تجربة جديدة تناسب الأزواج بدرجة الأعمال على متن الطائرات
يسعى قطاع الطيران إلى استقطاب المسافرين بهدف الترفيه لسد الفراغ الناجم عن إجراء المزيد من المؤتمرات واجتماعات العمل عبر الفيديو، خاصة في ظل انخفاض عدد المسافرين من رجال الأعمال.
وتأمل شركات الطيران بأن يجلب المزيد من المسافرين من رجال الأعمال شركائهم من أجل السفر “المختلط” أو العمل مع الترفيه.
ورغم ذلك، صُممت غالبية مقصورات درجة رجال الأعمال بهدف توفير الخصوصية، بدلاً من التمكن من الاختلاط بشركاء الرحلة.
وتقترح العديد من التصميمات الجديدة تحويل مقعدي درجة الأعمال إلى سرير مزدوج يناسب الأزواج بشكل أفضل.
ويوضح دانيال بارون، مصمم مقصورات الطائرات والمدير الإداري لشركة تصميم الخطوط الجوية “LIFT Aero Design”، ومقرها في طوكيو، أنّ “جائحة كوفيد-19 كانت بمثابة زر إعادة تشغيل ملحمي”، مضيفًا أنها “غيّرت أولويات العديد من المسافرين”.
ويتوق المزيد من المسافرين الآن لتجارب ربما بدت أقل أهمية قبل أن ينقلب العالم رأسًا على عقب.
ويشرح بارون: “إنهم يريدون وتيرة أبطأ قليلاً، مع وسائل الراحة على طول الرحلة، وتجارب ذات مغزى”، مضيفًا: “هذا هو الحال بالنسبة للمسافرين من رجال الأعمال. نعم، لا تزال الحياة المهنية مهمة، ولكن لا داعي للتضحية بالوقت مع أحبائهم. الاتجاه لخلط الأعمال مع الترفيه يفسح المجال لزيادة الطلب على فئة الترفيه الممتازة”.
وفي الدرجة الأولى الدولية فائقة الفخامة، كانت الأسرّة المزدوجة هي القاعدة منذ منتصف العقد الأول من القرن الحالي، وربما كان أشهرها الدرجة الأولى على متن إيرباص A380 التابعة للخطوط الجوية السنغافورية، ولاحقًا جناح “Residence” الخاص بطيران الاتحاد والذي يتكونّ من غرفة نوم واحدة، مع سرير مزدوج صغير في غرفة خاصة.
ويقول بارون: “تقليديًا في درجة الأعمال، كان هناك توقع بوجود مساند ذراع واسعة وثابتة على جانبي المسافر، مع مساحات تخزين متعددة، بينما ارتبطت الفواصل الكبيرة المنقولة بالدرجة الأولى، وليس درجة الأعمال”.
وقد تحول الاتجاه في درجة الأعمال من “منح الخصوصية الكاملة ” إلى “منح خيارات”.
الأسرة في درجة الأعمال
ويتمثل سحر التجربة بتحويل جناح تحيط به جدران كاملة إلى سرير مزدوج في مركزين: الأول، القسم الأوسط من المقاعد بين ممري الطائرات ذات الجسم العريض، والثاني، الفاصل الأوسط بين المقعدين المتميزين في ذلك القسم الأوسط.
وفي الممارسة العملية، يقوم مضيفو الرحلة بسحب الجدار إلى ما دون مستوى السرير، وإضافة وسادة وبياضات، ليصبح لديك سرير مزدوج في الدرجة الأولى.
والآن، يأتي السرير المزدوج لدرجة الأعمال، رغم أن التصميم واللوجستيات يصبحان أكثر تعقيدًا لأن الركّاب لديهم مساحة أقل من المساحة المتوفرة في الدرجة الأولى.
وهناك عدد قليل جدًا من شركات الطيران التي تفرض رسومًا إضافية على الأزواج لاختيار السرير المزدوج على مقاعد درجة الأعمال العادية.
وتبلغ أسعار التذاكر في درجة الأعمال هذه الأيام حوالي أربعة إلى ستة أضعاف سعر الدرجة السياحية.
ويتداخل النوع الحديث من مقاعد درجة الأعمال بذكاء مع الراكب الأمامي لتوفير وصول مباشر إلى الممر لكل راكب من دون الحاجة إلى مساحة الدرجة الأولى.
وتقدم الخطوط الجوية السنغافورية خيار سرير مزدوج على المقاعد على متن أسطولها من طراز إيرباص A380 المعاد تجهيزه بالكامل.
وجميع مقاعد الوسط في هذا التصميم لديها خيار إسقاط الحاجز بقدر ارتفاع الخصر، لكن مقاعد الصف الأمامي في كل قسم تُعد الأفضل.
وتقدم الخطوط الجوية القطرية أسرّة مزدوجة كجزء من أجنحتها المسماة QSuite، والمتوفرة على متن بعض طائراتها من طراز بوينغ 777 وإيرباص A350، حيث تبتعد المقاعد في الأقسام الوسطى من كونها بجوار بعضها البعض في المنتصف في صف واحد إلى أخرى تتواجد بجوار الممر في صف آخر.
وتشير شركات الطيران وركاب درجة الأعمال إلى وصف تخطيط المقاعد هذا بأنه “شهر العسل/ الطلاق”.
ومع ذلك، إذا نظرت إلى خريطة المقاعد، ستدرك بسرعة أن مقاعد “شهر العسل” هذه لا يمكن أن تشكل سوى ربع المقاعد في المقصورة، وغالبًا لا يكون هذا كافيًا لشركة طيران تتطلع إلى تعزيز سوق الترفيه الممتاز.
وتوفر أجنحة رجال الأعمال التابعة للخطوط الجوية القطرية على طائراتها من طراز بوينع 787 نوعًا مختلفًا من المقاعد، حيث تميل الأقسام المركزية بزاوية نحو الممر.
وهذا يعني أن الركاب يجلسون كتفًا إلى كتف بينهم الفاصل الأوسط.
وتركز شركات الطيران والشركات المصنعة للمقاعد على هذا النوع من الأسرّة المزدوجة في درجة الأعمال عندما يختارون ويصنعون مقاعد جديدة.
وهناك المزيد في المستقبل، وفقًا لما يذكره دانييل بارون من شركة LIFT Aero Design، قائلًا: “المرحلة التالية بالتأكيد تشمل تصميم أجنحة شهر العسل على متن طائرات ضيقة البدن لمسافات طويلة”.
