بشير الجميل

بشير الجميّل (10 نوفمبر 1947 – 14 سبتمبر 1982)، سياسي لبناني وقائد لحزب القوات اللبنانية. انتخب رئيسا للجمهورية اللبنانية ولكنه اغتيل قبل تسلمه المنصب.

حياته

هو الابن الأصغر للزعيم المسيحي بيار الجميل مؤسس ورئيس حزب الكتائب اللبنانية وأخ أمين الجميل. تلقى دروسه الجامعية بكلية الحقوق في جامعة القديس يوسف، ونال في عام 1971 شهادتين في الحقوق والعلوم السياسية. وفي عام 1972 سافر إلى الولايات المتحدة لمتابعة دراسته، إلا إنه قطعها وعاد في سبتمبر من العام تفسه، وفتح مكتبًا للمحاماة. إلا إنه أقفل المكتب مع بداية الحرب الأهلية وتفرغ للعمل العسكري. وتدرج في حزب الكتائب حتى أصبح قائده العسكري، ومن ثم أسس القوات اللبنانية وتولى قيادتها والتي كانت طرف أساسي في الحرب الأهلية اللبنانية.

دوره خلال الحرب الأهلية

في عام 1975 وفي بداية الحرب الأهلية اتهم بأنه المسؤول عن حادثة عين الرمانة.

في 7 يونيو 1978 وعلى إثر مقتل العضو في الكتائب “جود البايع” على يد قوات المردة قام بإرسال قواته لمدينة إهدن لاختطاف قائد ميليشيات المردة طوني فرنجية ابن الرئيس سليمان فرنجية وذلك لإجباره على تسليم المسؤولين عن مقتل العضو الكتائبي، إلا أن العملية انتهت بمقتل طوني وعائلته والمقاتلين التابعين له، وهي الواقعة التي سميت فيما بعد بمجزرة إهدن، وقد أنهى الرئيس سليمان فرنجية ارتباط المردة بالجبهة اللبنانية بعد مقتل ابنه. وفي ما بين يوليو وأكتوبر من عام 1978 قام الجيش السوري بمحاصرة بيروت الشرقية معقل القوات اللبنانية فيما سمي بحرب المئة يوم، وحدث خلال تلك الفترة قصف شديد لبيروت الشرقية ومنطقة الأشرفية، ولم تنته الاشتباكات إلا بعد وساطة عربية أدت إلى وقف إطلاق النار، وخرج من تلك الحرب وهو يعتبر نفسه منتصر. وفي عام 1980 أرسل قواته إلى الصفرة لقتال قائد ميليشيا نمور الأحرار الجناح العسكري لحزب الوطنيين الأحرار داني شمعون، وتم القضاء تمامًا على ميليشيا النمور فيما عرف باسم مجزرة الصفرا، وقد نجا داني وذهب ليعيش في بيروت الغربية التي كانت ذات أغلبية مسلمة، بينما أصبح هو بعد ذلك المسيطر الأوحد على القوات اللبنانية. وفي عام 1981 تصادمت سوريا مع القوات اللبنانية التي يقودها مرة أخرى بعد سيطرتها على مدينة زحلة، في تلك المعركة.

الغزو الإسرائيلي للبنان وانتخاب بشير

في 1982، غزت إسرائيل لبنان وكان وزير الدفاع الإسرائيلي أرييل شارون قد اجتمع ببشير قبل الغزو بشهور وأخبره بأن إسرائيل ستغزو لبنان لاجتثاث منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان وطردها إلى خارج البلاد. وأدى دعم إسرائيل للكتائب اللبنانية عسكريًا وسياسيًا، أدى إلى غضب العديد من المسيحيين والمسلمين اليساريين اللبنانيين.

اجتمع بشير بهاني الحسن (ممثل منظمة التحرير الفلسطينية) وأخبره بأن إسرائيل ستغزو لبنان من أجل أن تبيدهم ونصحهم أن يتركوا لبنان ويغادروا بسلام قبل فوات الأوان. غير أن هاني الحسن لم يرد على بشير.

