“الجمهورية”: إتصالات ومشاورات في كل الإتجاهات وحديث عن حكومة هذا الأسبوع
قالت مصادر قريبة من سعد الحريري لـ”الجمهورية”، انّه خلافاً لما يُشاع، فإنّ الرجل ليس في وارد الاعتذار عن تشكيل الحكومة، وانه يعوّل على المساعي التي يبذلها رئيس مجلس النواب نبيه بري، والتي ستنشط اليوم، من اجل تذليل العقَِد التي تعترض ولادة الحكومة، خصوصاً لجهة تسمية الوزيرين المسيحيين، ومنح تكتل “لبنان القوي” برئاسة النائب جبران باسيل الثقة للحكومة.
واكّدت هذه المصادر، انّ الحكومة ستصدر مراسيمها هذا الاسبوع، وعلى الارجح بعد غد الاربعاء. وخصوصاً بعدما تبين للمعنيين انّ اعتذار الحريري سيزيد الاوضاع السياسية تعقيداً، وستنعكس سلباً على العلاقات بين مختلف القوى المعنية بالاستحقاق الحكومي، وكذلك سيزيد الازمة الاقتصادية والمالية تدهوراً.
وتعليقاً على محاولات دفع الحريري الى الاعتذار، قال بري لـ”الجمهورية”: “من هو البديل عنه؟ هل لديهم بديل مقنع وحقيقي قادر على مواجهة تداعيات الازمة الاقتصادية والاجتماعية ومخاطر الانهيار؟”.
ولفت بري الى “انّ مسألة تغيير الرئيس المكلّف هي أكثر تعقيداً مما يفترض البعض”، مضيفاً: “عليهم ان يقنعوني بالبديل، ويقنعوا أيضاً الأخ السيد حسن نصرالله والمجلس الشرعي الإسلامي والمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى ورئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط ورئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية ونائب رئيس المجلس ايلي الفرزلي”.
وأكّد بري انّ مبادرته ستستمر، مشدّداً على أنّ “لا خيار سواها. وبالتالي انا متمسك بها”.
ولكن في رواية أخرى، قالت مصادر مطلعة، انّه على مسافة أيام قليلة من الحديث عن إمكان اعتذار الحريري، فرملت أحداث ليل الجمعة ـ السبت ويوم السبت الخطوة من دون ان تلغيها. فبعد تمني بري بداية ليل الجمعة على الحريري تأجيل خطوته الحاسمة لثلاثة ايام، تلاحقت المواقف التي تناغمت مع هذه الرغبة من دون اي تنسيق مسبق.
وقالت هذه المصادر لـ”الجمهورية”، انّ ما شهده اجتماع المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وحضور الحريري، شكّل محطة إضافية لدعوة الحريري الى التريث في خطوة اعتذاره قبل الإعلان عن انتهاء مبادرة بري. فبعد ساعة ونصف الساعة على المناقشات التي تلت مداخلة الحريري، الذي استهل بها اللقاء بعد كلمة للمفتي دريان وشرحه للظروف التي املت مشاركة الحريري فيه شخصياً، انتهت الى فرملة خطوات الرئيس المكلّف من دون ان تلغيها نهائياً، وهو ما تجدّد في اللقاء الذي جمعه في “بيت الوسط” بعد ظهر اليوم عينه مع رؤساء الحكومات السابقين.
وفي معلومات “الجمهورية”، انّ الاتصالات لم تتوقف في الساعات الماضية بين “بيت الوسط” و”عين التينة”. ولا يُستبعد ان يُعقد اجتماع بين بري والحريري في الساعات المقبلة، يمكن ان يشكّل بوصلة المرحلة المقبلة، وخصوصاً انّ هناك من يتحدث عن سيناريو التزامن بين إعلان بري انتهاء مبادرته ويلاقيه الحريري باعتذاره في اول ترجمة لها.