حماس بدأت تشكيل “طلائعها” من مخيّم “عين الحلوة” مرتع العصابات المسلّحة والسلطات اللبنانية في “كوما”

كشفت مصادر فلسطينية لـ”الجريدة”، أن حركة “حماس” خطت الخطوة الثانية في تأسيس “طلائع طوفان الأقصى” التي أعلنت عنها الأسبوع الماضي (الإثنين 4 كانون الأول 2023) بدعوة الشّباب الفلسطينيّ إلى الالتحاق بها والمشاركة في صناعة مستقبل الشعب وفي تحرير القدس والمسجد الأقصى المبارك”، في رسالة واضحة بالمضي قدما بها واستيعاب الجيل الصاعد بعيدا عن الآفات المجتمعية.

وأوضحت المصادر، أن الخطوة الثانية تمثلت بتسجيل أسماء المتطوعين بالالتحاق بها في ثلاثة مراكز في مخيّم عين الحلوة وذلك على مدى ساعتين من الوقت، لمدة أربعة أيام متتالية، دون أن تعطي أرقاما أو أعداداً، في محاولة لعدم إثارة ضجّة جديدة بعدما لاقى الإعلان بصيغته العامة غضبًا من القوى السياسية اللبنانية التي أكدت رفضها لاستخدام الأراضي اللبنانية في أيّ عمل مسلّح.

والخطوة الثانية حملت رسالة واضحة بعدم التراجع عن إعلان تشكيل “الطلائع” رغم الاعتراض اللبناني وتراخي السلطات اللبنانية عن استباحة كرامة لبنان واللبنانيين، في ظلّ مخاوف أن تتحوّل هذه الطلائع الى ميليشيات مسلّحة وعصابات في المخيّمات والى بؤر أمنيّة يصعب التعامل معها فيما بعد، خصوصا أن بدايات تشكيل الطلائع بدأ من مخيّم “عين الحلوة” “الطالعة ريحتو” لايوائه عصابات اجرامية ولما يجري فيه من اقتتال داخلي دموي متفلّت كل فترة زمنيّة، على الرغم من ايضاح الحركة لعناوينها، وتأكيد ممثلها في لبنان الدكتور أحمد عبد الهادي أنّ “الطلائع” ليست تشكيلا عسكريا.

وقد جاء الإعلان في خضمّ معركة “طوفان الأقصى” التي نفّذتها حماس في 7 تشرين الأول 2023 ضد مستعمرات غلاف غزة وما أعقبها من عدوان إسرائيلي، وبعد مشاركتها في العمليات العسكرية انطلاقا من جنوب لبنان وإطلاق الصواريخ تضامنا.

زيارة لازاريني

مقابل هذا، انشغلت القوى الفلسطينية بمتابعة تفاصيل زيارة المفوض العام لوكالة “الأونروا” فيليب لازاريني إلى لبنان وتحديدا إلى مخيم عين الحلوة–أكبر المخيمات الفلسطينيّة، حيث تفقد العيادتين الصحيتين الأولى والثانية، إضافة إلى مدرسة “مرج بن عامر” التي انتهى المسح الأمني منها وجرت إزالة القنابل والقذائف غير المنفجرة بعد الاشتباكات الأخيرة التي وقعت في المخيم بين حركة “فتح” و”تجمع الشباب المسلم”(30 تموز 2023) وأدت إلى إقفال المدارس الثمانية ونقل نحو 6000 طالبة إلى مدارسها في جوار المخيم وقلب مدينة صيدا.

وتكتسب الزيارة أهمية خاصة، إذ تأتي في ذروة العدوان الإسرائيلي على غزّة التي زارها لازاريني مطلعا على أوضاع أبنائها، كذلك للمرة الأولى بعد الاشتباكات التي جرت في المخيم حيث تضررت مؤسسات ومكاتب “الأونروا”، ووسط أزمة اقتصادية ومعيشية خانقة وغير مسبوقة، حيث يترنح لبنان تحت وطأتها مع انعكاساتها السلبية على أبناء المخيمات الذين يعانون أصلاً من الفقر المدقع، والذين يحتاجون إلى زيادة التقديمات والخدمات في ظل الغلاء وارتفاع الأسعار.

وفي موقف مفاجئ، قال لازاريني زيارتي لمخيم عين الحلوة تأتي في إطار تفقد مدارس “الأونروا” التي ما زال عدد منها “محتلاً” من قبل بعض المجموعات المسلّحة، وأطالب الانسحاب منها فورا، ويجب أن تبقى المدارس صرحا تربويا خاصا للتعليم فقط وليس لأي شيء آخر”.

وتدخل أمين سر اللجان الشعبية الفلسطينية في منطقة صيدا الدكتور عبد أبو صلاح، الذي كان يسلمه مذكرة بمطالب أبناء المخيمات وأوضح بشكل قاطع “أن اللجان قامت بجولة ميدانية على المدارس ولا يوجد فيها أّي مسلح”، مطالبا إدارة “الأونروا” الإسراع بإجراء المسح الأمني على أربع مدارس في شارع “بستان القدس” وإعادة صيانتها وترميمها من أجل انتظام العملية التربوية فيها وفق نظام الفترتين تفاديا للمشقة وتوفيرا للمال”.

وأقر لازاريني، بأن معدّلات الفقر المدقع في أوساط اللاجئين مرتفعة جدا في لبنان، واعدا بأن تكون سبل التخفيف من وطأتها في صميم المحادثات التي سيجريها مع الجهات المعنية خلال وجوده في لبنان، قبل أن يختتم الجولة بلقاء “اللجان الشعبية” في “تحالف القوى الفلسطينية” في العيادة الصحية الثانية عند الطرف الجنوبي ويتسلم منها مذكرة مماثلة.

ووفق معلومات “الجريدة”، فقد سمع لازاريني كلاما كثيرا من العتب واللوم، لما يحصل في غزّة، حيث عبّر أمين سر “اللجان الشعبيّة للتحالف والقوى الإسلاميّة في منطقة صيدا” خالد زعيتر عن استياء اللاجئين الفلسطينيين في لبنان من أداء كل المنظمات الدولية بما فيها الأونروا حيث قال “إنها تركتنا عرضةً وفريسة لآلة القتل الإسرائيلية أمام مرأى العالم أجمع ولا أحد يتحرك”، منتقداً “الأونروا على تقليص خدماتها للاجئين وعلى تأخرها في ترميم المدارس في عين الحلوة، غامزاً من قناة الدول المانحة وخاصة الأوروبية والولايات المتحدة وتقليص تمويلها المالي للأونروا المعنية برعاية الشعب الفلسطيني، مقابل الدعم العسكري الذي تقدمه هذه الدول لإسرائيل وترسله “هدايا قاتلة” للشعب الفلسطيني من خلال تزويدها بالصواريخ والأسلحة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

تم الكشف عن مانع الإعلانات

يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك حتى تتمكن من استخدام موقعنا.