الجديد: كان منتظراً أن يُقدِمَ الرئيس ُالمكلفُ على طرحِ تشكيلة ِالأربعةِ والعشرينَ وزيراً إلا إن بيتَ الوسط ظل صامتاً

جاءت مقدمة نشرة الجديد على النحو التالي: قبل أن تُعلِنَ مبادرةُ بري “رفعَ خراطيمِها” كان رئيسُ الجمهورية “يُحرِقُها بمازوتٍ دُستوري” ويُثبّتُ الوَكالةَ الحصريةَ لمرجِعيةِ التفاوض، ويَرمي من بعبدا أسيدَ التأليف في اتجاهِ عين التينة. وفي بيانٍ موجّهٍ بالحبرِ غيرِ السريّ إلى الرئيس نبيه بري، استساغ الرئيسُ عون تسميةَ رئيسِ المجلس “بالمرجِعيات”، رافضًا تدخّلَها في عمليةِ التأليف وتجاهلَها قصداً أو عفْواً ما نصَّ عليه الدستور من آلياتٍ تَنحصرُ في ضرورةِ الاتفاقِ بينَ رئيسِ الجُمهوريةِ ورئيس الحكومة المكلف. وقد جاء الردُّ على بعبدا من خلال بيانِ تكتّلِ لبنانَ القويّ نفسِه برئاسةِ جبران باسيل الذي أيّد مبادرةَ بري، واستغرب أن تُشَنَّ حمَلاتٌ على باسيل لتجاوبه واستقبالِه مبادرينَ حمَلوا إليه مطلبًا واضحاً بالمشاركةِ في الحكومةِ المرتقبةِ ومنحِها الثقة. فإما أنّ تكتّلَ جبران قد فَتح فَرعاً للهجوم “مِن قصرٍ إلى قصر” وإما أنّ رئيسَ الجُمهورية أوكلَ التفاوضَ الى رئيسِ التيار، والاثنان “دافنين الشيخ زينكي سوا”، وهي الفرضيةُ التي لا تَحمِلُ شكاً ولا جدالاً. أما الردُّ بالأسيدِ المضادّ فقد غلّفتْه عينُ التينة بالمصادر، وقالت لموقِعِ لبنانَ الكبيرِ الإلكترونيّ “إذا كانت سياسية لن نسكُتَ بعدَ اليوم هي المتّبعةَ والمعمّمةَ حالياً مِن قبلِ التيارِ الوطنيِّ الحرّ، فنحن نَرُد: لا نومَ بعدَ اليوم”، معتبرةً أنّ ما صدرَ عن بعبدا يشكّلُ إهانةً أخرى لموقِعِ رئاسةِ الجُمهورية. وعطفًا على مصادرِ عين التينة، فإن مصادرَ “خليل من اثنين” قالت للجديد إنّ “الإيجابيةَ المطلقة” التي يروّجُها باسيل لم تكن حاضرةً في اجتماعِ البياضة الشهير الذي شهِد على عملية “غشّ” في الامتحاناتِ الحكومية، بحيثُ وافق رئيسُ التيارِ على “قضمِ” الوِزاراتِ لمصلحتِه، لكنّه لم يُعطِ موافقتَه على أهمِّ مطلبَين وهما: منحُ الثقة وتسميةُ الوزيرينِ المسيحيَين. والى هنا توقّفت المساعي وظلّت المحطاتُ السياسيةُ في انتظارِ باسيل الذي “خزّن حقائبَه في المستودعات” وحَرَمَ السوقَ السياسيةَ الحلول. وبينما كان منتظراً أن يُقدِمَ الرئيس ُالمكلفُ بدورِه على طرحِ تشكيلة ِالأربعةِ والعشرينَ وزيراً والصعودِ بها الى شريكِه في التأليف، فإن بيتَ الوسط ظل صامتاً وأوكلَ الموقفَ الى نائبِ رئيسِ مجلس النواب ايلي الفرزلي قائلاً إنّ الرئيسَ الحريري في قِمةِ الإيجابية، فهل مِن مُجيب؟ ويبدو أنّ السؤاَل سيردّدُ وقعَ صداه، وهو كعُلَبِ الحليب التي خُبِّئت عامينِ قبل أن تُرمى في سوقٍ محترقة، وهو ايضاً كانتظارِ اللبنانيين الهالك على محطاتِ البنزين. والإذلالُ لا يقفُ هنا بل يمكنُه أن يدخُلَ بيوتَ الناسِ ويهدّدَهم في كرامتِهم ومصيرِهم، وهذهِ حالُ عائلة ياسمينة صبري، السيدة التي واجهت جبران باسيل على شاطئ البترون، فكان أن أُرغم والدُها على الاعتذار، إذ قالت ياسمينة إن والدَها تعرّضَ للتهديدِ ومحاولةٍ لإذلالِه وإنّ كلَّ ما قام به هو لحمايتها والحفاظِ على حياتها لأنها باتت عرضةُ للتهديد. وعلى هذه “المعايير” يعاملون الناس، ويديرون بلداً، ويَفرِضونَ تأليفَ حكومات. فإما تقودُ العصا السياسيةُ الى “الاعتذار” وإما “الضرب فالاعتذار”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

تم الكشف عن مانع الإعلانات

يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك حتى تتمكن من استخدام موقعنا.