ضربة الأردن جعلت بايدن في أزمة: بين المزايدات الإنتخابية والقدرات الواقعية

منذ بداية تصعيد الجبهات المساندة لغزة، في العراق وسوريا، كانت القواعد الأميركية في المنطقة تحت مرمى الاستهداف، ولكن بعد الحادثة الأخيرة التي تعرض لها أحد المواقع الأميركية على الحدود الأردنية السورية، يبدو أن كل الهجمات السابقة لم تكن تحقق نتائج قاسية على الأميركيين أو تُوقع قتلى، أما الضربة الأخيرة فكانت أشد ضربة لها في المنطقة منذ سنوات طويلة.

نفى الأردن بداية أن يكون الاستهداف حصل على أراضيه، والسبب بحسب مصادر متابعة كان بسرية الموقع المستهدف بهجوم بطائرة مسيرة، ويحمل اسم البرج 22، حيث لا يوجد تفاصيل كثيرة حول طبيعة هذا الموقع وما يحتويه، مشيرة الى أنّه في مكان استراتيجي مهم بالأردن في أقصى الشمال الشرقي عند التقاء الحدود مع سوريا والعراق، وهو قريب للغاية من قاعدة التنف في الجهة المقابلة داخل الحدود السورية، والتي تعتبر قاعدة أساسية للأميركيين في تلك المنطقة.

إذا هو تصعيد خطير وكبير تجاه الأميركيين الذين باتوا قريبين من بدء جولة محادثات مع الحكومة العراقية حول وجودهم العسكري في العراق، وبظل وجود تقارير تتحدث عن رأي واسع في أميركا يقول بضرورة ترك سوريا أيضاً، وبحسب المصادر هو تخط لخطوط حمراء في المنطقة، ولا شك أن الهجوم لن يمر دون رد.

من حيث المبدأ، لا تستطيع الولايات المتحدة الأميركية عدم المبادرة إلى الرد، بسبب حجم الضربة التي كانت قد تعرضت لها، خصوصاً أنها في مرحلة إرتفعت فيها وتيرة الحملات الإنتخابية الرئاسية بين الرئيس السابق دونالد ترامب والرئيس الحالي جو بايدن، وبالتالي الأول لن يتأخر في إستغلال هذه الحادثة في حال لم يبادر الثاني إلى رد كبير.

إنطلاقاً من ذلك، يأتي الحديث عن حجم ومكان الرد المطلوب، حيث المرجح أن يكون من النوع الذي تستطيع الإدارة الأميركية أن تعلن أنه يشكل ردعاً بوجه من يفكر باستهداف قواتها في المنطقة، خصوصاً أن الهجمات التي تتعرض لها في سوريا والعراق باتت كبيرة، وبحسب المصادر تشير التوقعات الى أن الرد سيكون بوجه الحرس الثوري الإيراني دون الاكتفاء بالرد على الفصائل الحليفة لإيران في العراق أو سوريا، لكن السؤال الجوهري يبقى حول إحتمال أن يكون ذلك داخل إيران أو يستهدفها في البلدين المذكورين، ما يرفع من وتيرة المواجهة التي لا تزال غير مباشرة بين الجانبين.

في هذا الإطار، كان لافتاً مسارعة طهران إلى التأكيد، أكثر من مرة، أن لا علاقة لها بهذا الهجوم، بالرغم من أن المسؤولين عنه هم حلفاؤها، الأمر الذي من الممكن أن يفسر على أساس أنه فرصة تقدم لواشنطن لتفادي التورط بمواجهة مفتوحة على مستوى المنطقة مع الجمهورية الاسلامية بشكل مباشر، ما يرجح أن يكون الهدف على الجهات المنفذة التي تعتبرها الولايات المتحدة مسؤولة عن الهجوم، لكنه في المقابل سيكون كبيراً.

حتى اليوم لا تزال الولايات المتحدة الأميركية ترفض الدخول في معركة واسعة في المنطقة، لكن الإدارة التي تتعرض للضغوط من الداخل، على أبواب الانتخابات الأميركية قد تجعلها في حيرة من امرها فالرد الضعيف يؤذيها في المعركة الانتخابية، والحرب الواسعة ستكون كحفرة وكحلّ لها.

محمد علوش

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

تم الكشف عن مانع الإعلانات

يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك حتى تتمكن من استخدام موقعنا.