مخاوف من توسيع دائرة العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان ترفع حالة الطوارئ الصحية

أعربت مصادر جنوبية، عن قلقها البالغ من إقدام “إسرائيل” على توسيع دائرة عدوانها على لبنان في إطار التصعيد العسكري على الجنوب ارتباطا بما يجري في غزة، حيث قرأت سلسلة من المؤشرات السياسية والميدانية لذلك، هدفها التغطية على فشل الحكومة المتطرّفة برئاسة نتانياهو في تحقيق أهدافها في الحرب على القطاع ومحاولة الهروب إلى الأمام للخروج من مأزقها.

الأيام الماضية، حملت تصعيدا لافتا في العدوان الإسرائيلي على الجنوب في ظلّ تهديد قادة “اسرائيل” ومسؤوليها بشنّ حرب واسعة على لبنان وضرب البنى التحتية وتحميل الحكومة المسؤوليّة، وتمثل باتساع دائرة الاستهداف بعدما كان ضمن قواعد الاشتباك المتعارف عليها وفي القرى الحدوديّة، ليطال قرى وبلدات بعيدة من جهة ويستهدف منازل المدنيين من جهة أخرى.

ولاحظ المراقبون، أنّ دائرة الاستهداف الإسرائيلي توسّعت من عمليات القصف والغارات الحربية والمسيرة إلى عمليات اغتيال مباشرة وآخرها في بلدة البازوريّة في قضاء صور التي تبعد عن الحدود نحو 18 كلم حيث استشهد المهندسان علي محمد حدرج ومحمد باقر دياب في غارة مسيرة.

مقابل التصعيد، ارتفعت أعداد النازحين من القرى والبلدات الجنوبيّة لتصبح بعد ثلاثة أشهر من التصعيد العسكري أكثر من 82 ألف من القرى الحدودية، وفق تقرير المنظمة الدولية للهجرة IOM، و93% من غالبية النازحين ينحدرون من 3 أقضية حدودية: 48% من بنت جبيل، و33% من مرجعيون، و12% من صور، ويتوزعون على 5 مناطق، بنسبة 31% لجأوا إلى قضاء صور، و17% إلى قضاء النبطيّة، و15% إلى صيدا، و9% إلى بعبدا، و7% إلى بيروت والبقية توزّعوا على مناطق أخرى.

وقد فرضت هذه المخاوف إلى جانب ارتفاع أعداد النازحين، تحركا سياسيا ورسميا إضافيا، لم ترق إلى خطة لمواجهة الحرب الواسعة، ولكنها رفعت من حالة الطوارئ المعمول بها في الجنوب على المستوى الحكومي والحزبي والأهلي والمدني لجهة بذل جهود أكبر لاحتواء تداعيات موجة النزوح وتأمين مستلزماتهم الإغاثيّة والخدماتيّة، ناهيك عن استكمال دعم القطاع الاستشفائي والمستشفيات الحكوميّة لاستقبال الجرحى.

 وتعاني المستشتفيات الحكومية في الجنوب من تردّي أوضاعها، ولكنها ما زالت صامدة بعزيمة الأطباء والممرضين والعاملين فيها ارتباطا بتداعيات الأزمات التي عاشها البلد، بدءا من الانهيار الاقتصادي والأزمة المعيشية والاقتصادية في العام 2019، مرورا بتفشي فيروس “كورونا” عام 2020 وصولا إلى العدوان الإسرائيلي الحالي وأعباء استقبال الجرحى والمرضى من النازحين وفق إمكانات مادية متواضعة.

ويؤكد وزير الصحة العامة الدكتور فراس الأبيض، أن الوزارة حولت 150 مليار ليرة لبنانية لدعم هذه المستشفيات وأصبحت في حساباتها في مصرف لبنان، لتساعدها على الصمود في ظل العدوان الإسرائيلي”، مشيرا إلى رصد 1000 مليار ليرة لبنانية لتغطية نفقات الجرحى في المستشفيات الخاصة التي تقوم بواجباتها، وقد طلب منها تقديم الفواتير لبدء التسديد.

الوزير الأبيض الذي جال على عدد من المستشفيات الحكومية اوضح انه على علم أن الحمل كبير على الجميع سواء مستشفيات حكومية أو خاصة ولكنها تقوم بواجباتها وستبقى أبوابها مفتوحة.

بينما يقول رئيس مستشفى تبنين الحكومي الدكتور محمد حمادي منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي على القرى والبلدات الجنوبية، وضعت المستشفيات الحكومية نفسها في حالة طوارئ صحية وهي تقوم بواجبها المهني والوطني والإنساني رغم الإمكانات المتواضعة”، مشيرا إلى ان دور الواحدة والأخرى يختلف حسب الموقع الجغرافي من جهة والتجهيزات والقدرات المالية من جهة أخرى.

وأكد أن بعض هذه المستشفيات أعدت خطط طوارئ كونها تقع في الجنوب المعرض دوما للعدوان الإسرائيلي، والمطلوب اليوم دعم الموارد البشرية من أطباء وممرضين وموظفين وعاملين من خلال تحسين رواتبهم ومدّهم بالحوافز، فضلا عن المساعدة بالتجهيزات الطبية والمعدات الحديثة وسدّ النواقص وتأمين مقوّمات العمل دون أيّ تسويف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

تم الكشف عن مانع الإعلانات

يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك حتى تتمكن من استخدام موقعنا.