شريفة: كل مراوغة تطيل أمد الفراغ هي بمثابة تضييق حبل المشنقة على رقبة المواطن
اعتبر المفتي الشيخ حسن شريفة خلال خطبة الجمعة في مسجد الصفا في بيروت، ان “الحوار لا بد منه بين الفرقاء لتقريب وجهات النظر وايجاد الحلول المناسبة على قاعدة لا غالب ولا مغلوب، بل الاولوية للمصلحة الوطنية، وهذا لا يكون إلا بالجلوس على طاولة واحدة يطرح الفرقاء من خلالها هواجسهم، والبدء بحلحلة كل المسائل العالقة”، لافتال الى أنه “كما إن الدين هو لخدمة الإنسان والقوانين لحماية المواطن وتيسيير اموره، فإنه ليس بديلها ديموقراطية خرقاء مفصلة على احلام بعض الطموحين.
وشدد على أن “التلاقي والحوار للتوافق، يشكل بوابة حل الأزمة التي تعصف بالبلاد لأن التوافق السياسي سيطلق مسيرة العمل المؤسساتي في الدولة، خصوصا بعد انتخاب رئيس للجمهورية”.
ورأى ان “الحلول يجب ان تكون سريعة وفعالة اجتماعيا واقتصاديا وانمائيا، ولا بد أن تأخذ في الحسبان مصلحة المواطن الذي كفر بكل شيء، فالمواطن لا يريد وعودا براقة ولا خططا كرتونية ولا حتى دعاء المسؤولين، بل يريد لقمة عيشه التي فقدها بسبب السياسات الخاطئة. يريد: كهرباء، ماء، دواء وقدرة على الاستشفاء”.
وأسف “للشاب الذي رهن سيارته في المستشفى لاجل استلام جثة طفله”، معتبرا انها “صورة تعبر عن واقعنا المؤلم المرير، وكأنه كان ينقصنا بدعة الدولار الجمركي وما اعقبه من تطمين وهن من بعض المسؤولين، بينما لهيب ارتفاع الاسعار يكوي المواطن المسكين العاجز اصلا عن تأمين حاجياته الضرورية”، مشيرا الى “انتشار الجريمة وتفشي المخدرات في المجتمع اللبناني، وزيادة الطينة بلة العناوين الغريبة عن مجتمعنا المحافظ، عناوين تسوق اعلاميا باسم الحرية الفردية، لكن حقيقتها اسقاط المجتمع في وحول التحلل الخلقي والقيمي”.
ولفت الى ان مع “كل هذا المشهد المأسوي لا يزال الاصرار على عرقلة انتخاب رئيس للجمهورية والاصرار على مرشحين استفزازيين كيديين عبرت عنهم تصريحاتهم بحجج المواصفات، مع ان المواصفات يجب أن تكون واضحة وهي رئيس بحجم الوطن وأمنه واقتصاده، صاحب عقيدة وطنية مؤمن بسيادة وعروبة لبنان والدفاع عن حدوده الجغرافية والسياسية، وكل مراوغة تطيل أمد الفراغ الرئاسي هي بمثابة تضييق حبل المشنقة على رقبة المواطن الذي لا حول له ولا قوة الا الله”.
واعتبر أن “القتل الممنهج الذي ترتكبه العصابات الصهيونية في حق الشعب الفلسطيني، ما هي الا سياسة إبادة تمهيدا لهضم حق هذا الشعب، وكل ذلك أمام مرأى ومسمع من العالم المدعي الحفاظ على حقوق الانسان العالم الذي انتفض بكل اعلامه الموجه ضد ايران وجعل من مهسا اميني قضية عالمية وانتهاك حريات، ها هو اليوم يعمى ويصم الآذان عما يجري في فلسطين من قتل ودمار وتشريد”.