دعاوى قضائيّة جزائيّة بحقّ المطران بيتر كرم في لبنان وروما

مؤتمر صحافيّ للأب المؤسّس وسام معلوف نهار الأربعاء 23/11/2022

“لا أحد ينتزع منّي حياتي بل أنا أهبها” يو 10/18

 

– تعريف جماعة رسالة حياة

هي جماعة رهبانيّة مارونيّة ذات حقّ بطريركيّ تأسّست سنة 1999 بمبادرة من مؤسّسها الأب وسام معلوف، تعنى بالعناية بالأشدّ فقراً، لها عدّة أديار وبيوت للرسالة في لبنان، منها مستشفى العناية الإلهيّة للعناية الملطّفة ومرافقة المرضى في آخر مرحلة من حياتهم في أدما، ودير الحياة الجديدة الذي كان يستقبل المسنّين والشبيبة والأولاد والرضّع. كلّ ذلك بطريقة مجانيّة وباتّكال كلّي على العناية الإلهيّة التي كانت تضع على دربنا الأشخاص المناسبين وفي الوقت المناسب لمساعدتنا على تأمين إحتياجات الرسالة. إنتشرت الجماعة في خمسة بلدان حول العالم وأصبح هنالك متطوّعون لدعم الجماعة خارج لبنان.

2– لمحة تاريخيّة عن أصل المشكلة

بدأت المشكلة في 6/12/2019، على خلفيّة تقرير صحفيّ يتناول مشكلة التبنّي والأطفال الرضّع، وساق إتّهامات مغرضة بحقّ جماعة رسالة حياة تناولت تجارة الأعضاء، وسوء تغذية طال من يعتني بهم الإخوة والأخوات داخل بيوت الإستقبال. وبعد مدٍ وجزر، تبلَغنا، من حضرة القاضي المدنيّ الرئيس نقولا منصور، التبرئة من كلّ التهم التي سيقت ضدّ جماعة “رسالة حياة” بتاريخ 19/10/2021. في حينها اكتشفتُ أنّ الولد الذي تمّت المطالبة به لعائلة أخرى غير العائلة التي بدأت معه المشوار منذ أكثر من أربعة أشهر، هي عائلة “كرم”، وتخصّ تحديداً المطران بيتر كرم، لجهة صلة القربى الوثيقة به.

واجَهتُ المطران كرم بموضوع التبنّي، وجاء الردّ على المواجهة كارثيّاً، كما واجهتُه بموضوع الأخ الذي قرّر سيادة المطران بيتر كرم فصله نهائيّاً عن الرهبنة من دون أيّ محاكمة، سوى اعتماد ورود شكاوى ضدّه، وذلك لأنّ قرار الفصل يعود إلى مجمع عقيدة الإيمان صاحب الصلاحيّة. إنفجر المطران بيتر كرم غضباً بوجهي بشكل مخيف، وأصبح الحقد هو سيّد الموقف. وبعد أسبوعين فقط نُسِجَ ملفٌّ ضدّي، وبدأت بعد ذلك مسيرة التضليل المفبركة، والتجنّي الظالم، وكلّ ذلك بتحريض ومتابعة حثيثة من قِبَل المطران بيتر كرم وبعض الإخوة والأخوات الذين استفادوا من هذا الوضع لمصالحهم الشخصيّة.

بدأ المطران بيتر كرم تحقيقاته من دون أيّ مرسوم يحدّد له صلاحيّته، أي بدون محكمة، وبدون محاضر وتوقيع محاضر، وبدون أيّ إمكانيّة تسمح لي بالدفاع عن نفسي وهو حقٌّ قانونيّ لي، فجهّز الملفّ بفترة زمنيّة قياسيّة. واجهنا بالطرق القانونيّة، واعترضنا على كلّ هذا المسار غير القانونيّ. توجّهوا بعدها إلى مجمع عقيدة الإيمان الذي ردّ كلّ الإتّهامات التي سيقت ضدّي، وذلك خلال 25 يوماً فقط. لكنّهم لم يقفوا عند هذا الحدّ، بل حوّلوا الملفّ من جديد إلى السلطة الكنسيّة المحليّة في لبنان التي عادت وشكّلت محكمة إداريّة جديدة، وكانت هذه المرّة الرابعة التي تتمّ فيها دراسة الملفّ ومن قِبَل أربع جهّات مختلفة، وهذا ما لا يمكن تصوّره على الصعيد القانونيّ.

