OTV: كلُّ لبنانَ اليوم في معركة وجود

أتت مقدمة OTV على الشكل الآتي: كلُّ لبنانَ اليوم في معركة وجود. معركة وجود أولى في السياسة، لكلِّ مكوِّنات الوطن، التي لا يقبلُ أيٌّ منها أن تستثمر قوى سياسية معروفة بالطائفية والمذهبية، لضرب الميثاق بما يعنيه من مناصفة وشراكة. فجميع اللبنانيين، من كل الطوائف والمذاهب والمناطق يرفضون التخلي عن صيغة التنوع، التي تشكل نموذجاً فريداً في العالم أجمع، فلبنان في الأساس هو فكرة العيش معاً، وهو الرسالة الأكبر من الوطن، كما قال البابا القديس يوحنا بولس الثاني. أما معركة الوجود الثانية، فمعركة وجود العدالة. ومن شروط العدالة، أن تساوي بين الجميع، وأن تطبَّق على الجميع. فمحاربة الفساد مثلاً لا ينبغي أن تستثني أحداً، لا الكبير والصغير من المرتكبين، والتدقيق الجنائي لا يمكن أن يكون احتمالاً بل واقع، وقوانينُ الإصلاح وإجراءاتُه ممنوع أن تكون اختيارية، أو مشوبة بعيب الاستنساب. أما ثالث معارك الوجود، فمعركة وجود معيشية. جبهاتها الغذاء والدواء والوقود، وسلاحها ارتفاع سعر صرف الدولار واحتجاز الأموال، والتأخير في اقرار القوانين الضرورية في مثل هذه الحال، كالكابيتال كونترول والبطاقة التمويلية مع ترشيد الدعم. وفي هذه المعركة الاخيرة، المطلوب أمران: حقيقة وجرأة. قولوا الحقيقة للناس مهما كانت صعبة. وبعد قول الحقيقة، تمتعوا بجرأة الإقدام على اتخاذ الخطوات الضرورية، التي لا مفرَّ منها على المدى المتوسط والبعيد. فسياسية الهرب المستمر من مواجهة الحقائق، وتقاذف المشكلات، هي التي أوصلتنا إلى هنا. وفي كل معركة، هناك احتمال خسارة، واحتمال ربح. أما المعركة الوحيدة التي لا ربح فيها، فهي التي لا تخاض. لكن مقومات ربح المعارك الوطنية في لبنان كثيرة، منها إرادة الشعب بالحياة، ومنها ايضاً رفض التعميم ومعاملة المسؤولين الفاسدين وأولئك الذين يحاربون الفساد بالمثل، ومنها قبل كل شيء، أن المسألة باتت ترقى الى مستوى الحياة أو الموت للوطن والإنسان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

تم الكشف عن مانع الإعلانات

يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك حتى تتمكن من استخدام موقعنا.