تحركات “حماس” في جنوب لبنان: رسائل أبعد من اسرائيل؟!

على الرغم من الضجة التي كان قد أثارها إعلان حركة “حماس” في لبنان تشكيل “طلائع طوفان الأقصى”، والّذي ترافق مع ايضاحات لاحقة صدرت عن قيادات الحركة، تنفي أن يكون الهدف تشكيل تنظيم عسكري، إلا أن الجناح العسكري التابع لها عاد، أول من أمس، ليعلن عن إطلاق 12 صاروخاً باتجاه ثكنة مطار كريات شمونة، رداً على المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين.

هذا الواقع، بالنسبة إلى العديد من الأفرقاء اللبنانيين، يزيد من حالة الإرباك القائمة على مستوى الجبهة الجنوبية، لا سيما أنه يتزامن مع زيادة التحذيرات الدولية من خطر خروج الأمور عن السيطرة، في ظل التهديدات الإسرائيلية بالذهاب إلى مواجهة عسكرية واسعة، في حال لم تنجح الإتصالات الدبلوماسية بمعالجة المخاوف التي تعبر عنها تل أبيب.

في هذا السياق، تشير مصادر سياسية معارضة، عبر “الجريدة”، إلى أن ما يحصل على هذا الصعيد لم يعد “بريئاً”، نظراً إلى أن الحركة، من خلال هذه الخطوات، تُظهر عدم مبالاتها بمواقف مجموعة واسعة من القوى المحلية التي ترفض ذلك، الأمر الذي بات من الضروري أن تُطرح حوله الكثير من علامات الاستفهام، خصوصاً لناحية الأهداف، مع العلم أن الإعتراضات التي ظهرت، بعد بيان الإعلان عن “طوفان الأقصى”، كان من المفترض أن تؤخذ بعين الإعتبار.

بالنسبة إلى هذه المصادر، هناك مسؤولية تقع على حكومة تصريف الأعمال لمعالجة هذه المسألة، لا سيما أن رئيسها نجيب ميقاتي سبق له أن أعلن، رداً على التساؤلات التي طرحتها الخطوة الماضية، أن “هذا الأمر مرفوض نهائياً ولن نقبل به”، وتسأل: “ما هي الخطوات التي من الممكن أن يقوم بها، للتأكيد على رفض هذا الأمر”؟ محذرة من أن الأمور قد يكون لها تداعيات كبيرة في المرحلة المقبلة، وتضيف: “بعد أن كان المطلوب معالجة الوضعية التي يمثلها “حزب الله”، أصبحنا أمام تطورات مرتبطة بمجموعة واسعة من الفصائل المسلحة”.

في هذا الإطار، هناك من يتحدث، داخل صفوف قوى المعارضة، عن أن هذا الأمر لا يمكن أن يحصل من دون موافقة “حزب الله”، الذي قد يكون في وارد اطلاق رسائل متعلقة بترتيبات الأوضاع على هذه الجبهة في المستقبل، تحديداً بعد إنتهاء الحرب في قطاع غزة، نظراً إلى أنه من الناحية العملية لا تأثير عسكري نوعي لهذه العمليات.

من وجهة نظر المصادر النيابية المعارضة، ما تقدم له ما يبرره في أكثر من مجال، على إعتبار أن الجبهة الجنوبية، بالنسبة إلى “حزب الله”، هي جبهة مساندة ودعم لغزة، وبالتالي العمليات التي تقوم بها “حماس” لن تبدل من المعادلة، حيث من الممكن الإكتفاء بما يقوم به الحزب على هذا الصعيد، خصوصاً أن الحركة، التي تتولى قيادة الحرب في القطاع، ليست بحاجة إلى هذه المشاركة التي قد تُصنف على أساس أنها رمزية أو معنوية.

في المحصّلة، لدى هذه المصادر قناعة بأن هذا النوع من العمليّات رسائله لا تتعلق بالجانب الإسرائيلي فقط، وبالتالي لا يمكن مقاربتها من هذا المنظار، لكنها تشير إلى أنّ التداعيات التي تترتب على ذلك، إلى جانب الهدف الأساسي منها، لا تزال تحتاج إلى المزيد من الوقت لكشفها، إلا أنها تعتبر أن “حماس” بغنى عن هذه التصرفات، التي تثير حولها الكثير من الحساسيات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

تم الكشف عن مانع الإعلانات

يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك حتى تتمكن من استخدام موقعنا.