الجديد: في الحكومة المحتجزة، “السيولة” غير متوافرة وليس هناك من حلول، حتى عبر كابيتال كونترول سياسي يجريه حزب الله والرئيس نبيه بري

أتت مقدمة نشرة الجديد على النحو الآتي: هو الرابع المدمر الذي يمر شهريا كضيف ويغادر تاركا أسئلته على أرض بيروت المحطمة من دون أن يحمل معه حقيقة الرابع من آب ورؤوسه المدبرة، وعلى مسافة شهرين من الذكرى السنوية الأولى لانفجار المرفأ رفع ذوو الشهداء والضحايا سقف المواجهة التي لم تبتعد عن بوابة المحقق العدلي نفسه فيما كان القاضي طارق البيطار يدلي بأول خيوط الجريمة فيستبعد فرضيات ويحصر أخرى. وقالت مصادر التحقيق للجديد إن البيطار لا يزال ينتظر جواب ثلاث عشرة دولة للحصول على صور الأقمار الصناعية، وهو تلقى أجوبة بعدم توافر أي صور من ثلاث دول بينها فرنسا. وقد استمع المحقق العدلي في الأيام السابقة إلى أحد الوزراء وبعض الشهود الأساسيين، وفي المدى المنظور ليس هناك من تخليات سبيل في هذا الملف. وبتخليات السبيل المالية بعد حجز مدبر، بدأت اليوم أولى المراسلات بين مصرف لبنان وجميعة المصارف للإفراج عن ثمانمئة دولار “مرقطة” بين الأخضر والعملة المحلية، وقرر المركزي إلزام المصارف دفع أربع مئة دولار إضافة الى ما يوازيها بالليرة اللبنانية للحسابات التي كانت قائمة في تشرين الأول ألفين وتسعة عشر وكما أصبحت هذه الحسابات في آذار ألفين وواحد وعشرين. وبعد أن أكدت المصارف عدم قدرتها على دفع أي دولار من العملات الصعبة، عادت وأصدرت ملحقا آخر ثمنت فيه عمل المركزي برئاسة الحاكم رياض سلامة في هذه المرحلة الحساسة جدا للحفاظ على الاستقرار النقدي والعمل على تسديد الجزء الأكبر من الودائع بالعملات الأجنبية للمودعين الصغار. وقال بيان جمعية المصارف إن الجمعية تبدي استعدادها الكامل لبحث مندرجات التعميم المزمع إصداره من قبل مصرف لبنان بإيجابية تامة لما فيه المصلحة العامة في المال المحجوز، وتبعا لحلقة الوئام بين المركزي والجمعية، فإن جزءا من مال الناس سيجري تحريكه بين دولار فرش ومنصة “صيرفة”. أما في الحكومة المحتجزة، فإن “السيولة” غير متوافرة وليس هناك من حلول، حتى عبر كابيتال كونترول سياسي يجريه حزب الله والرئيس نبيه بري، فالحاكم السياسي اتخذ قراره بإفلاس السلطة وانهيار العملة السياسية واقتطاع الودائع الوزارية، ويبدو أن رئيس الجمهورية يتحرك نحو إعلان “الفراغ” المقونن الذي يضع له مستشارون الأطر الدستورية. وهذه القنبلة الفراغية قد لا يستبعد معها أن يقيم الرئيس ميشال عون الحد مع حزب الله، الجهة الوحيدة القادرة اليوم على الضغط لإقناع التيار بترتيب الحلول، وسيجد عون أن الحزب يتحالف مع بري عليه وأنه يضيء “العشرة” لسعد الحريري في وجه العهد. واليوم يخوض الحزب حرب إقناع لتفتيت شروط عون باسيل، وإذا ما استمر حزب الله في الضغط على الرئيس لتأليف الحكومة ربما يقترب رئيس الجمهورية من إعلان الطلاق البائن مع حزب يعتقد أنه ضحى بعلاقاته بالمسحيين من أجل استمرار التحالف. لكن المرشح السابق ميشال عون لم تعد تسعفه الذاكرة وأغفل عن مرحلة انتظر فيها لبنان سنيتن ونصفا من الفراغ الرئاسي إلى أن جهز له حزب الله الكرسي الأول، والذي حوله بعد أكثر من خمس سنوات الى كرسي متحرك. وشبح الفراغ اليوم سيكون أهون على رئيسي جمهورية لبنان ميشال عون وجبران باسيل من رؤية شبح الرئيس الحريري في سدة الرئاسة الثالثة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

تم الكشف عن مانع الإعلانات

يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك حتى تتمكن من استخدام موقعنا.