LBC: مَن يحاسب من؟ وبموجِب اي قضاء؟ وحين تنام الملفات أو تتأخر، فأي عدالة تتحقق؟

أشارت LBC إلى أننا نطلق الصرخة تلو الصرخة لكننا نعرف انها ستكون صرخة في واد، وقالت في مقدمة نشرتها: من روايات البلد العجيب الغريب: “هناك من يشتري أدوية امراض سرطانية بآلاف الدولارات ويضعها في جيوبه ويغادر الى اقرب بلد: قبرص وتركيا وغيرهما، ويبيعها ويكسب آلاف الدولارات، واذا كُشف أمره يسجن 15 يوما!”. ومن الروايات ايضًا: “فاتورة الدواء لهذه السنة توازي فاتورة سنتين ونصف السنة، فاين يذهب الدواء؟ ومن الروايات: “على مدى ساعات من المناقشات لم نتمكن ان نعرف من يتحمل المسؤولية”. الروايات والاعترافات ليست من الخيال العلمي بل هي على لسان رئيس لجنة الصحة النيابية. إذًا، في الدواء ندور في حلقة مفرغة، في المواد الغذائية ندور في حلقة مفرغة، في المحروقات ندور في حلقة مفرغة، لماذا؟ لأنهم كلهم يهرِّبون، “وكلُّن يعني كلن”، الشركات والوكلاء في قطاعات الأدوية والمواد الغذائية والمحروقات. لا تضحكوا على الناس وتضعوا الحق على حامل شنطة أو غالون، فحين يكون التهريب بمليارات الدولارات فهذا يعني أن هناك “سكة تهريب” او منظومة تهريب أبطالها شركات ووكلاء الأدوية والمواد الغذائية والمحروقات، هؤلاء أقوى من الدولة، وعادة تكون المافيات أقوى من الدولة. لا تضيِّعوا الوقت كثيرًا في التفتيش عنهم وتسميتِهم، إنهم، في معظمهم، الجالسون في الإجتماعات حول الطاولات في وزارة المال أو وزارة الإقتصاد أو وزارة الصحة، داهموا مستودعاتِهم تعرفون حقيقتَهم، داهموا خزّاناتِهم تعرفون حقيقتهم، فتِّشوا في رفوف السوبرماركت تكتشفون اختفاء السلع المدعومة، مع العِلم الأكيد أن احترافهم التهريب جعلهم يهربون البضائع قبل أن تصل إلى المستودعات التي أصبح دهمها عملًا شبه فولكلوري، مع احترامنا للفولكلور. تريدون عملًا منتجًا داهموا البضائع في المرفأ لحظة دخولها، وهي ذاتها تُهرَّب من المرفأ، تعقبوا داتا اتصالاتهم فتكشفونهم: إنهم الذين تُحوَّل الأموال لهم إلى الخارج، إلى المصارف المراسلة، يشترون البضائع بالسعر المدعوم ويعيدون التصدير بالسعر الحقيقي للدولار. هذا الأخطبوط لديه عشرات الأرجل، مَن يجرؤ منكم على قطعها؟ أنتم متهمون، مثل المهربين، إذا لم تفعلوا. نطلق الصرخة تلو الصرخة لكننا نعرف انها ستكون صرخة في واد، تعرفون أننا نعرفكم أنكم عاجزون، فليس هناك أكثر عمى من الذي لا يريد أن يرى! ألم تروا شحنات التهريب من أدوية ومواد غذائية ومحروقات؟ منذ متى يحتاج الجرم المشهود إلى تدقيق؟ ربما لا تريدون أن تعترفوا أن بعض مَن في السلطة وفي الإدارة وفي الأجهزة متواطئ مع المافيات والمهربين، وعلى هذا المنوال سيستمر التهريب، ولذلك خففوا من اجتماعاتكم. شهر رمضان المبارك إنتهى، ولا حاجة إلى مسلسلاتكم التي تُعرَف حلقاتها الأخيرة من حلقاتها الأولى: تجتمعون، تبحثون، تصدرون بيانات، وبين الإجتماع والإجتماع تُهرَّب شحنة دواء أو مواد غذائية أو محروقات، وتطير معها عشرات الملايين من الدولارات، وهكذا دواليك. والسؤال، مَن يحاسب من؟ وبموجِب اي قضاء؟ وحين تنام الملفات أو تتأخر، فأي عدالة تتحقق؟ عيِّنة من هذه المعضلات في الهدر والفساد في كازينو لبنان، الملف مفتوح منذ عقد من الزمن فأين أصبح؟ قبل الدخول في هذه المغارة، نشير الى تطورين: الأول، وقتٌ إضافي لمحادثات فيينا من خلال إعطاء شهر إضافي لمراقبة الأنشطة النووية التي كانت تنتهي اليوم، فجرى التمديد حتى الرابع والعشرين من الشهر المقبل. والثاني زيارة لوزير الخارجية الاميركي الى المنطقة ومحطاته أربع: اسرائيل، الضفة، مصر، الأردن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

تم الكشف عن مانع الإعلانات

يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك حتى تتمكن من استخدام موقعنا.