هذه المحكمة استندت بالكامل إلى تحقيقات المطران بيتر كرم، ورفَضَت استلام ملفّ الدفاع من قِبَلنا، وأصدَرَت قرارات تتخطّى صلاحيّتها بتوقيفي النهائيّ عن الكهنوت وإبعادي عن الرهبنة. ولم تسلّمنا القرار خطّياً بل شفهيّاً، وهذا بمنتهى التعدّي على الحقوق وانتهاك صارخ لكلّ القوانين والأعراف الكنسيّة.

إعترضنا لدى المجمع الشرقيّ على القرار الشفهيّ غير القانونيّ، وكنّا ننتظر من المجمع الشرقيّ أن يردّه ويطلب من المحكمة المحليّة تسليمنا قراراً خطّياً وقانونيّاً.

إلّا أنّ المجمع سار في القضيّة واستند فيها إلى تحقيقات المطران بيتر كرم بالكامل. لكنّ المفاجأة كانت بأنّه تمّ قطع الطريق علينا لعدم الإستئناف أمام محكمة التوقيع الرسوليّ. ورغم ذلك، صدر قرار عن قداسة البابا فرنسيس بعد مقابلة مع رئيس المجمع الشرقيّ، نيافة الكاردينال ليوناردو ساندري في 5/8/2022، كسر فيه القرار الصادر عن المحكمة الإداريّة في لبنان، وثبّت كهنوتي وتكرّسي في الجماعة. إلّا أنّه وضَعَ قيوداً على الرسالة والإقامة في الثلاث سنوات المقبلة من دون أن يمنع أيّ أمر عنّي، وذلك من أجل الضغط عليّ للتنازل عن الجمعيّة ولعدم السير بالشكوى المرفوعة ضدّ المطران بيتر كرم في روما ولبنان. يتبيّن من كلّ هذا المسار المجحف، بأنّ المطران بيتر كرم هو الخصم والحكم، هو الذي حقّق رغم الخلاف الشخصيّ معي، وهو الذي تابع كلّ تفاصيل الملفّ حتى بعد إنشاء محكمة إداريّة جديدة في لبنان، وهذه مخالفة فاضحة للقوانين، وغيض من فيض مخالفات وانتهاكات ارتُكِبَت في هذا الملفّ الحسّاس.

ما شكّل صدمةً بالنسبة لي وقد تخطّى كلّ القوانين والصلاحيّات هو التالي:

أنّ كلّ القرارات الصادرة بحقّي تؤكّد برائتي، وهذا ليس بالكلام بل بالوثائق والمستندات المُرسَلَة من قِبَل الكنيسة نفسها والقضاء اللبنانيّ وهذا ما فنّدته بالتفصيل خلال المؤتمر الصحافيّ الذي انعقد بتاريخ 23/11/2022، سواء أكان من مجمع عقيدة الإيمان أو من قِبَل قداسة البابا فرنسيس الذي ثبَّتَ كهنوتي وأكَّد على إبقائي راهباً في جماعتي.

لقد عملنا بسهر وحبّ إلى جانب الفقراء والشبيبة بمجانيّة مطلقة وشفافيّة، وتاريخُنا يشهد على ذلك. أصبح لدينا أديار وبيوت للرسالة، وانتشرنا في خمس بلدان من حول العالم. وكَثُرَت الدعوات، وكبُرت الجماعة وأصبحت رمزاً للعمل مع الفقراء والنضال ضدّ الفساد، ووجهاً مشرقاً جديداً في قلب الكنيسة، لذلك كان لا بدّ من إسكاتها، وإطفاء شعلتها. في أقلّ من ستّة أشهر تمّ إلحاق ضررٍ كبيرٍ بالجماعة، وإفراغ أديرتها وتشريد المسنّين والشبيبة والأولاد…، ما يدفعنا في النهاية إلى القول: بئسَ الزمن الذي أصبح فيه الفاسدُ يحارب أصحابَ المشاريع النقيّة والنزيهة لتغطية فساده.

