القوى الصيداوية تتوافق على تنشيط “مبادرة صيدا تواجه”… فهل تنجح في معالجة مشكلة تراكم النفايات؟

لم تهدأ حركة اللقاءات والاتصالات في صيدا العلنية والبعيدة عن الأضواء خلال الأيام الماضية للوصول إلى توافق سياسي–بلدي، يجنب المدينة أزمة نفايات غير مسبوقة، بعدما تراكمت في الأحياء والشوارع في مشهد مقزّز، وعلى قاعدة المشاركة في تحمل المسؤولية واتخاذ القرارات، وإعادة إحياء “مبادرة صيدا تواجه” التي كادت تلفظ أنفاسها الأخيرة بعد تحميل البلدية المسؤولية وحدها.

واعتبرت مصادر صيداوية لـ”الجريدة”، أن الحراك السياسي الصيداوي جاء على خلفية الشعور المتزايد بمدى خطورة مشكلة تراكم النفايات بدءا بالجمع والنقل وصولا إلى معمل الفرز الحديث أولاً، والتي يزيد من تفاقمها رغبة رئيس البلدية محمد السعودي بعدم إكمال ولايته وفق ما أشارت إليه “الجريدة”، مؤكدة أن الهدف منه هو استرضاء السعودي لمواصلة العمل ريثما تجري الانتخابات البلدية والاختيارية.

واللافت أن الحراك شارك فيه ممثلو كل القوى السياسية، واستهله نائب رئيس المكتب السياسي لـ”الجماعة الإسلامية” في لبنان الدكتور بسام حمود بجولة على القوى الصيداوية داعيا إلى إعادة تنشيط “مبادرة صيدا تواجه”، لأنه طوق النجاة المتاح في ظل غياب دور الدولة وطول أمد الأزمة المعيشية والمالية، وواصلت النائبة السابقة بهية الحريري التي جالت بدورها على القوى الصيداوية نفسها للتوافق بالتمني على السعودي العودة عن رغبته بعدم إكمال ولايته، وختمه كل من النائبين الدكتور عبد الرحمن البزري وأسامة سعد بالتواصل مع الجهات الرسمية المعنية لتحمل مسؤولياتها في معالجة المشكلة من جهة، وبلقاء أمانة سر “مبادرة صيدا تواجه” لتفعيل دورها من جهة أخرى.

خلاصة الحراك، وفق المصادر الصيداوية نفسها جاءت هذه المرة إيجابية، إذ لا غنى عن السعودي في رئاسة البلدية وهو المشهود له بنظافة الكف والشفافية والتفاني بالعمل ومتابعته حتى خواتيمه، وكثيرا ما كان يدفع من جيبه الخاص وما زال لتسيير الأمور وإيجاد المخارج، وإذ لا مفر من تشارك القرار والمسؤولية معاً في تخفيف المعاناة عن الناس وخاصة ما يتعلق منها بالخدمات وتحديدا النفايات التي تخنق المدينة بروائحها الكريهة وتكاد تحولها إلى مكب كبير مترامي الأطراف.

وفي إيجابية الحراك، فإن زيارة النائب سعد إلى السعودي وفي منزله بعد عودته من إجازة عيد الاضحى المبارك، شكَّلت مبادرة “حسن نوايا” رسالة واضحة على أهمية دور البلدية برئاسة السعودي في معالجة أي مشكلة من جهة، وعلى ضرورة قيام جميع الأطراف في المدينة سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو مالية أو اجتماعية وجمعيات أهليّة، بالتنسيق مع البلدية في أي خطوة تتخذ لتنفيذها، إذ لا يجوز عدم التنسيق معها حتى لا تعمّ الفوضى، ما يرتب تداعيات خطيرة على الأوضاع الاجتماعية والخدماتية وحتى الاستقرار في المدينة”، معلنا أنه “قريبا سيكون هناك خطوات عملية في بداية الأسبوع وستكون النتائج على الأرض”.

وعلمت “الجريدة”، أن اتفاقاً جرى على إعادة الطلب بل إلزام أصحاب المولدات الخاصة–الاشتراكات على جباية دولار واحد من كل منزل أثناء جباية الرسوم الشهريّة، إضافة إلى دفع مبلغ من المال وفق إمكانياته وعدد مشتركيه، بعدما تبين أنّ غالبية أصحاب المولدات لم يجبوا الدولار من مشتركيهم بإستثناء اثنين فقط تمكّنا من جمع 710 دولارات، وهذا الأمر تقوم به مختلف البلديات في القرى المجاورة للمدينة وقد نجحت في تجنيبها أزمة تراكم النفايات.

السعودي ذهب أبعد من ذلك، وأعاد الطلب من الميسورين وأصحاب الأيادي البيضاء المساهمة في الدفع لمعالجة المشكلة، لأنّ الموازنة الموجودة في البلدية وان كانت مليارات، إلا أنها فقدت قيمتها ولا تكفي إلا لرواتب الموظفين”، قائلا “رفع النفايات وتنظيف المدينة والجوار يتطلب الحلول، ونطلب من الميسورين أيضا المساعدة في هذه الفترة القصيرة، ففي المستقبل القريب هناك اتفاق مع المقاول الجديد، ومع لجنة الشراء العام، وتبقى الأمور الإدارية، وخلال أربعة أسابيع سيحل الموضوع أو بالكثير شهرين بحال تطلب مجلس وزراء”. في إشارة إلى التعاقد مع شركة “سيتي بلو” لصاحبها ميلاد معوض، لجمع النفايات ونقلها من المدينة بعد انتهاء عقد شركةNTCC  نهاية أيار الماضي، وقد حصل التباس في اسم الشركة وذكر خطأ اسم شركة “رامكو”.

إلى جانب حراك النائب سعد، لم يهدأ النائب البزري الذي عقد اجتماعين بارزين الأول مع قادة وممثلي الجمعيات والفرق الكشفية العاملة في المدينة صيدا، ودعاه إلى التحضير للمشاركة في نشاطٍ بيئيٍ جامع تُشارك فيه مختلف أطياف المدينة وقواها ومنظماتها، لإظهار رغبة الصيداويين الحقيقية في إيجاد حلٍ جذريٍ لمشكلة النفايات، سواء لناحية إزالتها من الشوارع أو جمعها بطريقة سليمة ومعالجتها بأسلوب بيئيٍ صحيح.

والثاني مع أعضاء أمانة سر “مبادرة صيدا تواجه”، حيث أكّد المجتمعون على أهمية مقاربة موضوع النفايات بشكل جماعي حيث تُشارك مختلف مكونات المدينة في مبادرة بيئيةٍ مهمة لتنظيف شوارع المدينة ووسطيتها واستعادة رونقها، وحماية بيئتها وأهلها من الآثار الصحية السلبية المرتبطة بتراكم النفايات، والحفاظ على النظافة بشكلٍ دوريٍ ومستمر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

تم الكشف عن مانع الإعلانات

يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك حتى تتمكن من استخدام موقعنا.