هل يبقي النجم الاول في المنتخب البولندي ليفاندوفسكي على لقبه كـ”ماكينة تهديفية”؟!
قبل أن يصبح أحد أفضل الهدافين في العالم والنجم الاول في المنتخب البولندي الذي يواجه السعودية السبت في مونديال قطر 2022، نال روبرت ليفاندوفسكي لقب “ماكينة تهديفية” في نادٍ صغير في العاصمة وارسو، ثم في ليغيا.
حتى لو أن الماكينة تتعطل في بعض الأحيان، على غرار ما حصل الثلاثاء عندما تصدى الحارس المكسيكي لركلة الجزاء، حارمًا إياه من هدفه الاول في النهائيات العالمية، إلا أنها كانت شغّالة وبقوة في جميع الاندية التي لعب لها وطور فيها بنيته الجسدية وحسه التهديفي.
لكن قبل زمن من تحوّله الى “ذي بودي” (الجسد)، اللقب الذي أطلقه عليه زملاؤه السابقون في بايرن ميونيخ الالماني، كان “روبرت صغيرًا ونحيفًا وأصغر واحد في المجموعة”، وفق ما يقوله لفرانس برس كريشتوف سيكورسكي، أول مدربيه في وارسو، قبل وفاته في 2018.
وأضاف مدرب هذا النادي الصغير للأطفال والمراهقين في وارسو، حيث كانوا يلعبون على أرض رملية “لكن (كان) يتمتع بأكبر قلب وأعظم موهبة، (كان) أذكى منهم جميعًا”.
عام 2005 وفي سن 17، انضم ليفاندوفسكي الذي كان حتى في حينها هدافًا رائعًا، إلى نادي دلتا الواقع في وارسو أيضًا، قبل أن ينقل إلى ليغيا الأكثر شهرة في العاصمة، في نفس العام.
لكن سرعان ما تحطم حلمه.
اعتبره مسؤولو النادي “ضعيفًا جدًا وهشًا للغاية”، وتم فصله بعد إصابة خطيرة وكان على وشك الاكتئاب بعد أن انتقل في 2006 الى زنيتش بروشكوف، نادٍ من الدرجة الثالثة في ضواحي وارسو.
يستذكر سيلفيوش موتشا-أورلينسكي، رئيس زنيتش آنذاك، في حديث لوكالة فرانس برس اليوم الذي جاء فيه المهاجم الشاب برفقة والدته للتسجيل “لقد كان مدمّرًا ذهنيًا”.
وتابع رافع الأثقال السابق الذي يناديه الجميع في زنتيش دائمًا بـ”القائد”: “يجب شكر والدته”.
في بروشكوف، استعاد ليفاندوفسكي ثقته وكفاءته.
يتذكر دانيال كوكوسينسكي، زميله السابق ومدرب زنيتش الحالي “جلس في المباريات الخمس الاولى على مقاعد الاحتياط ولكنه عمل بجد وبعد فترة وجيزة، غالبًا ما كان هو الذي منحنا نقاط الفوز (…) كنا نعلم أن معه يمكننا الفوز حتى على الأقوى”.
أنهى “ليفي” موسمه الأول بلقب هداف الدرجة الثالثة، قبل أن يكرر ذلك في العام التالي في الثانية ليقود الفريق الى الاولى.
يتذكر كوكوسينسكي أنه كان دائمًا “هادئًا، متواضعًا ويقوم ما يميله ضميره (…)، يركز بشدة على كرة القدم”، معترفًا “عندما كنا نذهب للسهر، نادرًا ما كان يأتي”.
احتفظ موتشا-أورلينسكي بصورة ليفاندوفسكي “بمفرده في ملعب التدريب يسدد الكرات بشكل متواصل”، مؤكدًا “النجاح لم يهبط عليه، لقد استحقه”.
يؤكد “القائد” بفخر أنه بعد موسمين “ثلاثة أرباع الفرق في الدرجة الأولى كانت تقاتل من أجل ضمه”.
أخذت مسيرته منعطفًا كبيرًا في عام 2008 عندما انضم إلى ليخ بوزنان، قبل أن ينتقل إلى ألمانيا في عام 2010 من بوابة بوروسيا دورتموند ثم بايرن ميونيخ في 2014.
صنع ليفاندوفسكي اسمًا لنفسه في أوروبا في 24 نيسان/أبريل 2013 بتسجيله أربعة أهداف ضد ريال مدريد الاسباني في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا (4-1) بقميص دورتموند الذي خسر النهائي في ذاك العام ضد بايرن.
بعد أن حقق لقبين في الـ”بوندسليغا” مع دورتموند (2011 و2012)، انتقل الى العملاق البافاري في صيف 2014.
مع بايرن، حقق لقب الدوري 8 مرات ودوري أبطال أوروبا عام 2020 وحصد جائزة هداف الدوري 6 مرات (ومرة مع دورتموند)، وجائزة الحذاء الذهبي لأفضل هداف في أوروبا مرتين. ومنذ انتقاله إلى برشلونة الاسباني هذا الصيف، واصل تسجيل الأهداف ويتصدر ترتيب الهدافين لجائزة “بيتشيتشي”.
لكن على الرغم من أهدافه الـ527 مع الاندية و76 في المنتخب، فإن اللاعب الملقب بـ “ليفانغولسكي” البالغ 34 عامًا لا يزال يبحث عن هدف أول في كأس العالم.
ستكون الفرصة سانحة مجددًا عندما يلاقي السعودية السبت.