انقسام حاد في السويداء حول العلاقة مع السلطات الجديدة في دمشق

تشهد محافظة السويداء، ذات الأغلبية من الموحدين الدروز، انقساماً متزايداً حول طبيعة العلاقة مع السلطات الجديدة في دمشق، حيث يتبلور هذا الانقسام بين شخصيتين بارزتين: الشيخ حكمت الهجري، الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز، والشيخ يحيى الحجار، قائد حركة رجال الكرامة المقرب من دمشق.
وقد برز هذا الانقسام بوضوح عقب دخول سيارات تابعة للأمن العام إلى السويداء يوم الأربعاء الماضي، حيث أبدى الشيخ الهجري تحفظاته على هذه الخطوة، بينما قدمت حركة رجال الكرامة، التي تعتبر الفصيل المسلح الأكبر عدداً، التسهيلات اللوجستية اللازمة.
وفي اليوم التالي لوصول وفد دمشق، خرج العشرات إلى ساحة الكرامة حاملين أعلام طائفة الموحدين الدروز وصور الشيخ الهجري، مطلقين شعارات ضد الرئيس الشرع وحكومته. وكان معظم المشاركين في هذه الاحتجاجات من منتسبي حزب اللواء السوري والمجلس العسكري في السويداء والتيار السوري العلماني وتيار سوريا الفدرالي، وهي قوى تتراوح مطالبها بين الانفصال التام عن سوريا واعتماد فكرة الإدارة الذاتية.
توجه المتظاهرون لاحقاً إلى مبنى المحافظة في محاولة لإبعاد المحافظ مصطفى بكور، وقام بعضهم بإنزال العلم الجديد للبلاد ورفع علم الطائفة الدرزية مكانه، قبل أن يعاد وضع العلم الرسمي إلى جانب علم الطائفة.
وفي حين لم تعلق دمشق على ما جرى، يعزو رئيس منظمة “جذور” في السويداء، خالد سلوم، وصول الأمور إلى هذا التصعيد إلى غياب التوافق بين الفصائل المسلحة والأحزاب السياسية. كما أشار إلى دور الضائقة المادية الشديدة وتذبذب صرف الرواتب وفصل أعداد كبيرة من الموظفين وغياب الحلول الاقتصادية العاجلة.
ويؤكد ناشط مدني في السويداء وجود تأثيرات من دول الجوار على الوضع في المحافظة، مشيراً إلى أن أهالي المحافظة متمسكون بوطنهم لكنهم غير مستعدين للمغامرة مع حكومة “لا يزال وجهها الثوري أبرز من وجهها القيادي”. كما لفت إلى مخاوف الأهالي مما يجري في الساحل السوري من تجاوزات وإعدامات ميدانية.
وأشار الناشط إلى وجود مبادرة أردنية، بناء على طلب من الرئيس الشرع، تهدف إلى احتواء الأزمات المحتملة مع المكون الدرزي في سوريا، لكن أهالي السويداء يصرون على خطوات حكومية ملموسة تحترم خصوصية المحافظة وتطمئن سكانها.
ويختم الناشط بالإشارة إلى حالة الفتور والخيبة التي أصابت الجو العام في السويداء عقب مؤتمر الحوار الوطني الذي لم يحقق التمثيل المأمول، مؤكداً أن باب الأمل مع الحكومة في دمشق “لا يزال مواربًا”.