الكتيبة الإيطالية في “اليونيفيل”: الإنماء يرافق حفظ السلام

تتولى الكتيبة الإيطالية في “اليونيفيل” في جنوب الليطاني الأمرة للقطاع الغربي، فيما القطاع الشرقي مناطة امرته للكتيبة الاسبانية، ويبلغ عدد عناصر “اليونيفل”، الذين انتشروا بعد صدور القرار 1701، عشرة الاف ونيف من 39 دولة، بما فيهم البحرية الدولية، لحفظ السلام لحماية  السكان ومنع الخروقات والاعتداءات الإسرائيلية، لكنهم في نفس الوقت يقدمون خدمات إنمائيّة في البلدات التي ينتشرون فيها، منها انارة البلديّات بالطاقة البديلة وتعبيد الطرقات ودعم النوادي الرياضية ونزع الألغام.

المراقب لدور الكتيبة الإيطالية، يلمس أنها لا تقوم فقط بحفظ السلام والقرار 1701، بل في صلب أدوارها غير المعلنة تقديم المشاريع الإنمائيّة والخدماتيّة والإجتماعيّة والتربويّة للعديد من القرى والبلدات الجنوبية، وهو ما تقوم به الكتيبة المذكورة المنتشرة في القطاع الغربي، ومنها انارة  الطرقات والشوارع على الطاقة الشمسية في وقت غابت الدولة عن القيام بدورها في هذا الاطار ولا اموال لوزارة الطاقة للاهتمام في هذا الامر، وتعمل الكتيبة المذكورة أيضًا على تقديم الهبات للمؤسسات الخيرية والاجتماعية والبلديات، والمساهمة في انشاء ودعم الملاعب الرياضية، وتأهيل البنى التحتية والمستشفيات الحكومية، ونزع الألغام والقنابل العنقودية، وتنظيم حملات طبية يومية لإسعاف المرضى الجنوبيين وتقديم الأدوية لهم من خلال أطباء إيطاليين إختصاصيين، فضلاً عن تعليم اللغة الإيطالية، وتعبيد الطرقات وغيرها من المشاريع.

يبلغ عديد الكتيبة الإيطالية، ومقرها في قرية شمع، نحو ألف عنصر وضابط  ينتشرون بدءاً من القاسمية-صور إلى الناقورة وامتداداً إلى بنت جبيل لغاية عيترون، وقائد القطاع العميد روبرتو فيرغوري، وقد مكّنها الدور الذي تقوم به من التقرب من الناس، وفق مصادر “الجريدة”، خصوصاً أن الملامح البشرية للايطالييين واللبنانيين متشابهة كما العادات والتقاليد، مما جعل هذه الكتيبة، الأكبر في عديدها، تنسج علاقات صداقة مع الجنوبيين.

ويشير مصدر مطّلع على عمل الكتيبة في الجنوب، عبر “الجريدة”، إلى أنّ الأموال التي تصرف على المشاريع المتعددة والمختلفة، التي تقدمها الكتيبة للسكان المحليين، في الجزء الأكبر منها مقدم من الحكومة الايطالية ومن مشاريع الأثر السريع من “اليونيفيل”، ومن مساعدات مقدمة من جمعيات إيطالية غير حكومية.

ويلفت المصدر نفسه إلى أن الجنديات العاملات في “اليونيفيل”، تلعبن دوراً في مجال نزع الالغام وفي الطبابة والبيئة والطبخ، حسب طبيعة بلد كل كتيبة، فضلاً عن الطبخ اللبناني والرسم على البورسلان، وعقد اللقاءات مع النساء الجنوبيات لتمتين التواصل  وتبادل الخبرات، وتنظيم المخيمات لأطفال الجنوب وتعليمهم اللغة الانكليزية، ويضيف المصدر انه “لا تخلو كتيبة من وحدات اليونيفيل من وجود جنديات فيها، منها من تقود العربات المدرّعة ومنها ما تقوم بدور تطبيب الجنود، ومنها تقوم بالتصوير والعمل الاداري وغيره من الأعمال، والأهم ما برز مؤخراً من قيام الجنديات في الكتيبة الهندية بمعاينة المواشي في الوزاني، وتقديم العلاج والأدوية اللازمة لها”.

يبقى أن ما يفعله هؤلاء الجنود، من خلال تواجدهم على الأراضي اللبنانيّة، كـ”بحصة تسند خابية” في ظل الأوضاع المالية والاقتصادية الصعبة والخانقة الّتي تجتاح لبنان منذ قرابة 3 سنوات، لا سيّما مع تخاذل المسؤولين اللبنانيين عن القيام بواجباتهم تجاه بلدهم واهمالهم للشعب اللبناني على المستويات كافة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

تم الكشف عن مانع الإعلانات

يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك حتى تتمكن من استخدام موقعنا.