الجديد: ما يحدث على الأرض اليوم يعيد كتابة ليس تاريخ فلسطين وحسب بل تاريخ المنطقة كلها

قالت الجديد في مقدمة نشرتها: في مثل هذا اليوم كانت تسمى فلسطين، واليوم صارت تسمى فلسطين، ثلاثة وسبعون عاما من عمر النكبة والقضية لا تزال صبية وفي مقتبل العمر المقاوم. وما بين الأمس واليوم اشتد ساعد المقاومة وأعادت غزة فتح دفاتر النكبة لتكتب من الجلدة إلى الجلدة أن فلسطين عربية ورقم سجلها واحد من النهر إلى البحر وأن حجارة قدسها مبنية من إنجيل وقرآن. ثلاثة وسبعون عاما والاحتلال يحاول طمس القضية والهوية، لكن من جيل إلى جيل ما سقطت الراية وكل طفل يولد على تلك الأرض هو مشروع مقاوم. وفي الذكرى، فإن ما يحدث على الأرض اليوم يعيد كتابة ليس تاريخ فلسطين وحسب بل تاريخ المنطقة كلها، وهذه المرة الكاتب بالعدل هو الموقف الفلسطيني الموحد وبجيل فلسطيني جديد انتفض بقلب واحد، كما قال الرئيس سليم الحص. اليوم تعيش فلسطين مخاض عودة أرضها واحدة موحدة بالدم والنار والمواجهة والتظاهر والاشتباك المباشر، واستطاعت في ستة أيام أن تأسر انتباه العالم وتجذب الأنظار والتعاطف تجاه ما يعيشه شعبها من اعتداء وتنكيل ووحشية. وكي لا يرى العالم ما ترتكبه سلطات الاحتلال بحق المدنيين، وفي حربها ضد الأبراج السكنية والحكومية والإدارية في القطاع، وجهت سلطة الاحتلال عدوانها باتجاه برج الجلاء الذي يضم مكاتب صحافية للجزيرة والاسوشيتد برس وغيرها من وسائل إعلامية، فسوت البرج خلال ثوان بالأرض وحولته ركاما في جريمة ترقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية، وذلك على مرأى المبعوث الأميركي هادي عمرو الذي وصل أمس إلى الأراضي المحتلة ليعاين هدنة طويلة الأمد، بحسب ما أعلنت متحدثة باسم الخارجية الأميركية. ومفاعيل زيارة المبعوث الأميركي لن تتظهر قبل اجتماع مجلس الأمن المرتقب غدا، حيث الأنظار ستتجه إلى الموقف الدولي وما إذا كان سيوجه الادانة لإسرائيل. ومهما كان الموقف في نيويورك، فإن الإدانات التي انهالت على العدو لم يشهد لها مثيل في تاريخ الصراع مع فلسطين، فما تشهده الأراضي المحتلة أكبر من انتفاضة ويلامس الثورة بالمستوى العسكري المتقدم وسلاح الموقف الموحد، فغزة تقاوم بالصواريخ والمسيرات وحمم الهاون، والضفة تساندها بالانتفاض ورفع الصوت، أما مدن وبلدات الداخل فتقدمت خطوط المواجهة الأمامية، وانضمت إليها أصوات من اليسار الإسرائيلي المساند للقضية. وما تبتغيه إسرائيل من حرب أهلية صار خلف التهديد لأن عربا ويهودا خرجوا متضامنين وحملوا لافتات تقول: نرفض أن نكون أعداء. وعلى مدى ستة أيام من الصمود استطاعت المقاومة الفلسطينية أن تستحصل على اعتراف وإقرار عالمي بأن الحق لا يسترجع بالتفاوض بل بالقوة وليس بالاستسلام، والتطبيع بل بإجبار الاحتلال على التفاوض من منطلق القوة وحتى بإجبار إسرائيل على العودة إلى المبادرة العربية. فلسطين تقول كلمتها وترسم خريطة طريقها نحو فجر ليس ببعيد، وإسرائيل تلفظ أنفاسها الأخيرة باعتراف إعلامها، والعالم للمرة الأولى يعترف بحق الفلسطينيين في العيش بأمن وكرامة، وإن ندد بصواريخ المقاومة والأهم من كل ذلك أن قلب فلسطين عاد ينبض من القدس ويضخ الدم المقاوم في كل الشرايين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

تم الكشف عن مانع الإعلانات

يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك حتى تتمكن من استخدام موقعنا.