بعد مرور 100 عام على تأسيسها تعرض ديزني لمئات الملايين من الأشياء التي احتفظت بها من الصور وأزياء الأميرات
تتيح مئات الملايين من الأشياء التي احتفظت بها “ديزني” على مرّ قرن، من الصور وأزياء الأميرات والرسوم التحضيرية للأعمال وسواها، إعادة تكوين اليوم لمراحل كاملة من تاريخ السينما الهوليوودية.
و”ديزني” التي تحتفل في 16 تشرين الثاني بالذكرى المئوية لتأسيسها، أتاحت أخيراً ما يحويه مستودعها الواقع في بوربانك قرب لوس أنجليس لوسائل الإعلام، في خطوة تُعرَض من خلالها “الأجزاء الظاهرة من عالمها الخفي”، على قول مديرة قسم المحفوظات بيكي كلاين.
وتضم غرف المستودع التي تشبه المكتبات مجموعة من الأغراض الرمزية بينما أول سيناريو لسلسلة أفلام “ميكي ماوس” الشهيرة والوثيقة القانونية التأسيسية للاستوديوهات، بالإضافة إلى عدد كبير من التصاميم التي ارتداها الأبطال الخارقون في أفلام من عالم “مارفل” أنتجتها “ديزني”.
وتقول المتخصصة في المحفوظات نيكول كارول “نجمع الكثير من الأغراض لدرجة أننا نبحث باستمرار عن مساحات إضافية لتخزينها فيها”.
وبالإضافة إلى الأغراض التي يحويها مستودع بوربانك، تملك “ديزني” ملايين الأدوات تخزّنها في “خمس أو ست” مستودعات في لوس انجليس، بينها سيارات أفعوانية قديمة من مدن ملاه خاصة بها وأكسسوارات استُخدمت في أفلام كثيرة.
ويُفترض أن تُتاح كمية كبيرة من هذه الأغراض للعامة ضمن معرض “ديزني 100” المُقام حالياً في ميونيخ وفيلادلفيا والذي سيُنَظّم في مدن أخرى أيضاً بينها لندن.
ولمناسبة الذكرى المئوية لتأسيسها، تنظم “ديزني” كذلك “تجربة غامرة للحواس” في باريس تتمحور على الصداقات بين شخصياتها الشهيرة.
يعمل 30 شخصاً في قسم المحفوظات الذي تأسس عام 1970، ساعين بجهد لحفظ “الأغراض الصغيرة التي تؤشر إلى” كل ما أنجزته الشركة، على قول كارول.
وفي فيلم استُخدم فيه 250 زياً بينهم أربعة أو خمسة لكل من الأبطال مثلاً، يختار الموظفون “بعض الإطلالات الشهيرة لكل شخصية” حتى تكون مُتاحة للأجيال المستقبلية. ورغم اعتمادهم الأسلوب الاختياري هذا، “تُضاف مئات الأغراض” إلى المجموعة في كل مرة ينتهي فيها فيلم ما، بحسب كارول.
ولبعض الأدوات المُخزنة فوائد أحياناً، إذ استُخدمت كرة ثلجية من فيلم “ماري بوبنز” (1964) لابتكار نسخة طبق الأصل مخصصة لجزء تكميلي من مغامرات المربية ذات القوى السحرية صدر عام 2018.
ومن بين الأغراض التي تنطوي على أهمية كبيرة، مجموعات قصص عملاقة ظهرت في بداية فيلمي “سنوو وايت أند ذي سيفن دورفس” و”سليبينغ بيوتي”، بالإضافة إلى حذاء سيندريلا الشهير.
وفي حال احتُسب الأرشيف الوثائقي الذي يجمع النسخ الأصلية لعدد كبير من الرسوم المتحركة وتذاكر افتتاح “ديزني لاند” عام 1955 ووثائق كثيرة للشركة، يصل إجمالي ما تضمه مجموعة “ديزني” إلى “مئات ملايين” الأغراض، وفق المخرجة بيكي كلاين.
وتتمثل أكثر الأغراض التي تحمل طابعاً أيقونياً بالنسبة إلى محبي أعمال “ديزني” في المكاتب الشخصية للمؤسس والت ديزني والتي أُخضعت لأعمال ترميم قبل أقل من 10 سنوات في بربانك. فمن على هذه المكاتب بنى المتخصص في الرسوم المتحركة إمبراطوريته الترفيهية من العام 1940 وحتى وفاته سنة 1966.
وخضعت الأغراض التي تركها وراءه لعمليات جرد دقيقة، وعُرضت القطع كما كان يضعها آنذاك تماماً، لدرجة أنّ كتابيه عن نيكولا تيسلا وسلفادور دالي جرى تثبيتهما بشكل منحنٍ كما كانا في تلك المرحلة.
وتضم هذه المكاتب أيضاً مخططات غير مكتملة لمدن ملاه بالإضافة إلى مجسمات لشخصيات وجوائز أوسكار عدة فاز بها والت ديزني.
وتُستقبل مجموعات قليلة فقط من الزوار سنوياً في هذا المكان الذي ينطوي على أهمية بالغة لمحبي أعمال “ديزني”.
وتقول المرشدة السياحية لورا سانشيز إنّ “الأشخاص يزورون المكان ويذرفون دموعاً على هذا الإنسان المذهل”، مضيفةً “إنّه يتيح لهم العودة إلى الماضي”.