يتمكن من ارتداء قميص “مانشافت” مرة أخرى.
وبعد كل هذا الانتظار، هل يمكن القول إنه يستحق التواجد في التشكيلة الأساسية لمنتخب بلاده؟.
إجابة زميله توماس مولر كانت دبلوماسية حين قال الثلاثاء في مؤتمر صحافي وفولكروغ بجانبه مع ابتسامة على محياه “هناك شيء واحد مؤكد. من يحمل الرقم 9 على ظهره هو +فوله+”.