تناحر “حنّة مع حنّا ضيّع البلد”…

تعد الانتخابات الرئاسية في لبنان موضوعًا حيويًا ومثيرًا للجدل في الوقت الحالي. حيث أنها تأتي في ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية الصعبة التي يمر بها البلد. وهو ما يعزز من أهمية الانتخابات الرئاسية كأداة لتحقيق الاستقرار السياسي الذي يسعى إليه اللبنانيون.

ويقود الاختلاف والتنوع السياسي في لبنان العائق الرئيسي أمام انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل الحكومة الّتي ستتطلّب أشهرا عدّة في حال حصول انتخاب لرئيس الجمهورية اللبنانية. وحتى الآن، لم يتم التوصل إلى اتفاق بين الأحزاب السياسية المختلفة حول شخصية الرئيس المقبل، وهو ما يزيد من الشكوك حول إمكانية انتخاب رئيس قبل انتهاء ولا حاكم مصرف لبنان رياض سلامة حيث بلغت المخاوف اوجها من احتمال أن يترك فراغ المؤسسات قمّة الانهيار، في ظل انعدام الثقة في هذه الطبقة الحاكمة الفاسدة الّتي نهبت البلد ولم تفعل شيئًأ لأبنائه.

من الجدير بالذكر أن الانتخابات الرئاسية في لبنان تتطلب أكثرية برلمانية لاختيار رئيس جديد، وهو ما يعني أن جميع الأحزاب السياسية يجب أن تتوصل إلى اتفاق مشترك قبل أن يتم الانتخاب. وبالنظر إلى الأوضاع السياسية الراهنة، فإن الحصول على هذا الاتفاق يبدو أمرًا صعبًا بشكل كبير.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الأوضاع الاقتصادية والمالية الصعبة التي يمر بها لبنان تزيد الصعوبة في الوصول إلى اتفاق بين الأحزاب السياسية. وهذا يعني أنه من المحتمل أن يتم تأجيل الانتخابات الرئاسية الى فترة لاحقة.

بشكل عام، يمكن القول إن الوضع الراهن في لبنان يشير إلى أنه من المستحيل انتخاب الرئيس العتيد. وعلى الرغم من أن الأحزاب السياسية تجري مفاوضات مستمرة للوصول إلى اتفاق حول شخصية الرئيس المقبل، إلا أنه لا يوجد أي تقدم يذكر في هذا الصدد.

ومن المؤكد أن عدم وجود رئيس للجمهورية يتسبب في تعطيل عمل الحكومة اللبنانية، لأنه يشكل جزءًا أساسياً منها ويتولى مسؤوليات مهمة في السياسة الداخلية والخارجية. وهذا يؤدّي بدوره إلى تعطيل عملية اتخاذ القرارات الحكوميّة.

وعليه، فإن الحاجة إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان تبقى أمرًا حيويًا وضروريًا لتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي في البلاد. ومن المهم أن تستمر الأحزاب السياسية في العمل على الوصول إلى اتفاق يتيح لهم انتخاب الرئيس في أسرع وقت ممكن، لتجاوز هذه الأزمة السياسية والاقتصادية الدقيقة التي يمر بها البلد.

علاوة على ذلك، فإن الانتخابات الرئاسية في لبنان تظهر أهمية تعزيز الديمقراطية والحفاظ على السلم الأهلي في البلاد، وتحقيق الاستقرار السياسي الذي يمكن أن يساعد في الخروج من الأزمة الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها اللبنانيون.

مع الاشارة الى أن الأزمة الاقتصادية قد تفاقمت خلال العامين الماضيين، حيث شهد البلد انهيارًا كبيرًا في قيمة العملة المحلية وتفاقم الفقر والبطالة في الأوساط اللبنانية. وبهذا الصدد، فإن الانتخابات الرئاسية يمكن أن تساعد في تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي المطلوب للخروج من هذه الأزمة.

ومن المهم أن يعمل جميع الأطراف السياسية في لبنان على تجاوز خلافاتهم السياسية والعمل معًا لتحقيق مصلحة البلاد والشعب اللبناني. ويجب أن يتم تحقيق الشفافية والنزاهة، لإعادة بناء الثقة بين اللبنانيين والسلطات الحاكمة.

وبشكل عام، فإن الوضع الراهن في لبنان يعد تحديًا كبيرًا للبلاد والشعب اللبناني، ولكن يمكن تجاوز هذا التحدّي من خلال العمل المشترك المفقود والجهود المتواصلة لتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي المطلوبين للبلاد، لا أن يبقى “تناحر حنّة مع حنّا مضيّع البلد”!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

تم الكشف عن مانع الإعلانات

يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك حتى تتمكن من استخدام موقعنا.