غزت إسرائيل لبنان في آب/أغسطس 1982 وقامت بطرد منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان. وقتها، رشح الجميل نفسه لمنصب الرئاسة ودعمته الولايات المتحدة التي أرسلت قوات حفظ السلام للإشراف على انسحاب منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان. غير أن بشير طلب منهم البقاء لفترة أطول لحفظ الأمن في لبنان وإبقاءه مستقرًا حتى يمكن إعادة توحيده. غير أن طلبه رفض. في 23 آب/أغسطس، 1982، وبسبب كونه المرشح الوحيد لمنصب رئاسة الجمهورية اللبنانية، تم انتخاب الجميل.

في 1 أيلول/سبتمبر، 1982، قبل اغتياله بأسبوعين، وبعد انتخابه كرئيس بأسبوع، قابل الجميل رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن في نهاريا. أثناء الاجتماع، شكر بشير الإسرائيليين على دعمهم للقوات اللبنانية ووعدهم بتوقيع معاهدة سلام معهم فور تسلمه لمنصبه كرئيس. كما قيل لبشير أن قوات الدفاع الإسرائيلية ستبقى في جنوب لبنان إذا لم توقع معاهدة السلام غير أن بشير غضب وقال: “نحن لم نكافح لمدة سبع سنوات ونخسر الآلاف من جنودنا لتخليص لبنان من الجيش السوري ومنظمة التحرير الفلسطينية من أجل أن تأخذوا مكانهم”. انتهت مسألة التوقيع على معاهدة سلام بغضب كلا الجانبين بعد أن قال الجميل أنه لا يستطيع توقيع الاتفاقية إلا بإجماع وطني.

في 12 أيلول/سبتمبر، وفي محاولة لتصليح العلاقات، اجتمع أرييل شارون بالجميل سرًا في بكفيا. أثناء الاجتماع، وافق شارون على إعطاء الجميل وقتًا قبل التوقيع على معاهدة السلام. كما قرروا أن يشنوا هجومًا ضد القوات السورية في لبنان خلال 48 ساعة. قام الجيش اللبناني بتنفيذ الهجوم مدعوما من القوات الإسرائيلية. أما بالنسبة لموضوع انسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان، فقد وعد شارون الجميل أنهم سينسحبون وقتما يريد. غير أن الجميل قتل لاحقا.

وقته كرئيس منتخب

30 آب/أغسطس: ياسر عرفات يترك بيروت ويتجه إلى أثينا.

1 أيلول/سبتمبر: بشير الجميّل وإلياس سركيس يجتمعون مع وزير الدفاع الأمريكي كاسبر وينبيرغر.

2 أيلول/سبتمبر: افتتاح طريق سوديكو الذي كان يعتبر الخط الفاصل بين شرق وغرب بيروت.

4 أيلول/سبتمبر: الجيش اللبناني يدخل غرب بيروت للمرة الأولى منذ 1973.

9 أيلول/سبتمبر: الجيش اللبناني يدخل برج البراجنه وهو معسكر فلسطيني حظر منذ اتفاقية اتفاق القاهرة 1969 .

10 أيلول سبتمبر: قوات حفظ السلام الدولية تغادر لبنان بعد اكتمال مهمتها.

11 أيلول/سبتمبر: سوق بيروت الاقتصادية تستأنف نشاطاتها. بشير يلتقي برئيس الوزراء اللبناني الأسبق صائب سلام.

13 أيلول/سبتمبر: ميناء بيروت يستأنف نشاطه.

أثناء هذه ال21 يومًا، منع مقاتلو القوات اللبنانية من لبس ملابس جيشهم وأيضا من حمل السلاح في الشوارع حيث كان الجيش اللبناني هو القوة المسلحة الوحيدة في الشارع.

