NBN: عودوا إلى المبادرة، بادروا نحو الحل المطلوب

أتت مقدمة NBN على النحو التالي: في العهد القوي، الضَعفُ هو الحاكمُ الأول، ومؤسساتُ الدولة تتآكل. لا تَغييرَ ولا إصلاح بل فسادٌ ينخرُ كل شيء: من بواخر البحرِ المعتمةِ الى سدودُ البرِ القاحلة، وما بينها من صفقات بالتراضي. وطالما ان تعويمَ الجيوبِ ماشي، القاضي راضي. في جردةِ عهدٍ لم يبقى منه سوى 500 يوم، لم يتحقق شيء ولم يبق شيء. في عهد الجبلِ، باتَ اللبنانيُ في الدركِ الأسفل من الوادي، على الأرض يا حكم، و”يا هيك الحُكم يا بلا”. في عهدٍ كان يرفعُ شعاراتِ العون الرنانة، لا معينَ للبنانيين ولا من يحزنون. في الدستور تفسيراتٌ على مدْ عينك والنظر، ومخالفاتٌ لا سمْعَ فيها ولا بصر. في الليرة كان المثلُ يقول “معك ليرة بتسوى ليرة”، ثم طار الدولار الى خمسةَ عشر ألف ليرة. في القضاء شللٌ للعدالة، وباسم الشعبويةِ أحكامٌ ببهلوانيات عائلية، ومرسومُ تشكيلاتٍ غفا مَلْءَ جفونِه في الدرج، ويحيا (العدل أساس الملك). في الخدمة المدنية، لا مدنيةَ بل طائفيةٌ تخنقُ الكفاءاتِ من الفئة الرابعة وتزرع أحراجاً من الكيدية بلا اي إحراج تحت عنوان الحقوق. في الدبلوماسية، وفودٌ جرارة وطاقاتٌ اغترابية في سبيل الحاجات الانتخابية للمعجزةِ العائلية، وختامُها تأشيرةٌ مجانية لتخريب العلاقات بكلامٍ فوق العادة. في الكهرباء اللبنانيون ينتظرون وعد التيار ٢٤/٢٤ على ضوء الشمعة. في النفط، لا حدودَ بحريةَ ولا برية لحجمِ التجاوزات التي يتم التنقيبُ عنها في سبيل إظهار البطولات. في السلع، دعمٌ ثم احتكارْ ثم رفعُ دعمٍ ثم نارُ الأسعار. في رغيف الخبز، طُحن المواطن وخميرتُه بقراراتٍ لا تنتهي وسعرٍ لا يتوانى عن التوجه صعوداً. في طوابير المحطات، محروقاتٌ للكرامةِ والأعصابْ وذلٌ من فئة 98 أوكتان. في الاستشفاء، أبسطُ الحاجاتِ باتتْ مفقودةً وحتى البنجِ بات عملةً نادرة. في العسكر، أصبح الجيش ينتظر العون من هنا وهناك ليبقى عموداً فِقَرياً قادراً على الوقوف كسند للوطن. في الحكومة، قالوا حكومة العهد الأولى بعد الانتخابات، ومازال المواطن ينتظر الحكومة. وفيما الوطن يغرقُ في بحر من الأزمات، لا يتوانى العهد عن توجيه رسائلَ من تحت الماء إلى مجلس النواب حيث سمع ثلاثاً الجواب. باختصار، وُعِدنا بجهنمْ، ولم يصدْقوا حتى في وعدهم هذا، فلقد أوصلونا الى مرحلة بِئسَ المصير. ولكن كلمة حقٍ تقال للتاريخ، إن العهد نجح فقط في ثلاثة أمور: بسط سيطرة السوق السوداء، تجويع الناس وترجيح كفة ميزان مدفوعات الكفاءات والشباب إلى الهجرة قسراً. أيها العهدُ القوي، أين القوة، أين العهد، أين القسم، نحلِف بالله العظيم إن ظَهْرَ الوطن انقصم، ويقولون في آخر الخطاب “يا شعب لبنانَ العظيم عِشتم وعاش الوطن”. نعم عاش حتى الآن، ولكن من قلة الموت. عودوا إلى المبادرة، بادروا نحو الحل المطلوب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

تم الكشف عن مانع الإعلانات

يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك حتى تتمكن من استخدام موقعنا.