لم يأتِ الضوءُ الأخضرُ للحكومة شعبُ الإنتفاضةِ باتَ “سُلطة ظلّ”؟

ما أروع الإنتفاضة الحضارية…

شباب الإنتفاضة لا يريدون شيئًا لنفسهم… يريدون كل شيء للاجيال المقبلة.

الطبقة السياسية تريد كل شيء لنفسها، ولم تترك أساساً شيئًا للاجيال المقبلة.

بعد ما يقارب الخمسين يوما، ذهنية أهل ​السلطة​ لم تتغير، ولم تستخلص ماذا يجري. وعند ​الضوء​ الأخضر الآتي دعاؤنا ان يأتي سريعاً ​لبنان​ الجديد.

لم تتعلَّم ان المطلوب منها شيء واحد: ان يؤتى برئيس ​حكومة​ مقبول من ​الانتفاضة​ مع طاقم وزراء متخصصين بدراسة وتقييم ​الوضع المالي​ بين المصروف والمدخول وحتماً اعادة المال المنهوب، وما تبقى من أمانة إلى شعب الإنتفاضة الذي اثبت منذ خمسين يومًا، حتى اليوم، أنه يؤتمَن، وأنه قادر على حفظ الأمانة.

يصعب على أهل ​السياسة​ ان يصدّقوا أن استعادة السلطة كما كانت قبل 17 تشرين الاول، لم تعد نزهة، لا بل لم تعد ممكنة… ومنطقيٌ بالنسبة إليهم الا يصدّقوا، فهم كانوا يضعون ايديهم على كل المقدِّرات: من الاموال إلى المشاريع إلى الإلتزامات إلى المناقصات والمزايدات إلى الحدود والمرفأ و​المطار​… كانوا يديرون ظهورهم للإعتراضات ويصمون آذانهم عن الإنتقادات، وكانت قاعدتهم:

“قافلة السلطة تسير… والمعارضة تصرخ”

لكن في 17 تشرين الاول حصل ما لم يكن في الحسبان بالنسبة إلى السلطة…

ولم تكن المسألة مجرد اعتراض على رسم على “الواتس آب”!

الإعتراض هو على إقفال الرؤية إلى ​المستقبل​

سلطة تتلهى بتقاسم الحصص والمنافع ولا تتلفت إلى شعبها

تزيد للقطاع العام من دون جدوى إقتصادية ومن دون دراسة الكلفة، وتحرم ​القطاع الخاص​ من أي فرصة لأنقاذ نفسه.

لم يأبه للرسم على “الواتس آب” لأنه أكبر من ذلك بكثير…

هو انتفض لكرامته لأن السلطة تتعاطى معه بأسلوب فوقي ومتجانس للفساد والهدر مع بعضه البعض.

الشعب لم ينسَ بعد ان هذه الطبقة فرضت الف ليرة على النارجيلة.

وانها زادت ​الضرائب​ على عشرات السلع.

وانها أعطت ​سلسلة الرتب والرواتب​ للقطاع العام من دون دراسة كيفية تأمين الموارد لها.

هذه الطبقة تأتي اليوم لتتقاسم الحصص داخل الحكومة:

هذه لي وهذه لك.

هذه الحقيبة لي وهذه لك.

هذه الوزارة لي وهذه لك.

ولا تأليف ولا تكليف واسماء تطرح ولا حكومة.. إلا عند الضوء الأخضر.

نسي أهل السياسة ان عود الثقاب يشعل الغابة، لكن لا يكفي إطفاء عود الثقاب لأطفاء الغابة.

عود الثقاب هو الرسم على الواتس آب لكن إلغاءه يطفئ عود الثقاب لكنه لا يطفئ الغابة!

هل وضحت الصورة الواقعية؟

آملين ان تكون أقصر من كوابيس ليالينا.

 

الهام سعيد فريحة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

تم الكشف عن مانع الإعلانات

يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك حتى تتمكن من استخدام موقعنا.