الاغتيال

في سبتمبر/أيلول، 1982، وبينما كان بشير يخطب في زملائه أعضاء الكتائب، انفجرت قنبلة في الساعة 4:10م مما أدى إلى مقتل بشير و26 سياسيًا آخر من الكتائب. في الصباح التالي، وعلى الرغم من انتشار إشاعات تفيد بنجاة بشير من الاغتيال، أكد رئيس الوزراء اللبناني شفيق الوزان أن بشير الجميّل قد قتل.

اتهم بالاغتيال حبيب الشرتوني وهو مسيحي ماروني وعضو في الحزب السوري القومي الاجتماعي وقد اعتُقِل بتهمة اغتيال الجميّل. استطاع الشرتوني تنفيذ عملية الاغتيال بسبب وجود شقة شقيقته في أعلى شقة بشير. وقبل اغتيال بشير بيوم، زار شقيقته وزرع القنبلة في شقتها ثم دعاها في اليوم التالي للخروج من الشقة. وعندما خرجت، قام بتفجير القنبلة على بعد بضعة أميال من البناية. وعندما عاد للاطمئنان على شقيقته، تم اعتقاله على الفور. لاحقًا، اعترف الشرتوني بأنه نفذ عملية الاغتيال لأن بشير الجميّل “باع لبنان إلى إسرائيل”. مما جعله بطلًا في أعين بعض اللبنانيين. سُجِن الشرتوني ل8 سنوات قبل أن تسيطر القوات السورية على لبنان في نهاية الحرب الأهلية وتحرره في 13 أكتوبر/تشرين الأول 1990.

أدان عملية الاغتيال العديد من الدول والمنظمات العالمية بضمن ذلك قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 520 وكذلك الرئيس الأمريكي رونالد ريغان الذي كان أحد مؤيدي الجميّل الأوفياء وقد قال عن الجميّل: “لقد جلب هذا الزعيم الشاب الأمل إلى لبنان”.

ظهرت نظريات مختلفة في قضية اغتيال الجميّل. وكانت الكثير من أصابع الاتهام قد أشارت إلى النظام السوري والرئيس السوري حافظ الأسد. غير أن هناك من يتهم إسرائيل بأنها هي من طلبت تنفيذ عميلة الاغتيال سرًا بعد أن أحسوا بأن بشير الجميّل كان سيؤخر عملية السلام بين لبنان وإسرائيل بسبب طلبه إجماع اللبنانيين والعرب على اتفاقية السلام.

انتخب بعده شقيقه أمين الجميل رئيساً للبنان وخدم في المنصب من عام 1982 وحتى 1988. اعتبر أمين الجميّل معتدلا أكثر من أخيه بشير. وبسبب استياء أتباع بشير من شقيقه أمين، أصبحت القوات اللبنانية حزبًا مستقلا عن الكتائب.

العائلة

أرملة بشير الجميّل: صولانج الجميل، تدير مؤسسة بشير الجميّل وهي مؤسسة سياسية ومعلوماتية. ابنة بشير الجميّل الأولى واسمها مايا، قتلت في 1980 وعمرها سنتان أثر تفجير بسيارة مفخخة كانت تستهدف الجميّل شخصيًا. لبشير الجميّل ابن وابنة على قيد الحياة هما يمنى ونديم الذي ولد قبل اغتيال الجميّل بشهور وهو ناشط سياسي وانتخب كعضو في البرلمان اللبناني عام 2009.

تكريم وتخليد الذكرى

نصب تذكاري لبشير الجميل في الأشرفية في بيروت.

كتب عنه

  • ضمير وتاريخ
  • بشير الجميل، تاريخ في رجل، جورج حايك
  • Words From Bachir – Understanding the Mind of the Founder of the Lebanese Forces
  • رجل النهضة

 

زر الذهاب إلى الأعلى

تم الكشف عن مانع الإعلانات

يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك حتى تتمكن من استخدام موقعنا.