OTV: من الواضح ان الامور تتحرك جدياً. ولكن في اي اتجاه؟
بعد بيان سفارتي الولايات المتحدة وفرنسا، سألت OTV هل من اشارة اوضح الى انّ كل اتهامات التعطيل التي وُجِّهت ضد رئيس الجمهورية واستهدفت رئيس التيار الوطني الحر خلال الاشهر الماضية لم تكن سوى تعمية على السبب الفعلي لعدم التأليف؟ وقالت في مقدمة النشرة: هل من تعبير أبلغ من زيارة السفيرتين الأميركية والفرنسية للسعودية، والتي أَعلن عنها بيانان متزامنان للسفارتين في بيروت، وبعد لقاء ايطاليا بين وزراء خارجية البلدان الثلاثة، لفهم السبب الحقيقي لعدم إقدام سعد الحريري حتى الآن على السير بالتشكيل؟ وهل من اشارة اوضح الى انّ كل اتهامات التعطيل التي وُجِّهت ضد رئيس الجمهورية واستهدفت رئيس التيار الوطني الحر خلال الاشهر الماضية لم تكن سوى تعمية على السبب الفعلي لعدم التأليف؟ وهل من يشك بعد اليوم ان سبب التردد في تشكيل الحكومة، وابتداع المطالب غير الدستورية والمخالفة للميثاق ولمبدأ وحدة المعايير، مع العلم المسبق بأنها لا يمكن أن تمر، لم يكن أكثر من ذريعة للتأجيل والهرب الى الامام، لعلَّ وعسى؟ في كل الاحوال، لا تقع الملامة في تأخير التأليف طبعاً على أي دولة في العالم، بل نتحملها نحن كلبنانيين. فمن حق جميع الدول ان تتخذ مواقفها وقف ما تراه مناسباً، أما اللوم فعلى من أسَرَ بلادَه وشعبَه لأشهر، فيما الانهيار حاصل، والتدهور مستمر، والخطر الداهم دفع برئيس حكومة تصريف الاعمال امس الى التحذير من انفجار مجتمعي خلال ايام. “عجِّل بتأليف الحكومة مع رئيس الجمهورية وفق روح الدستور”، رسالة صريحة من البطريرك الماروني العائد من روما الى الرئيس سعد الحريري. وكلام البطريرك هو لسان حال الناس: فالهدف ليس اعتذار الحريري، بل تأليفُ حكومة وفق الاصول الميثاقية والدستورية، على ان تكون قادرة بتركيبتها وكفاءة وزرائها على انتشال لبنان من مستنقع السنوات الثلاثين. وتكتل لبنان القوي بالذات كان جدد أمس دعوته الى الرئيس الحريري الى الاسراع في تأليف الحكومة برئاسته، مؤكداً في الوقت نفسه استعداده لتقديم كل دعم ممكن للحكومة العتيدة في الاصلاحات التي تنوي القيام بها. وفي انتظار ما ستحمله الايام المقبلة الحاسمة في توضيح صورة المشهد الحكومي كما أعلن السيد حسن نصرالله، “سوف تواصل السفيرة دوروثي شيا العمل على تطوير الاستراتيجية الدبلوماسية الاميركية-الفرنسية-السعودية، التي تركز على تشكيل حكومة وحتمية إجراء الإصلاحات العاجلة والأساسية التي يحتاجها لبنان بشدة”. هذا ما ورد حرفياً في بيان صادر عن السفارة الاميركية، أعلن توجه شيا الى السعودية برفقة نظيرتها الفرنسية آن غريو، التي ستشرح بدورها وفق بيان صدر تزامناً عن السفارة الفرنسية، “بأنه من الملحّ أن يشكلّ المسؤولون اللبنانيون حكومةً فعالة وذات مصداقية تعمل بهدف تحقيق الإصلاحات الضرورية لمصلحة لبنان، وفقاً لتطلّعات الشعب اللبناني”. وستعرب غريو مع نظيرتها الأميركية وفق البيان “عن رغبة فرنسا والولايات المتحدة في العمل مع شركائهما الإقليميين والدوليين للضغط على المسؤولين عن التعطيل”. في الخلاصة، وفي ضوء وصول بيار دوكان الى بيروت اليوم، من الواضح ان الامور تتحرك جدياً. ولكن في اي اتجاه؟ قد يكون من المبكر تقديم الاجوبة على هذا السؤال، الذي تتوقف عليه حياة وطن ومواطنين.