وعليه، وأمام كلّ هذا المسار الذي سلكته القضيّة، ورفضاً للظلم والدخول في مساوماتٍ والتواطؤ مع بعض الأشخاص من أصحاب السلطة والنفوذ، الذين يريدون التعاطي مع الملفّ بطريقة غير قانونيّة وبعيدة عن الروح الإنجيليّة، ورغبةً منّي بأن أبقى منسجماً مع ذاتي، وجّهتُ رسالةً إلى قداسة البابا فرنسيس في 15/11/2022 من خلال المجمع الشرقيّ، أطلب فيها تعليق كهنوتي ونذوري، كي لا أتحوّل إلى شاهد زور من خلال كهنوتي وتكرّسي. تجدون ربطاً نصَّ الرسالة.

وأخيراً وبعد أن تمّ ضربُ الجماعة ووضع اليد على ممتلكاتها وجميع مقدّراتها، حان الوقت للإستيلاء على جمعيّة “رسالة حياة” المدنيّة، من هنا سعى المطران بيتر كرم إلى تحريض بعض الإخوة والأخوات على التقدّم بشكاوى جزائيّة ضدّي شخصيّاً وضدّ مجموعة من الإخوة والأخوات ممَّن عارضوا نهجَهُ، وذلك بهدف خلق نزاع داخل الجمعيّة، القصد منه الإنقلاب على الهيئة التنفيذيّة المُنتخَبة شرعاً، بهدف وضع اليد على أموال الجمعيّة وممتلكاتها. لكنّ الرياح سَرَت بما لا تشتهيه سفنُ المطران بيتر كرم إذ تمّت تبرئتي من تلك الدعاوى الجزائيّة بقرار أصدره القاضي المدنيّ الرئيس نقولا منصور بتاريخ 2/8/2022.

كلّ ذلك أدّى إلى رفع دعاوى جزائيّة ضدّ المطران بيتر كرم في لبنان وروما. لقد طالبنا ولا زلنا نطالب باستكمال مسار الدعاوى من خلال محاكم نزيهة مستقلّة غير خاضعة لأيّة ضغوطات، ولن نقبل بضبضبة الملفّ والتعتيم عليه، وإلّا سنضطرّ لرفع الدعاوى أمام محاكم دوليّة تُعنى بحقوق الإنسان.

في الختام، أتوجّه بنداء إلى إخوتي الكهنة والمكرّسين الذين يعانون من الظلم بأيّ طريقة كانت:

كفى لاهوتَ التخويف والخنوع، وليكن لديكم الجرأة في مواجهة الظلم، والحوار الصادق والشفّاف مع السلطة بعيداً من أيّ خبث! ما تقولونه أنتم في الخفاء أقوله أنا اليوم بصوتٍ عالٍ، ولو أنّ ذلك اضطرّني إلى تقديم الأغلى. فهذا ما علّمنا إيّاه المسيح الذي واجه ولم يقبل أن يساوم، ولو كانت الكلفة الموت على الصليب.

إنّنا نشكر كلّ الأصدقاء والمحبّين الذين بقوا معنا في هذه المرحلة، وتعهّدنا وإيّاهم أن نكمل معاً المشوار. فجوهر رسالة حياة مستمرّ، وها نحن نعلن عن إطلاق “Mission de Vie Internationale” في عدّة بلدان في العالم، ومركزها الرئيسيّ في Genève. وكنتُ قد عبّرتُ عن نيّتي كمؤسّس بالتمييز بين الرهبنة التي سيصبح إسمها Oeuvre du Christ وبين جمعيّة “رسالة حياة” المدنيّة، إحتراماً لنيّة الواهبين، وكنتُ قد ذكرتُ ذلك في الرسالة التي وجّهتُها لقداسة البابا فرنسيس ولغبطة أبينا البطريرك.

 

للمراجعة والإستفسار: 70/951359

[email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

تم الكشف عن مانع الإعلانات

يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك حتى تتمكن من استخدام موقعنا.