هل ستتكرر تجربة التمديد العسكرية في انتخاب رئيس الجمهورية؟ 

يبني سياسيون لبنانيون سيناريوهات افتراضية تنطلق جميعها من واقعة التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون، لتكرارها في انتخاب رئيس للجمهورية، على قاعدة حصول اتفاق سياسي بين اكثرية نيابية تفرض رئيساً جديداً، وبذلك يحصل امّا التحاق المعترضين بمشروع التسوية، او تصل الى اتمام الانتخاب من دون تأثير اصوات المعترضين.

يذهب هؤلاء بعيداً في الحديث عن مبادرة سيُطلقها رئيس المجلس النيابي نبيه برّي، لكن لم يصدر أيّ كلام صريح عن عين التينة يشير الى نيّة رئيس المجلس الاعلان عن مبادرة ما، علماً ان بري يتوق لرعاية حوار وطني مُنتج.

ولنفترض ان برّي يتحضّر للاعلان عن حراك سياسي متجدّد، فما الذي تغيّر عن المرحلة الماضية التي تمّ خلالها رفض مبادرة عين التينة الحوارية؟.

يقول السياسيون انفسهم في مجالسهم ان هناك تقارباً بين بري و حزب “القوات اللبنانية” ظهرت مؤشراته في الجلسة التشريعية الاخيرة، وهو ما يشير الى امكانية تكرار تلك التجربة. لكن لا يمكن ان يكون هذا المؤشر كافياً، بدليل ان معراب التي دأبت في السنوات الماضية على مديح رئيس المجلس، عملت على اجهاض مبادرات بري وآخرها التي كان لوّح بها في الاشهر القليلة الماضية.

يكرّر رئيس حزب “القوات” سمير جعجع حلو الكلام بحق برّي ضمن اشاداته اللافتة به، ويعطي الضوء الأخضر لنائبه جورج عدوان الذي يفتح خطوط تواصل مع رئيس المجلس النيابي، بقيت اثارها في الشكل، لأن “القوات” لم تسلّف عين التينة يوماً، لا عبر انتخابه رئيساً للمجلس، ولا بحضور حوار دعا اليه، ولا بإقراضه فلساً سياسياً واحداً في اي زمن مضى.

لذلك يُمكن الإستنتاج ان تعاون بري وجعجع لن يرقى الى حدود حوار يُفضي الى نتائج رئاسية، طالما ان رئيس المجلس يتمسّك بترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، مقابل رفض معراب انتخابه.

وعليه، لا يمكن تكرار تجربة جلسة التمديد لقائد الجيش التي تختلف مقاربتها عن مسار انتخاب رئيس للجمهورية، وهو ما يُطيح بأي فكرة حوار مطروحة لا تستند الى تنازل احد الفريقين عن رأيه.

توحي كلُّ المعطيات أنّ الداعمين لإنتخاب فرنجيّة لا زالوا ثابتين عند ترشيحهم، لتأتي التطورات الميدانية الحدودية وفي غزة تفرض عليهم التمسك برئيس “المردة” لاسباب محلية واقليمية.

يعتقد الداعمون لفرنجيّة انه حاجة لهم اكثر من اي وقت مضى، في حالتي الحرب والتسوية، لا بل سيكون وصوله الى بعبدا جزءاً من مشروع التسوية المقبلة بعد جلاء غبار المعارك الدائرة.

لذلك، لا يمكن إنتظار أي حوار وطني جامع او ثنائي او ثلاثي مُنتج قبل انتهاء الحرب في غزة، وبالتالي لا يوجد اي معطى يؤشر إلى وجود نيّات سياسية للتعاطي ايجابياً مع ملف انتخاب رئيس للجمهورية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

تم الكشف عن مانع الإعلانات

يرجى إلغاء تنشيط مانع الإعلانات الخاص بك حتى تتمكن من استخدام موقعنا.