OTV: الموقف الميثاقي المسيحي داخل الجلسة اثبت مرة جديدة فاعليته وجدواه

خمس ملاحظات أشارت إليها OTV حول كلمتي النائب جبران باسيل ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، وقالت في مقدمة النشرة: هنا منطق دولة، وهناك لا منطق ولا دولة. هنا كلام هادئ وهادف، كلام متماسك ميثاقيا ودستوريا ووطنيا وعمليا، وهناك كلمات انفعالية مفكَكة متناثِرة، لا رابطَ بينها سوى التخبط، واللاهدف، والنية المستمرة والواضحة والمكشوفة بعدم تشكيل حكومة، ولا تحرير التأليف من الاحتجاز والخطف. هنا كلمة لرجل دولة يريد حكومة، وهناك شيء آخر لا مفهوم ولا مبرر ولا مُقنِع، الا لمن لا يريد تشكيل حكومة ولا انتشال الدولة من لُجَة الغرق، التي دفعتها اليها دفعا خطايا السنوات الثلاثين الماضية. وامام هذين المشهدين المتناقضين في عناوين كثيرة، فيما اللقاء كان ولا يزال ممكنا إذا صُحح المسار، ملاحظاتٌ خمس:
الملاحظة الاولى ان رئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل عرض للواقع وازال كل العقبات ووضع خارطة حلول منها للتأليف ومنها لتصحيح الدستور والنظام كما توّجّه بدعوةٍ للحوار.
الملاحظة الثانية ان رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بدا وكأنه كان ينتظر كلمة نارية من باسيل فحضّر كلمته على هذا الاساس، ولم يعد قادرا على تعديلها بما يتماشى مع مقتضيات الجلسة، ولم تكن مقاربتُه لما طرح على قدر المسؤولية التي تتطلبها المرحلة.
الملاحظة الثالثة، ان رئيس مجلس النواب نبيه برّي، وللمرة الاولى منذ فترة طويلة، طلب التواصل مع باسيل، عسى ان يكون ذلك مؤشرَ خيرٍ للمستقبل.
الملاحظة الرابعة ان الموقف الميثاقي المسيحي داخل الجلسة اثبت مرة جديدة فاعليته وجدواه، بغض النظر عن الخلاف السياسي المستحكم والمنافسة المشروعة بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، وهو ما يشكل استمرارُه عند المحطات المفصلية، ولو بلا تنسيق او حتى تواصل، ضمانةً معينة لاحباط مساعي اعادة عقارب ساعة الشراكة الى الوراء.
اما الملاحظة الخامسة، فأن منطق المؤسسات يبقى الملاذ الاخير لفض اي نزاع، ومن هنا وجوب معالجة الثغرات الدستورية التي تقفل آفاق الحلول في محطات كثيرة بدل فتحها كما هي الحال في غالبية دساتير العالم.
وفي كل الاحوال، إذا كان لا بد من خلاصة لهذا اليوم، فلعل تغريدة المستشار السياسي والاعلامي لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون انطوان قسطنطين أبرز ما يَستخلص العبر، حيث اعتبر ان “رئيس الجمهورية لا يحتاج لبراءة ذمة، فالهروب الى الامام لا ينفع والسلبية نهج هدّام”. واضاف: “كنا اعتقدنا أنك اكتسبت الخبرة واتعظت بعد فشل، وتمرّست بالحكم في دولة تقوم على الميثاق والدستور، وانتظرنا طرحًا إيجابيًا، فاذا بنا للأسف امام رئيس حكومة مكلّف، لكنه بألف عقدة مكبّل”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

تم الكشف عن مانع الإعلانات

يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك حتى تتمكن من استخدام موقعنا.