MTV: لماذا تصرف الرئيس الحريري بهذا الاسلوب المتضمن الكثير من التحدي؟ فتشوا عن الرئيس بري وتعليماته

طرحت MTV سلسلة أسئلة حول اجتماع بعبدا ومنها ماذا سيحصل اذا لم تنجز رئاسة الجمهورية الدراسة قبل ظهر غد كما طلب الحريري؟ وقالت في مقدمة نشرتها: وفي اللقاء التاسع عشر دقّت ساعة الحقيقة. اللعبة استنفذت، الوضع الاقتصادي والاجتماعي بلغ مرحلة الاهتراء، الدولة تتحلل فيما الضغط العربي والدولي يزداد، اذاً لم يكن امام الحريري سوى تقديم تشكيلة كاملة لرئيس الجمهورية راميا الكرة في ملعب بعبدا. اللقاء المنتظر للرجلين منذ حوالي 4 اشهر دام اقل من نصف ساعة، ما اوحى بانه لا يمكن ان يحقق نتيجة. زاد الأمر تأكيداً ان الحريري دخل متجهم الوجه وخرج متجهما اكثر، لم يرد على اسئلة الصحافيين بل ارتجل كلمة اعطى فيها مهلة 24 ساعة لرئيس الجمهورية كي يوافق او يرفض على التشكيلة. في الشكل انه امر لم يحصل مثله في تاريخ الجمهورية، اذ ما هكذا تشكل الحكومات. فالتشكيل الواقعي الحقيقي يفترض قيام حوار وتشاور بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، لا رمي تشكيلة من 24 وزير واعطائه مهلة 24 ساعة وانتظار جواب. لماذا تصرف الرئيس الحريري بهذا الاسلوب المتضمن الكثير من التحدي؟ فتشوا عن الرئيس بري وتعليماته، بل فتشوا عن استخدامه سعد الحريري متراسا اماميا لتصفية حساباته مع العهد ومع جبران باسيل. فهل هكذا يتصرف رجال الدولة يا حضرة رئيس الحكومة المكلف؟ وكيف تحلل لنفسك ان تحول عملية التأليف متنفسا للحسابات الشخصية وساحة لتصفية الحسابات السياسية؟ في المقابل بعبدا تعاطت بعقل بارد مع الواقع، فبعد مغادرة الرئيس الحريري التقى رئيس الجمهورية الصحافيين ودردش معهم ورد مازحا على اعطائه مهلة وقال “الحريري بيأمر”. ولم يطل الوقت حتى صدر بيان عن القصر جاء فيه ان عون ابلغ الحريري ان التشكيلة المقترحة ستكون موضع بحث ودراسة وتشاور. فماذا سيحصل اذا لم تنجز رئاسة الجمهورية الدراسة قبل ظهر غد كما طلب الحريري؟ علما ان الحريري حدد موعد اطلالته التلفزيونية غدا مساء، ما يعني انه اعد سيناريو متكاملا لخروجه وانه يريدها ان تكون استعراضية شعبوية وان تظهره بصورة البطل بعدما ماطل وسوّف حوالي تسعة اشهر. في المحصلة، على الارجح ان الحكومة المنتظرة لن تولد، والاعتذار آت غداً، فاستعدوا لمرحلة ما بعد الحريري “ليُبنى على الشيء مقتضاه”، وهي العبارة التي وردت في كلام الحريري وبيان بعبدا. فهل اصبحنا في جمهورية “ليُبنى على الشيء مقتضاه”؟