ثلاثة أسلحة تعزز عزيمة المنتخب المغربي أمام نظيره الإسباني الجمهور وأفراد “الجالية” والمردود الجيد

يتطلع المنتخب المغربي لكرة القدم إلى كتابة صفحة جديدة في تاريخه عندما يخوض معركة تحيطها المخاطر أمام “الروخا” الإسبانية الثلاثاء على ملعب المدينة التعليمية بالدوحة في ثمن نهائي مونديال قطر 2022. واعتبر وليد الركراكي مدرب “أسود الأطلس” أن فريقه، في سادس مشاركة له بنهائيات كأس العالم، سواجه منافسا من بين “أفضل المنتخبات عالميا وأحد المرشحين للفوز باللقب”. فما السبيل لكسب المعركة وتحقيق حلم ربع النهائي للمرة الأولى؟.

سيكون المغرب في مهمة تاريخية عندما يواجه بعد ظهر الثلاثاء، ابتداء من الساعة الثالثة (الثانية بتوقيت غرينتش)، منتخب إسبانيا على ملعب المدينة التعليمية بالدوحة في ثمن نهائي مونديال قطر 2022، إذ سيسعى لبلوغ دور الثمانية للمرة الأولى في تاريخ مشاركاته الست بهذه البطولة العريقة.

في عام 1986، كان “أسود الأطلس” بقيادة المايسترو محمد التيمومي والفنان عزيز بودربالة، أول فريق أفريقي وعربي يبلغ ثمن نهائي العرس العالمي، فلا بأس إذا كان الرابع أفريقيا (والأول عربيا) لبلوغ ربع النهائي بعد الكاميرون (1990) والسنغال (2002) وغانا (2010).

ثلاثة أسلحة تعزز عزيمة “الأسود” أمام الإسبان، الجمهور وأفراد “الجالية” والمردود الجيد. ويتسلح زملاء العائد حكيم زياش خلال المعركة أمام “الروخا” بطلة العالم 2010، بعدة عوامل أساسية أبرزها الجمهور و”جاليته” المغربية، فضلا عن مردوه المميز وأدائه الجيد في مباريات الدور الأول. فهل أخطأ سيرجيو بوسكيتس قائد الفريق الإسباني عندما قال إن “غالبية الجماهير ستساند” المغرب وكأن المباراة على أرضهم”؟ وهل أساء نصير مزراوي التقدير عندما أشاد عقب الفوز على كندا بـ “الجماهير التي ساندتنا في المباراة” في إشارة إلى الدور الكبير للجماهير المغربية، مضيفا “لقد لعبنا 12 لاعبا ضد 11 لاعبا”؟.

فقد تعادل “الأسود” أمام كرواتيا وصيفة البطل 2018 في جو حماسي مثير صنعته عشرات الآلاف من الحناجر المغربية الملتحمة في مدرجات ملعب “البيت” في الخور (بشمال الدوحة)، كما أنهم كشروا عن أنيابهم ليفوزوا على بلجيكا 2-صفر ثم على كندا 2-1 على ملعب “الثمامة” الذي اكتظت مدرجاته بالقمصان والأعلام الحمراء.

أمعقول أن يختلف الأمر، ظهر الثلاثاء، خلال المباراة المصيرية والتاريخية أمام إسبانيا؟.

ويعول المدرب وليد الركراكي أيضا في مهمة بلوع ربع النهائي على اللاعبين المغربيين الناشطين بالدور الإسباني، وعلى خبرتهم ومعرفتهم الجيدة بالكرة الإسبانية، وأبرزهم أشرف حكيمي مدافع باريس سان جرمان منذ 2021 والذي ترعرع في مدريد وبدأ مسيرته الكروية مع النادي الملكي ريال مدريد، فضلا عن ياسين بونو حارس مرمى إشبيلية وصاحب جائزة “سامورا” لأفضل حارس مرمى في الليغا الموسم الماضي، وزميله في النادي يوسف النصيري، إلى جانب واعد برشلونة المعار إلى أساسونا عبد الصمد الزلزولي، وجواد الياميق (بلد الوليد).

وما يعزز من ثقة الركراكي هو من دون شك الأداء القوي والمردود الكبير الذي قدمه لاعبوه خلال الدور الأول، فصلابة في الدفاع وتماسك في خط الوسط وحرارة نارية في الهجوم. فقد أكد مزراوي أن “كل شيء ممكن الآن”، حتى أنه قال “يمكن أن نتوج أبطالا للعالم”، مضيفا: “إذا لم تكن لديك الثقة فلن تحقق هذا الهدف. أنا صادق فيما أقوله، يجب أن تحلم حلما كبيرا، إذا فعلت ذلك، ستتحقق أمورا كبيرة. إذا وثقت في الله لأن كل شيء باسمه، ستنال ما تسعى إليه وإن شاء الله نفوز بكأس العالم”.

إلا أن وليد الركراكي أقر بصعوبة الموقف، مشيدا خلال المؤتمر الصحفي عشية المباراة بمنتخب “الروخا” ولاعبيه المميزين وطريقة لعبه الفريد من نوعه، مؤكدا بأنه سيواجه منافسا من بين “أفضل المنتخبات عالميا وأحد المرشحين للفوز باللقب”.

وقال أمام الصحافيين بمركز الإعلام الدولي في الدوحة: “إنه فريق لا يعاني من أي ضعف أو نقص، ويعرف كيف يرهق منافسيه والجمهور على حد سواء”، مؤكدا أن المغرب “يخوض رابع نهائي” له في مونديال قطر. لكن مدرب “أسود الأطلس” استدرك قائلا إن فريقه “ترك استحواذ الكرة لبلجيكا لكن ذلك لم يحرمه من الفوز في آخر المطاف”، مشيرا أن اليابان فازت على إسبانيا في دور المجموعات رغم أن نسبة امتلاكها الكرة لم تتعد 17 في المئة!

من جانبه، أوضح سيرجيو بوسكيتس أن مهمة فريقه “لن تكون سهلة أمام المنتخب المغربي”، مشيرا أن “أغلب اللاعبين يلعبون في أندية أوروبا، وطريقة لعبهم تتشابه إلى حد كبير مع المنتخبات الأوروبية”.

في الأخير، يمكن الإشارة إلى عامل إضافي من شأنه تعزيز النفس المغربي أمام إسبانيا: فقد اعتبر العديد من المراقبين والمختصين في الشأن الكروي أن خسارة لاعبي المدرب لويس أنريكي المفاجئة أمام اليابان في ختام منافسات المجموعة الخامسة (1-2) لم يخل من الحسابات. فقد أرادوا على ما يبدو إحراز المركز الثاني من المجموعة بدلا من الأول لأجل تفادي مواجهة البرازيل في ربع النهائي والأرجنتين في نصف النهائي، وقد يكون ذلك “استصغارا” بالمغرب.

فهل سيكون زملاء القائد رومان سايس على موعد مع التاريخ؟.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

تم الكشف عن مانع الإعلانات

يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك حتى تتمكن من استخدام موقعنا.