الجديد: المحكمةَ الدّوليةَ في لاهاي ستشمَلُها الأزْمة

رأت الجديد أن الدواءُ السياسيّ فيخضعُه السادةُ السياسيونَ لجميعِ إشكالٍ الاحتكارِ والاحتجاز داخلَ العُلَبِ والقصور، وقالت في مقدمة النشرة: هو اليومُ الذي تتمنّى إسرائيلُ لو أنه مُلغىً عن خريطةِ الزمن، لكونِه صنفّها في عِدادِ الكِياناتِ التي جرَّت خيبتَها من أرضِ الجَنوب. هو الخامسُ والعِشرونَ مِن أيار، التوقيتُ المسمومُ للعدوّ والتاريخُ المكتوبُ بالدمِ للبنانيين. ومَن استعاد لحظةَ التحريرِ قبل واحدٍ وعشرينَ عامًا وقوافلَ القُرى العائدةِ إلى سيادةِ الوطن، كان مزهوًّا بأنه عايش يوماً يَختصِرُ النصر وعلى هذه الذكرى المحرّرة. فإنّ كلَّ شيءٍ آخرَ اليومَ دخلَ الاعتقالَ والزّنازينَ الإفراديةَ السياسيةَ وعصرَ الانهيار ومربّعَ التأهّبِ للمرحلةِ صِفر، ولمّا كان لبنانُ سيبدأُ نفقًا اقتصادياً مالياً مُظلماً ويستعدُّ لمواسمِ البِطاقةِ التمويليةِ وترشيدِ الدعم، فإنّ المحكمةَ الدّوليةَ في لاهاي ستشمَلُها الأزْمة، وبحَسَبِ معلوماتِ الجديد فإنّ بضعةَ ملايينِ يورو لا تزالُ في جَعبةِ ميزانيةِ المحكمةِ وفريقِ عملِها وهي تكفِي حتّى تموزَ المقبل، وبعد ذلك يُسدلُ الستارُ على ستةَ عَشَرَ عاماً مِن مملكةِ لاهاي المكلِفة، وتخضعُ العدالةُ الدُّوليةُ لرفعِ الدعمِ كحالِ اللبنانيين هو حكمٌ مبرم سيجعلُ قضاةَ لاهاي وموظفيها بلا عمل، مشرّدينَ على أبوابِ الدول، إلا إذا قرّرت حكومةُ تصريفِ الأعمال في لبنان شمولَهم بالتدابيرِ المحلية وإصدارَ بِطاقاتٍ تمويليةٍ لهم. أو إدراجَهم على مِنصةِ أكثرِ القضاةِ فَقراً، علماً أنّهم وعلى مدى سنواتِ الدعمِ باليورو تقاضَوا مبالغَ كانت تُصنّفُ بالخياليةِ لقاءَ قراراتٍ ظنيةٍ أصدروها “من الهواءِ الطلْق” ولم تَستندْ إلا إلى عاملِ الاتصالاتِ الذي كان قابلاً للخرق والبِطالةُ التي ستضرِبُ المحكمةَ، كان اللبنانيون سبّاقين فيها وقد صدرت في حقِّهم قراراتٌ ظنيةٌ اقتصاديةٌ معيشيةٌ جعلتهم بالأمسِ واليومَ رهائنَ وصفوفًا على محطاتِ البنزين التي تُقفلُ أبوابَها لمضاعفةِ أرباحِها. وبينما محطاتُ المحروقاتِ “تتسلبط” وتحرقُ نفسَ اللبنانيين، فإنّ مافيا شركاتِ الأدوية تلجأُ إلى البلطجةِ الدوائيةِ، إذ كشف وزيرُ الصحة حمد حسن للجديد أنَّ ما يقاربُ خمسينَ في المئة ِمن الأدويةِ المفقودةِ وُجدَت في مستودَعاتِ الشركات. أما الدواءُ السياسيّ فيخضعُه السادةُ السياسيونَ لجميعِ إشكالٍ الاحتكارِ والاحتجاز داخلَ العُلَبِ والقصور، ومِن علوٍ سياسيٍّ شاهقٍ يراقبُ المسؤولونَ المواطنَ اللبنانيّ وهو يتدحرجُ إلى قعرِه من دونِ أن يُبادرَ أحدٌ إلى التنازلِ والتخلّي عن “النَّرجسياتِ” السياسيةِ القاتلة. ولم يَحمِلْ نهارُ التحرير، أيَّ مبادرةٍ للتحرّر مِن العُقَد فيما حشَدت القواتُ والتيارُ طاقتَهما لطرحِ الاستقالةِ النيابيةِ والانتخاباتِ المبكرة، والطرفانِ المذكوران أنفسُهما لا يَعنيهما عشَرةُ مقاعدَ جُلُّها للمسيحيين أصابَها الشغور ولم يطالبا بانتخاباتٍ فَرعيةٍ لأنّ النتائجَ لن تكونَ في مصلحةِ القواتِ والتيار، وعلى الأرجح فإنّ الانتخاباتِ العامة برمتِها معرّضةٌ للفراغِ والشغورِ والاحتجاز، حالُها حالُ التأليف الذي بدأت بكركي تكرّرُ محاولاتِ انتشالِه من جمودِه. لكنّ محاولاتِ الكنيسة تستلزمُ أيضاً ليونةً وتنسيقا ًمن جانب رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، وقد وجهت بكركي رسالة الى رئيس الحكومة المكلف اليوم عبر الوزير السابق سجعان قزي بأنّ عليهِ البقاءَ في لبنانَ للانتهاءِ مِن حلِّ أزْمةِ التأليف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

تم الكشف عن مانع الإعلانات

يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك حتى تتمكن من استخدام موقعنا.