ثلاثة ملفات حملها وفد حزب الله الى “الجنرال”: اللقاء مع باسيل غير مستبعد
بعد تكرار الحديث عن سقوط اتفاق مار مخايل، ووصول العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحر الى أدنى مستوياتها منذ 18 عاماً، زار رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة”، النائب محمد رعد، برفقة نواب من الكتلة، رئيس الجمهورية السابق ميشال عون في دارته، وكان اللقاء، بحسب مصادر مطلعة على ظروف الزيارة وما دار فيها، أكثر من ممتاز، خاصة أنه يأتي في سياق طبيعي لعمق العلاقة بين الحزب و”الجنرال”.
قد لا يختلف اثنان على أن علاقة حزب الله بالجنرال عون تختلف عن علاقته بالنائب جبران باسيل، ولكن بحسب المصادر فإن الزيارة كانت لعون لا لباسيل لأن الأصل البدء من رأس القمة، كاشفة أن ثلاثة ملفات رئيسية تطرق إليها النائب رعد خلال زيارته الى ميشال عون، الأول هو شرح مفصل وطويل لطبيعة تدخل حزب الله في الحرب الحاليّة، وتقديم شروحات للسرديّة التي يتبنّاها حزب الله والتي تقول بأنّ اسرائيل لن تُبعد عن لبنان الحرب بعد نهاية ما يحصل في غزة حتى ولو لم يتدخل الحزب في الحرب، وأن ما يقوم به الحزب يأتي في سياق الردع.
الملف الثاني هو الطروحات التي يحملها المبعوث الأميركي آموس هوكستين ونظرة الحزب إليها، وفي هذا الإطار تكشف المصادر أن كل ما يُقال عن اتفاق قد يرعاه الأميركي يؤدّي الى وقف جبهة الجنوب أو تخفيف العمل العسكري فيها او يؤدي الى ترتيبات أمنية معينة، هو أمر غير واقعي وغير دقيق وغير صحيح، فلا شيء يعني حزب الله نهائياً قبل وقف الحرب على غزّة، لذلك فهذه الجبهة مستمرّة طالما أنّ الحرب قائمة، ولا معنى لأيّ زيارة دولية الى لبنان بحال كان هدفها محاولة فصل الجبهة هنا عن الجبهة هناك.
وتكشف المصادر أنّ وفد كتلة الوفاء للمقاومة أكّد لعون أن حزب الله يعمل، على عكس ما يحاول أن يصوّر البعض، لأجل منع الحرب عن لبنان، فهو لا يريدها ولا يرغب بها ولا يعمل للوصول إليها ولا لاستجرارها من غزة الى لبنان، مشددة على أن الحزب قدم رؤيته كاملة بهذا الإطار بعدما شعر في فترة سابقة أنّ ما وصل لعون قد لا يكون الصورة الحقيقية والواقعية.
وأيضاً تشير المصادر الى أنّ الملف الثالث الذي حمله وفد حزب الله تضمن إعادة التأكيد أمام رئيس الجمهورية السابق أن الجبهة وما يجري عليها وما يحصل في غزة والمنطقة من حرب وتصعيد عسكري لن يكون له أي تأثير على الملفات الداخلية، لا سيما رئاسة الجمهورية اللبنانية، ولا أيّ ملف غيرها، وبذلك يكون الوفد قد قطع الطريق أمام كلّ حديث عن مقايضة أو مبادلة بين جبهة الجنوب ورئاسة الجمهوريّة، ويكون قد طمأن بذلك أيضاً التيار الوطني الحر ورئيسه جبران باسيل الذي تطرق الى هذه المسألة في أكثر من مناسبة.
رغم التصعيد السياسي الذي أطلقه التيار الوطني الحرّ مؤخراً، تكشف المصادر أن العلاقة بين حزب الله والتيار لم تنقطع يوماً، لا قبل الهجوم الحادّ ولا حتى بعده، مشيرة الى أنّ وفيق صفا يتولى هذا الشقّ من التواصل بشكل مباشر، مشددة على أن لا شيء يمنع تكرار اللقاء بين نواب كتلة الوفاء للمقاومة وميشال عون، مع جبران باسيل، في المستقبل القريب.
محمد علوش